مرايا –

تتجه أنظار الأسرة الأردنية عامة والرياضية خاصة اليوم الخميس نحو مدينة كوستا نافارينو اليونانية، التي تستضيف الإجتماع الانتخابي للجمعية العمومية للجنة الأولمبية الدولية، لإنتخاب رئيساً لها، داعية بالتوفيق لسمو الأمير فيصل بن الحسين رئيس اللجنة الأولمبية الأردنية، أول أردني وعربي يترشح لرئاسة اللجنة الأولمبية الدولية.

 

وتطمح الأسرة الأردنية والعربية ان تتكلل مساعي سمو الأمير فيصل عضو اللجنة الأولمبية الدولية، بالفوز برئاسة اللجنة الأولمبية الدولية بالنجاح، وذلك عبر السباق الإنتخابي الذي يشارك فيه سبعة مرشحين، هم الى جانب سموه، كل من: كيرستى كوفنتري (زيمبابوي)، سيباستيان كو (بريطانيا)، موريناري واتانابي (اليابان)، يوهان الياش (السويد)، دافيد لابارتيان (فرنسا)، وخوان سامارانش (إسبانيا).

 

وكان سمو الأمير فيصل مؤخراً قد أكد في خطابه أمام أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية، والذي إستعرض خلاله رؤيته الانتخابية، ضمن حملته للترشح لرئاسة اللجنة، التزامه بقيادة حركة أولمبية أكثر شمولاً وإلهاماً، مستندا في بيانه الانتخابي إلى مبدأ “تحقيق الإمكانات العالمية للرياضة”، حيث قدم خارطة طريق واضحة تقوم على ثلاثة محاور استراتيجية رئيسية، هي: تعزيز الإلهام وضمان النزاهة وتعزيز الشمولية.

 

واستهل سموه حديثه بالتأكيد على القيم الأساسية للحركة الأولمبية وهي التميز والاحترام والصداقة، مشدداً على الدور المحوري للرياضة في تحقيق التغيير الإيجابي، موضحاً أن الرياضة لا يمكنها حل جميع مشاكل العالم، لكنها تمتلك القدرة على جعله مكاناً أفضل وأكثر سلاماً، كما أكد أهمية تعزيز الإلهام وترسيخ الوحدة في مواجهة التحديات، مشيراً إلى ضرورة وضع الرياضيين في صلب جميع القرارات والمبادرات الأولمبية، لضمان أن تظل الرياضة قوة دافعة للتحول الإيجابي والمستدام.

 

وفي حديثه عن المحور الاستراتيجي الأول (تعزيز الإلهام)، شدد سموه على أهمية تعزيز الإلهام داخل العائلة الأولمبية، مؤكداً ضرورة إعادة تقييم النماذج التجارية للجنة الأولمبية الدولية، لضمان تحقيق عوائد استثمارية مجزية للشركاء الحاليين والمحتملين، وتطرق إلى التحديات التي تواجهها اللجان الأولمبية الوطنية ذات الموارد المحدودة، مقترحاً إنشاء مكاتب إقليمية للجنة الأولمبية الدولية بالتعاون مع الاتحادات القارية، بهدف دعم هذه اللجان واستكشاف فرص تجارية جديدة تعزز استدامتها، وتوسع نطاق تأثيرها.

 

وشدد سموه على أهمية إشراك الشباب في الحركة الأولمبية من خلال دورة الألعاب الأولمبية للشباب والرياضات الإلكترونية والمهرجانات الرياضية، معتبراً أن هذه الفئات تمثل ركيزة أساسية لمستقبل الرياضة، وقال إن نصف سكان العالم تقريباً تقل أعمارهم عن 30 عاماً، وهؤلاء الشباب ليسوا مجرد متابعين، بل هم أيضاً مبدعون ومبتكرون، داعياً إلى حوار موسع حول دور الشباب في الحركة الأولمبية، ومؤكداً ضرورة الاستفادة من التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي للتواصل مع الأجيال الشابة عبر المنصات التي يفضلونها، مما يضمن تفاعلاً أكبر لمشاركة الشباب في الرياضة الأولمبية.

 

وأكد سمو الأمير فيصل في المحور الاستراتيجي الثاني (ضمان النزاهة)، على الدور الحيوي للنزاهة في تحقيق استدامة الحركة الأولمبية قائلاً “يجب أن تكون النزاهة أساس كل ما نقوم به”، منوها أنه يجب على اللجنة الأولمبية الدولية إعادة بناء الثقة بين أركانها، من خلال الشفافية والحوكمة الرشيدة والمنافسة العادلة، وأشار إلى مسؤولية اللجنة الأولمبية الدولية في مكافحة تغير المناخ، متعهداً بتحقيق أو تجاوز أهداف خفض انبعاثات الكربون، واستخدام برامج التوعية التعليمية لتعزيز العمل المناخي من خلال الرياضة، مجدداً التزامه بحماية الصحة البدنية والعقلية لجميع المشاركين في الرياضة، داعياً إلى سياسة عدم التسامح مطلقاً مع جميع أشكال الإساءة.

 

وركز سموه في المحور الاستراتيجي الثالث (تعزيز الشمولية)، على تعزيز الشمولية داخل الحركة الأولمبية، مؤكداً أهمية تبني نهج قيادي قائم على التوافق، متعهدا بتمكين جميع أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية من المشاركة الفعالة في صياغة السياسات وتنفيذها، إيماناً بأن التنوع والشمول هما مفتاح ازدهار الحركة الأولمبية، وتابع “تزدهر حركتنا الأولمبية عندما يتم سماع واحترام جميع الأصوات من كل عضو وكل رياضي وكل دولة”.

 

كما شدد سموه على أهمية تحقيق المساواة بين الجنسين، داعياً إلى مواصلة الجهود لتمكين المرأة في الرياضة والمناصب القيادية، متعهدا بالتعاون مع أعضاء اللجنة الأولمبية والرياضيين واللجان الأولمبية الوطنية والاتحادات الدولية، لتحقيق مبدأ المساواة بين الجنسين، سواء داخل الملاعب أو خارجها لضمان تحقيق فرص متكافئة للجميع، وأكد أن مفهوم الشمولية يجب أن يشمل جميع الرياضيين، مشيراً إلى ضرورة تعزيز التعاون مع اللجنة البارالمبية الدولية لضمان توفير فرص متكافئة للرياضيين من ذوي الإعاقة للمنافسة والتألق.

 

وواصل سموه “تمتلك الرياضة قوة هائلة في إحداث التغيير.. ومن خلال التزامنا بالسلام والتنمية عبر الرياضة، ستكون الألعاب الأولمبية والبارالمبية بمثابة الأمل وتحقيق الإمكانيات لكل لاعبينا”، وشدد على أهمية تمكين أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية، وأن يكون لكل عضو دور أساسي في صياغة السياسات المستقبلية، مبيناً “القرار الذي ستتخذونه في شهر آذار لن يكون نهاية لدوركم في صنع القرار، بل سيكون بداية لعهد جديد من القيادة التوافقية”.

 

وأكد سمو الأمير فيصل حديثه بالتأكيد على إيمانه العميق بقدرة الرياضة على تغيير حياة الأفراد وتوحيد المجتمعات، قائلاً “لدينا الفرصة لتحقيق الإمكانات العالمية للرياضة، وجعلها قوة للوحدة والصحة والتعافي”.