فرحة جابر وإنذارات الباقورة واعتصام السبت
سيناريوهات الباقورة تتجه نحو فصلها عن الغمر وموافقة على الأولى ورفض للثانية
اعتصام السبت حصل على الموافقات اللازمة وتوقعات بمحدودية المشاركة

مرايا – لا يمكن الانتقاص من احتفالية الشارع الاردني بعودة شريان العلاقة السورية الاردنية الى الحياة مجددا وبالاتجاهين لكنها فرحة جاءت محكومة بين ضغطين , كما الفضيلة بوصفها الوسطى بين سلبيتين , ودون شك فإن عودة التواصل بين الاردن وسورية هو قمة الفضائل وليست فضيلة واحدة , لكن التوقيت جاء والشارع مشغول بقضيتين ضاغطتين الاولى الغمر والباقورة والثانية قضية اعتصام دعت اليه بعض اوساط البيروقراطية الاردنية التقليدية باستثناء الوزير الاسبق امجد المجالي الذي يعزف لحنا مختلفا منذ خروجه من وزارة فيصل الفايز في 2004 , حتى ننصف الرجل والحالة , وإن كانت مواقفه حسب رأي كثيرين ممن رافقوه في العمل العام محكومة بهواجس شخصانية قوامها رئيس الديوان الملكي الاسبق باسم عوض الله وجزء منها غضب على مؤسسات الدولة لاستثنائه والانحياز لاشقائه ان كان في العينية التي يشغلها شقيقه الاصغر حسين المجالي او في الحضور الاقتصادي والاعلامي الذي يتقلده ايمن المجالي الشقيق الاوسط , لكن هذا لا يقلل من شان الرجل او يقلل من ان تجربته الحزبية كانت موضع احترام وكانت قابلة للنجاح والتثقيف لولا هواجس اجنحة السلطة التي تتوجس ريبة من كل التجارب الحزبية .
على عكس المجالي وحالته السياسية , فإن تيار المتقاعدين الغاضبين – شركاء المجالي في الدعوة الى اعتصام السبت الذي حصل على الموافقات الرسمية اللازمة – لا يملكون حتى اللحظة تجربة سياسية يمكن التأشير عليها او مراجعة مواقفهم على اسس سياسية , نظرا لانهم ممنوعون من العمل السياسي اثناء الوظيفة , بل ومعظمهم لا يحمل ودا لاي تجربة حزبية بحكم الوظائف السابقة التي شغلوها والتي كانت قائمة بالاساس على اجهاض اي تجربة سياسية وليست حزبية فقط , فهم مسكونون بهواجس في معظمها شخصي وقليل منها خشية من مشاريع التوطين الموهومة او مزاعم الوطن البديل كتعبير جديد عن الاستحواذية على المناصب والمكاسب لصالح طرف بعينه او تحالف بعينه , فكل تشاركية بالنسبة لهم مرفوضة , وكثير من الاسماء اللامعة في هذا التيار كانت تسعى لمنصب او غاضبة لمنح المنصب لمتقاعد آخر وهذا العتب مفهوم ومقدر ناهيك عن تآكل الرواتب التقاعدية للمتقاعدين القدامى .
تعبير البيان التأسيسي الداعي للاعتصام يكشف بسهولة قلة الخبرة السياسية وانحياز البيان الى الغضب العارم بدل برنامج الاصلاح والانقاذ والشراكة كما هو منهج سالم الفلاحات الذي شكل حزبا بهذا المعنى والمبنى , والشريك الوحيد في الاعتصام من خلفية اسلاموية , وهذا ينعكس على مدى الاستجابة لدعوة الاعتصام التي ما زالت حتى اللحظة اسيرة مطلقيها ولا يتوقع ان تحظى بحضور شعبي او بتفاعل سياسي وحزبي ونقابي واظهر القائمون على الفعالية ضيق صدر مبكرا لاي نقد , مما جعلهم في ذهن كثيرين صورة عن الوضع السياسي القائم او نسخة مجربة من نسخ رجال طبقة الحكم الذين يضيق صدرهم باي نقد .
على الضفة الاخرى من فرح عودة الحياة الى معبر جابر او نصيب , تقف قضية التجديد من عدمه للوضع الخاص لاراضي الباقورة والغمر والتي انتهت اتفاقيتهما الخاصة حسب التعبير القانوني , حيث منحت اتفاقية وادي عربة ظرفا استثنائيا لهاتين المنطقتين بحكم امتلاك ” اسرائيليين ” صهاينة لاراضٍ هناك .
المزاج الشعبي العام ضاغط باتجاه عدم تجديد الخصوصية وعودة النظام العام الاردني للسيادة على تلك الاراضي , لكن ثمة عقل في الدولة ما زال حائرا حتى اللحظة حيال الموقف , فهناك رأي يرى ضرورة التجديد مقابل تحصيل مكتسبات على صعيد العلاقة الاقتصادية والتبادل التجاري مع السلطة الفلسطينية وتحصيل امتيازات اكثر في مشروع قناة البحرين والمطار الزراعي , وهناك رأي يرى ان يتم التجديد في الباقورة وعدم التجديد في الغمر وفق نفس القياس وثمة رأي أضعف نسبيا يرى عدم التجديد , وما زال القرار حائرا وان كانت المؤشرات ترجح الخيار الاول .
فرحة عودة العمل في المعبر السوري الاردني ما زالت اسيرة المحبسين الباقورة واعتصام السبت الذي تستعد له تكوينات رسمية وسياسية بطريقة مباغتة ربما رغم الموافقة عليه , وسط خشية ان تتلاقى ارادة الرافضين للتجديد للغمر والباقورة وارادة معتصمي الرابع من تيار البيروقراطية الاردنية , بعد موجة انذارات عدلية وجهها نشطاء ومحامون لرئيس الحكومة تهدف الى منع التجديد لاراضي الغمر والباقورة , وهذا ما تخشاه عقول داخل الدولة وتسعى الى عدم حصوله , فحتى اللحظة اعتصام السبت محدود المشاركة والتأثير //.الأنباط – عمر كلاب