مرايا –

حضرت القضية الفلسطينية أمس بشكل كبير وحاسم في البيان الوزاري للحكومة الذي قدمه رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان لنيل ثقة مجلس النواب على أساسه وذلك خلال الجلسة التي عقدت أمس الأحد برئاسة رئيس المجلس أحمد الصفدي، ليجدد التأكيد على الثوابت الأردنية بهذا الشأن والتزام الحكومة الكامل بالاستمرار بترجمة توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني على أساس واضح ومحسوم، بأن تظل «فلسطين قضيتنا المركزية، وسيبقى الأردن السند لفلسطين».

 

بلغة واضحة وحسم سياسي وإنساني، أكد رئيس الوزراء استمرار الأردن بتقديم كل ما يستطيع من أجل إنهاء احتلال فلسطين، «ورفع الظلم والقهر عن شعبها الشقيق، وتلبية حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية»، كما جدد التأكيد على استمرار «المملكة في بذل كل جهدٍ ممكن من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية هناك، وستظل تتصدى للإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية في الضفة الغربية المحتلة، التي تقوض كل فرص تحقيق السلام العادل والشامل».

 

وأعاد رئيس الوزراء التأكيد على الثوابت الأردنية الراسخة والمتجّذرة والتي لا تتغير أو تتزحزح، واصفا المواقف الأردنية من القضية الفلسطينية، بالصلبة، والجهود بأنها متواصلة لا تنقطع، «وكما يؤكد جلالة الملك دائماً: المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس خطٌ أحمر، ونقف بكل صلابةٍ ضد كل محاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني فيها، تهجير الفلسطينيين من وطنهم أيضاً خطٌ أحمر، وسنواجه بكل ما أوتينا أي محاولةٍ لتهجير الشعب الفلسطيني من الضفة الغربية المحتلة، حل القضية الفلسطينية، في فلسطين، وسبيله الوحيد تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني.. فلاءات جلالة الملك واضحةٌ، ولن يكون الأردن وطناً بديلاً لأحد.. هو وطن الأردنيين الذي سيبقى شامخاً عزيزاً قوياً بعزيمة شعبنا، وحكمة قيادتنا الهاشمية»، ما يضع أمام العالم رؤى الحكومة الواضحة والثابتة بالمضي في دعم فلسطين على أنها قضية مركزية للأردن.

 

وفي قراءة تحليلية لأهمية ما تناوله رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان أمس في البيان الوزاري للحكومة أمام مجلس النواب، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وإيلائها أهمية ومساحة واسعة في البيان الوزاري، والحسم الحكومي بالمضي بترجمة الثوابت الأردنية وتطبيقها وتنفيذها بكافة تفاصيلها، أكد سياسيون أهمية ما تناوله الدكتور حسان، والذي يأتي في وقت مناسب لتجديد التأكيد الأردني على الثوابت الراسخة وعلى أن فلسطين أولوية بحرفيّة التنفيذ والتطبيق، وأن الأردن ماض بحشد الدعم الدولي للحق الفلسطيني، وتحذير «العالم من التبعات الكارثية لاستمرار استباحة الحق الفلسطيني وغياب آفاق تحقيق السلام العادل والشامل، ويدعو إلى وقف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي».

 

وأشارت آراء سياسية تحدثت لـ»الدستور» إلى أهمية ما تحدث به رئيس الوزراء حول القضية الفلسطينية في البيان الوزاري، متخذا من هذه القضية شأنا أردنيا يأتي في سياق التزامات الحكومة، ورؤيتها التي اتسمت بواقعية وعملية، فأن تأتي فلسطين والتركيز على الثوابت الأردنية مسألة مهمة وإيجابية جدا لجهة استمرار الحكومة بتنفيذ الجهود الأردنية وعلى كافة الأصعدة دعما للأهل في فلسطين.

 

وبين المتحدثون لـ «الدستور» أن رئيس الوزراء الذي ابتعد بشكل لافت عن الحديث بلغة المستقبل صعب التنفيذ، وكان حديثه ولغته تتسم بأعلى درجات الواقعية، جعل من فلسطين أولوية في البيان الوزاري، وفي ذلك رسالة مهمة وجوهرية ببقاء فلسطين أولوية بخطاب وزاري حمل من الواقعية الكثير، بل أساسه الواقعية والعملية، لتكون فلسطين جزءا من هذا النهج الحكومي المهم.

 

 عاكف الزعبي 

 

الوزير الأسبق عضو مجلس الأعيان الدكتور عاكف الزعبي قال إن هذا موقف جيد من رئيس الوزراء أن يضع فلسطين أولوية في البيان الوزاري، وهو موقف طبيعي أن يُعاد التأكيد على الثوابت الأردنية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، التي تعدّ قضية مركزية للأردن، وإن ما ورد في حديث الدكتور حسان ينسجم مع السياسة الأردنية والثوابت الراسخة والصلبة للأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في سعي لتحقيق الحق الفلسطيني وفقا للشرعية الدولية.

 

وأضاف الزعبي: بقي الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني متمسكا بمواقفه من القضية الفلسطينية، وعمل بإجراءات عملية وحقيقية للوقوف مع الأهل في غزة، إنسانيا وإغاثيا وسياسيا ودبلوماسيا، فكان الأردن من يجاهر بالحق الفلسطيني عندما صمت الجميع، وتحديدا في فترات زمنية وتاريخية انشغل بها العالم والكثير من الدول بشؤون أخرى تحديدا خلال فترة الربيع العربي، لتبقى فلسطين من خلال الأردن حاضرة على كافة المحافل العربية والدولية.

 

وتابع بالقول: في الحرب على غزة كان الأردن أول من سمى الواقع بمسمياته، وتحدث عن الحرب بأنها إبادة جماعية، وأنها تطهير عرقي، واضعا العالم أمام هذه الحقائق، ليتمكن من تغيير مواقف الكثير من الدول تجاه هذه الحرب، إضافة لتمكنه من الحصول على عدد من الإدانات من الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث كان صاحب جهد في إصدار قرارات الجمعية، إضافة لاعتراف ست دول بدولة فلسطين.

 

وشدد الدكتور الزعبي على أهمية إعادة تأكيد الحكومة على هذه الثوابت، فالأردن موقفه ثابت من القضية الفلسطينية، وحقق انتصارا سياسيا ودبلوماسيا وكذلك إعلاميا وإنسانيا وإغاثيا للأهل في غزة، وبطبيعة الحال فإن على الحكومة اليوم واجب المضي بهذا النهج.

 

 صخر دودين 

 

الوزير الأسبق المهندس صخر دودين أكد أهمية ما جاء في البيان الحكومي، وأنه جاء في وقت دقيق، لما تشهده القضية الفلسطينية والأهل في غزة من واقع حساس وخطير، ولجهة المضامين التي حملها البيان بهذا الإطار، برسائل غاية في الأهمية تتعلق بوقف الحرب على قطاع غزة، وعلى ضرورة إيصال المساعدات وبكل قوة في الطرح بضرورة وجود جهود دولية لوقف الحرب على غزة وحل القضية الفلسطينية، وفقا للشرعية الدولية. وبين دودين أن البيان الوزاري الذي اتسم بالواقعية، تناول خلاله رئيس الوزراء القضية الفلسطينية والثوابت الأردنية بالتزام حكومي بالمضي في تطبيقها، وجعلها أولوية، بتأكيد على ضرورة أن ينال الفلسطينيون حقهم وفقا للشرعية الدولية، برسالة واضحة لموقف الأردن الثابت والراسخ من القضية الفلسطينية والثوابت واللاءات الملكية وحماية المقدسات ورفض التهجير، وهي رسالة حكومية مهمة وحاسمة.

 

 خالد رمضان 

 

من جانبه، قال العين المهندس خالد رمضان إن ما ورد في البيان الوزاري أوجد حالة من الفرح في الشارع والمشهد السياسي، وأنا سعدت لما سمعت فيما يخص القضية الفلسطينية، والتأكيد على الثوابت الأردنية بهذا الشأن، ففي ذلك رسالة مهمة وفي وقت مهم بأن الأردن يجدد باستمرار التأكيد على ثوابته. ولفت رمضان إلى أن ما ورد في البيان الوزاري يتعدى موضوع التصويت من مجلس النواب، فهو تأكيد على موقف راسخ وواضح ومعلن، وطالما أكد جلالة الملك عبدالله الثاني على هذه الثوابت، وهو ما تحدث حوله رئيس الوزراء، كما تركز عليه الدبلوماسية الأردنية وكل الشعب، بأن القضية الفلسطينية هي قضية داخلية أردنية بامتياز، ليعيد رئيس الوزراء التأكيد على هذه الثوابت. وأوضح رمضان أن رئيس الوزراء تناول مفاصل مهمة في القضية الفلسطينية والموقف الأردني منها، والثوابت الأردنية، لجهة لاءات جلالة الملك، ورفض التهجير وحماية المقدسات، ورفض حرب الإبادة على أهلنا في غزة.