مرايا – أعلنت شركة ألفابت التابعة لغوغل أنها لن تبني أو تستخدم أدوات بديلة لتتبع حركة مرور تصفح الويب، بمجرد البدء في التخلص التدريجي من التكنولوجيا الحالية من متصفح “كروم” الخاص بها خلال العام المقبل، بحسب رويترز.
ومن شأن هذه الخطوة إعادة تشكيل كيفية عمل الإعلانات عبر الإنترنت، وربما تكبد الشركة خسائر كبيرة في سبيل حماية الخصوصية.
وفي أوائل العام الماضي أعلنت غوغل لأول مرة أنها ستتخلص من ملفات تعريف الارتباط للجهات الخارجية، التي ساعدت على مدى عقود الإعلانات عبر الإنترنت، وجاءت هذه الخطوة تلبية لمعايير خصوصية البيانات المتزايدة في أوروبا والولايات المتحدة.
ولسنوات انتقد نشطاء الخصوصية شركات التكنولوجيا بما فيها غوغل لاستخدامها ملفات تعريف الارتباط لجمع سجلات تصفح الويب عبر مواقع الويب التي لا يمتلكونها، مما يمكنهم من تطوير ملفات تعريف عن اهتمامات المستخدمين لتقديم إعلانات مخصصة.
خسائر قريبة ومكاسب مستقبلية
ويقول خبير تكنولوجيا المعلومات أيمن صلاح إن ملفات تعريف الارتباط “الكوكيز” هي عبارة عن ملف يسهل التعامل بين المستخدم وموقع معين، حتى لا يضطر المستخدمين إلى تقديم بيناتهم في كل زيارة.
ولفت إلى أن غوغل كان يعتمد على ملفات تعريف الارتباط بشكل واسع، لقياس المستخدم ومعرفة بياناته، لمعرفة توجه المستخدمين في عملية البحث.
ويضيف صلاح لموقع “سكاي نيوز عربية” أن ملفات الارتباط تنتهك الخصوصية في بعض الأحيان، حيث وجهت اتهامات عدة لشركة غوغل خاصة باستخدامها معلومات المستخدم الارتباط لتحسين محركات البحث، مما يعرض تلك البيانات للانتهاك.
كما واجهت غوغل قضايا عدة تابعة للاتحاد الأوروبي خاصة أن هناك محركات بحث لا تستخدم ملفات الارتباط، مثل “دك دك غو”، وفقا لصلاح.
وتابع: “هذه الخطوة التي اتخذتها غوغل ستوفر مساحة أكثر أمانًا لبيانات المستخدمين، لكنها ستؤثر في ذات الوقت على الإعلانات، لأن ملفات الارتباط كانت تساعد في رسم بروفايل لكل مستخدم، وهو الأمر الذي كان يساعد في دفع إعلانات غوغل للأمام”.
لكن خبير تكنولوجيا المعلومات يشكك في أن هذا الإجراء سيؤثر في دخل الإعلانات على المدى الطويل، لكنها حتمًا ستتأثر في البداية، وستنخفض أرباح الإعلانات بالضرورة.
ويذهب صلاح إلى أن ثقة المستخدمين في محركات البحث ستزداد بعد التوقف عن استخدام “الكوكيز”، مما يجعل غوغل تحتفظ بمستخدميها بعيدًا عن محركات البحث المنافسة، وهو ما يعزز من فرص الأرباح في المستقبل.