مرايا –
خلال حدث استعراضي خاص للصحفيين والإعلاميين في مدينة سان فرانسيسكو عقدته شركة آبل (Apple) في التاسع من يناير/كانون الثاني 2007، أعلن المدير التنفيذي للشركة حينها ستيف جوبز للمرة الأولى عن نظام التشغيل “آي أو إس” (iOS)، في حين تم إطلاق النظام التشغيلي للمرة الأولى يوم 29 يونيو/حزيران من العام نفسه مع إطلاق الجيل الأول من هواتف آيفون (iPhone).
ومنذ ذلك الحين، استمرت شركة آبل في تطوير وتحسين النظام التشغيلي وتحديثه بانتظام لتلبية احتياجات المستخدمين والتطورات الحديثة في التكنولوجيا، حيث أطلقت بانتظام العديد من الإصدارات المختلفة المصممة لتحسين أداء الأجهزة الذكية وتوفير مزايا جديدة وتحسينات في الأمان والخصوصية.
وركز فريق تطوير الشركة، من خلال تصميم هذا النظام، على أن يكون مبتكرا وسهل الاستخدام في الوقت نفسه.
وقد جلبت الإصدارات الجديدة من النظام التشغيلي تحسينات في الأداء والأمان، وإضافة مزايا جديدة مثل “سيري” (Siri) و”آبل باي” (Apple Pay) و”إير دروب” (AirDrop) وغيرها. كما أن هذا النظام أصبح يعمل عبر مجموعة واسعة من الأجهزة الذكية، بما في ذلك آيفون و”آيباد” (iPad) و”آيبود تاتش” (iPod Touch).
ويعد “آي أو إس” ثاني أكثر أنظمة تشغيل الأجهزة المحمولة تثبيتًا في العالم بعد أندرويد (Android)، وهو الأساس لثلاثة أنظمة تشغيل أخرى صنعتها آبل: “آيباد أو إس” (iPadOS) و”تي في أو إس” (tvOS) و”واتش أو إس” (watchOS).
وتستعد الشركة خلال هذا العام للإعلان عن النسخة الأحدث من نظامها لتشغيل الأجهزة المحمولة “آي أو إس 17” (iOS 17) الذي لا يزال قيد التطوير، ومن المفترض عرض نسخة المعاينة في مؤتمر الشركة السنوي للمطورين العالميين “دبليو دبليو دي سي” (WWDC) مع إطلاق النسخة الرسمية في شهر سبتمبر/أيلول 2023.
نظرة عامة على “آي أو إس 17”
لا يزال أمامنا وقت حتى موعد الكشف عن نظام التشغيل “آي أو إس 17” في الخامس من يونيو/حزيران المقبل، ولكن المعلومات عنه لا تزال محدودة نوعا ما.
ووفقا للصحفي مارك جورمان من وكالة “بلومبيرغ” (Bloomberg)، فإن الإصدار الجديد يتضمن بعض الميزات الأكثر طلبا التي يريدها المستخدمون، لذلك قد يكون أكثر أهمية مما كان يعتقد في البداية.
وعندما شرعت شركة آبل في تطوير نظام التشغيل “آي أو إس 17″، كان التفكير الأولي هو تسميته إصدار تعديل، حيث كان الهدف منه التركيز بشكل أكبر على إصلاح الأخطاء وتحسين الأداء بدلا من إضافة ميزات جديدة، مما يجعله تحديثا أقل أهمية من التحديثات السابقة بسبب تركيز الشركة المكثف على نظارة الواقع المختلط التي طال انتظارها، ونظام تشغيلها “إكس آر أو إس” (xrOS).
ولكن يبدو أن الشركة قد غيّرت الإستراتيجية أثناء عملية تطوير التحديث، مما يعني تضمينه العديد من الميزات المفيدة، حتى لو كان يفتقر إلى تحسين الدعم مثل شاشة القفل المحدثة التي رأيناها في “آي أو إس 16”.
وفي حين أن منتجات أجهزة آبل تتسرب قبل أشهر من تاريخ ظهورها الفعلي، فإن تسريبات البرامج أقل شيوعا، لأن معظم تسريبات الأجهزة تأتي من سلسلة التوريد الضخمة للشركة، وليس من داخل آبل نفسها، إذ إن الشركة قادرة على الحد من تسرب البرامج إلى الحد الأدنى لأن عددا قليلا من الأشخاص داخل آبل لديهم معرفة فعلية بخطط الشركة.
دعم نظارة الواقع المختلط
تعمل نظارة الواقع المختلط من آبل بمفردها، ومن المفترض أن يكون لها متجرها الخاص للتطبيقات، ولكن من المحتمل أن يكون هناك مستوى معين من التكامل بين النظارة وجهاز آيفون.
وتتفاعل جميع منتجات الشركة مع بعضها بعضا بطرق مختلفة، ولذا فمن المتوقع وجود ميزات جديدة متعلقة بالنظارة في “آي أو إس 17”.
مركز التحكم
وفي الوقت الحالي، يمكن الوصول إلى مركز التحكم عن طريق التمرير للأسفل من أعلى يمين شاشة آيفون. ويتيح مركز التحكم الوصول السريع إلى الإعدادات الخاصة بأشياء مثل الشبكة اللاسلكية، ووضع الطيران، بالإضافة إلى واجهة “التشغيل الآن”، ويمكنك تخصيص المربعات الموجودة في الجزء السفلي لتضمين الإعدادات الأكثر استخداما.
وقد يتميز “آي أو إس 17” بتغييرات كبيرة في مركز التحكم المدمج، إذ من المتوقع أن يكون مركز التحكم المحدث أحد التغييرات الأكثر بروزا في نظام التشغيل “آي أو إس 17″، ولكن لا توجد حتى الآن معلومات عن التغييرات المحددة التي يتم إجراؤها. يذكر أن مركز التحكم لم يشهد تحديثا ملحوظا منذ إطلاق “آي أو إس 11” في عام 2017.
تحديثات “كاربلاي”
في مؤتمر المطورين العالمي لعام 2022، قدمت آبل معاينة لتجربة “كاربلاي” (CarPlay) الجديدة التي تتميز بتكامل أعمق مع المركبات، مما يسمح بالتحكم في وظائف السيارة، مثل الصوت والراديو. وتخطط آبل أيضا لإضافة عناصر واجهة مستخدم ودعم الشاشات المتعددة. ومن المقرر أن تأتي المركبات الأولى المزودة بتكامل من الجيل التالي مع “كاربلاي” في أواخر عام 2023، مما يعني أنه من المحتمل أن يتم تضمين الدعم في نظام التشغيل “آي أو إس 17”.
دعم التحميل الجانبي ومتاجر التطبيقات البديلة
يتطلب التشريع الأوروبي من آبل السماح بالتحميل الجانبي الذي يتيح للعملاء تنزيل تطبيقات دون استخدام متجر التطبيقات، بدءا من عام 2024، وتخطط الشركة لإجراء تغييرات بدءا من “آي أو إس 17”. وستكون آبل مجبرة على السماح للأشخاص باستخدام متاجر تطبيقات بديلة.
ولن يحتاج المطورون إلى دفع رسوم آبل التي تتراوح بين 15% و30% بالنسبة للتطبيقات التي يثبتها العملاء باستخدام وسائل بديلة، ولكن لا تزال آبل تخطط لتحصيل رسوم.
وتقتصر تغييرات التحميل الجانبي في البداية على العملاء في الاتحاد الأوروبي، ونظرا لأن الدول الأخرى تمرر تشريعات مشابهة لقانون الأسواق الرقمية في أوروبا، يمكن لشركة آبل توسيع الوظيفة.
وقد تؤثر التغييرات الرئيسية التي يجب إجراؤها لتنفيذ دعم التحميل الجانبي في التطوير على “آي أو إس 17” بسبب الموارد الهندسية المطلوبة.
متصفحات خارجية دون “ويب كيت”
إلى جانب السماح لمتاجر التطبيقات التابعة لجهات خارجية، يمكن أن تسمح آبل في “آي أو إس 17” للمتصفحات الخارجية باستخدام محركاتها من خلال إلغاء متطلبات “ويب كيت” (WebKit).
ويجب في الوقت الحالي إنشاء المتصفحات الخارجية، مثل “كروم” (Chrome) و”فايرفوكس” (Firefox)، باستخدام “ويب كيت” محرك المتصفح المفتوح المصدر من آبل عبر أجهزة “آي أو إس” وفقًا لقواعد آبل، ولكن قانون الأسواق الرقمية في أوروبا يمنع الشركة من إجبار المتصفحات على استخدام “ويب كيت”.
ويمكن للشركة إجراء هذه التغييرات في أوروبا فقط، ولم يتضح بعد ما إذا كان سيتم إزالة متطلبات “ويب كيت” في جميع أنحاء العالم أم فقط تطبيقات المتصفح المطورة للاستخدام في أوروبا.
قيود النسخ التجريبية
مع إصدار “آيباد أو إس 16.4” و(iPadOS 16.4)، غيرت آبل طريقة تثبيت نسخ المطورين والنسخ التجريبية العامة عبر آيفون وآيباد. ولم تعد تستخدم الحسابات لتثبيت التحديثات، حيث تطلب الشركة بدلا من ذلك معرف آبل المرتبط إما بحساب المطور وإما بحساب مسجل في الإصدار التجريبي العام. وتمنع هذه الخطوة غير المطورين من القدرة على تثبيت الإصدار التجريبي من “آي أو إس 17” من خلال حساب مطور مشترك، حيث تتم مصادقة كل تثبيت من خلال معرف آبل المرتبط بحساب المطور.
الأدوات المصغرة النشطة
عندما أطلقت آبل “آي أو إس 14” (iOS 14)، كانت إحدى الميزات الرئيسية هي القدرة على إضافة الأدوات المصغرة إلى الشاشة الرئيسية. تختبر آبل الآن أدوات مصغرة نشطة للشاشة الرئيسية وعرض “اليوم” عبر آيفون. في حال تنفيذها، يمكن أن تتضمن الأدوات المصغرة النشطة أزرارا بنقرة واحدة وشرائح التمرير والمزيد، وذلك بهدف جعل الأدوات أكثر ديناميكية وتفاعلية، بحيث لا تقتصر مهمتها على عرض المعلومات أو السماح لك بالنقر للوصول إلى أحد التطبيقات فقط.
بحث محسّن و”سبوت لايت”
غالبا ما تأتي الإصدارات الجديدة من “آي أو إس” مع تحسينات بشأن البحث وميزة “سبوت لايت” (Spotlight)، ولن يكون “آي أو إس 17” استثناء. ومن المتوقع أن تركز الشركة على مجال البحث داخل التطبيق، مثل وظيفة البحث لتطبيق الإعدادات، حيث لا يوفر تطبيق الإعدادات في الغالب نتائج موثوقة للإعداد المطلوب. وقد يتم إدخال تحسينات على البحث من أجل تحديد موقع النص في الصور ومقاطع الفيديو والسماح للمستخدمين بالبحث عن مواضيع محددة في الصور.
الأداء والاستقرار
يعد تحسين الأداء والكفاءة والاستقرار من الأهداف الرئيسية لتحديث “آي أو إس 17”. وتعمل آبل أيضا على دعم طويل المدى للأجهزة القديمة. قد تكون النسخ التجريبية المبكرة غير مستقرة عبر بعض الأجهزة المتضمنة ذاكرة وصول عشوائي “رام” (RAM) بسعة 3 غيغابايتات، ولكن من المتوقع أن تعمل آبل على تحسين الاستقرار بشكل كبير على مدار فترة الاختبار التجريبي.
“ديناميك آيلاند”
قدمت آبل ميزة “ديناميك آيلاند” (Dynamic Island) مع “آيفون 14 برو” (iPhone 14 Pro) و”آيفون 14 برو ماكس” (iPhone 14 Pro Max)، وهو الجزء الموجود في منتصف شاشة الهاتف من أعلى والذي يظهر فيه بعض الأيقونات. ومن المتوقع أن تتميز جميع نماذج تشكيلة “آيفون 15” (iPhone 15) لهذا العام بميزة “ديناميك آيلاند”.
نتيجة لذلك، تعمل آبل على تحسين “ديناميك آيلاند” بحيث يمكنها فعل الكثير. ويضغط قسم التسويق في الشركة على فريق التطوير لإضافة المزيد من الوظائف إلى “ديناميك آيلاند”، لأن جميع نماذج “آيفون 15” تدعم الميزة عند إطلاقها.
في الوقت الحالي، يمكن لميزة “ديناميك آيلاند” عرض المنبهات والنتائج الرياضية والمكالمات الهاتفية الواردة وتنبيهات انخفاض البطارية وتأكيدات “آبل باي” (Apple Pay) وحالة الشحن واتجاهات الخرائط، لكنها لا تزال محدودة، خاصة بالنسبة لتطبيقات الجهات الخارجية.
ويمكن دمج واجهة “سيري” التي تظهر عبر الشاشة في “ديناميك آيلاند”، مما يجعل نافذة “سيري” المنبثقة عنها أقل تشويشا.
ويؤدي نقل “سيري” إلى “ديناميك آيلاند” إلى السماح للمحتوى الذي يظهر عبر الشاشة بالبقاء في وضع العرض الكامل دون واجهة “سيري” الدائرية الحالية.
الأجهزة المتوافقة مع “آي أو إس 17”
هناك معلومات مختلطة حول الأجهزة التي يدعمها تحديث “آي أو إس 17″، حيث يشير أحد الاقتراحات إلى إمكانية تخليه عن دعم “آيفون إكس” و”آيفون 8″ و”آيفون 8 بلس”، في حين تشير مصادر أخرى إلى أنه يعمل عبر جميع الأجهزة القادرة على تشغيل “آي أو إس 16”.
تاريخ إصدار “آي أو إس 17”
من المفترض معاينة نظام التشغيل الجديد في مؤتمر المطورين العالمي في الخامس من يونيو/حزيران القادم، على أن تتوفر النسخة التجريبية للمطورين لأغراض الاختبار بعد المؤتمر.
وفي وقت ما من شهر يوليو/تموز المقبل، تصدر النسخة التجريبية العامة التي يمكن لجميع مستخدمي آيفون تجربتها.
بعد ذلك، تصدر النسخة الرسمية من النظام التشغيلي للجميع في وقت ما من شهر سبتمبر/أيلول القادم، على الأرجح، جنبا إلى جنب مع تشكيلة آيفون 15 الجديدة.