مرايا – عاد أحمد دوابشة من المدرسة التي سميت باسم أخيه الشهيد علي، في قرية دوما جنوب نابلس، فرحا بعد تفوقه في الدراسة، وحاملا شهادته، وملامح السرور ترتسم على محياه.
إلا أن أحمد لم يجد أباه وأمه في استقباله، ولم يحتضناه ولم يقبّلاه، فالعائلة كلها قتلت حرقا على أيدي مستوطنين صهاينة قبل سنوات.
إهداء التفوق
وفور حصوله على شهادته، قال أحمد: إنه يهدي تفوقه لروح والديه وشقيقه الطفل الشهيد الرضيع، والى كل أرواح الشهداء والأسرى الأبطال، معبرًا عن فخره بما حققه في مدرسته.
وحصل الطفل أحمد، الناجي الوحيد من محرقة دوابشة، على شهادة الصف الثاني للفصل الأول، والتي كانت بتقدير جيد جدا، وبعض المواد كانت بدرجة ممتاز، وحمل شهادته من مدرسته، حتى منزله مسرعا، فرحا مبتهجا بها.
دموع الفرح
وبرغم فقدان العائلة إلا أن الطفل أحمد لقي ابتسامة وبهجة خلال عودته من مدرسته، من أقربائه، حيث امتزجت دموع الفرح بدموع الحزن، وهو ما جعل جدته تحتضنه وتقبله وتبارك له تفوقه، علّها تعوضه جزءًا من حنان أمه التي حواها التراب نتيجة إرهاب المستوطنين وإجرامهم، دون أن يلقوا العقاب حتى الآن.
وتحاول عائلة دوابشة مساعدة أحمد لتخطّي معاناته النفسية وفقدانه حنان وعطف الأم والأب.
ويقول نصر دوابشه، عم أحمد: نحاول أن نعوضه قدر الإمكان؛ والدته كانت تحلم بأن تراه طبيبا ناجحا، وأن يتعلم أخوه علي منه عندما يكبر، ونحن نشجعه على تحقيق حلم أمه.
وأضاف أن أحمد يتعلم الآن اللغة الإنجليزية، ويأخذ دورات لشرح وفضح جريمة المستوطن بحرق عائلته.
فرحة زملائه
وعن فرحة زملائه، يقول خالد محمود من الصف الثاني في المدرسة: إن أحمد كان مبتهجا وفرحا بشهادته، وإنه خرج من المدرسة فرحا وعاد مسرعا إلى أقربائه.
ويتابع: “كنا نلعب في المدرسة معا، ونحن الآن بسبب عطلة المدارس نذهب عند أحمد ونلعب معه، وهو يكون فرحًا معنا، وأحيانا كان يتمنى أن يعود لمنزله ويرى أمه وتحتضنه كبقية الأمهات، وكان يبكي أحيانا”.