مرايا – احتل الأردن مراحل متوسطة في نسب انبعاثات الكربون، على العالم، حيث قدرت نسبة الانبعاثات منه بنحو 0.07 %، فيما احتلت فلسطين والبحرين الترتيب الأخير بنسبة 0.01 %، وفق الدليل المرئي الذي أطلقته مبادرة “كاربون للمدن المستدامة في الشرق الأوسط” مؤخرا.
وكشفت المبادرة عن أن انبعاثات الكربون آخذة في الازدياد في الغلاف الجوي، وبأنها أصبحت “أعلى بكثير من أي شيء شهدته الأرض على مدى الـ4 آلاف عام الماضية، لدى استخدام قياسات الجليد لتركيز ثاني أكسيد الكربون”.
وتلعب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دورا هاما في زيادة تركيز الكربون الجوي، حبث تعد المنطقة مسؤولة حاليا عن 8.6 % من انبعاثات الكربون العالمية، على الرغم من أنها تمثل 5.8 % فقط من سكان العالم.
وتعد الانبعاثات الإجمالية من إيران والسعودية مرتفعة بشكل خاص، حيث يحتل البلدان المرتبة السابعة والثامنة عالميا على التوالي، ويتصدران البلدان الصناعية مثل كوريا، وكندا، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وإيطاليا.
ويشمل الدليل المرئي مجموعتين من الرسوم البيانية (أنفوغراف) تظهران انبعاثات الكربون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتأثير تغير المناخ، حيث تهدف الأولى منها إلى شرح انبعاثات الكربون من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في سياقها العالمي، وخاصة كيفية ارتباطها بالتنمية الاقتصادية، وتغير المناخ.
وووفق الرسوم البيانية، التي صممها رئيس المبادرة كريم الجندي، فإنه “وفي حين أن معظم بلدان المنطقة قدمت وثيقة مساهمات محددة على الصعيد الوطني وذلك بموجب اتفاق باريس، فإن التزام المنطقة بتخفيض انبعاثاتها من الكربون يظل متواضعا، حتى عندما يتم النظر في الخطوات التي ستقوم بها الدول لخفض المساهمات الوطنية، والتي هي بالأساس مشروطة بتلقي الدعم المالي”.
وتظهر المغرب ولبنان وتونس، بحسب الرسوم، بأنها “تعمل بشكل جاد على خفض مساهماتها في انبعاثات الكربون بشكل كبير بحلول العام 2030، في حين أن الأردن ما يزال متواضعا في هذا الصدد”.
وسجلت المستويات المقاسة لانبعاثات الكربون في أقدم محطة منشأة لمراقبة غازات الاحتباس الحراري في منطقة مونا لوا بجزيرة هاواي، ثبات مستويات غير مسبوق من ثاني أكسيد الكربون فوق 400 جزء في المليون طوال العام 2016، دون أن تهبط.
والسبب وراء هذا التناقض هو أن مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومنطقة العالم العربي بشكل أخص لديهما كثافة عالية من الكربون الاقتصادي، مما يدل على انخفاض كفاءة استخدام الطاقة، فيما تعاني المنطقتان من أعلى كثافة للكربون في جميع المناطق، لكن جنوب آسيا، تتصف بشدة الكربون التي تزيد بنسبة 50 % تقريبا عن المتوسط العالمي.
ولا تنتج منطقتا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كميات كبيرة من الكربون من قطاع الزراعة، مثل تلك التي ينتجتها استخدام الطاقة في المتوسط العالمي، ولا تنتجان أي انبعاثات من تغير استخدام الأراضي.
ويعتبر هذا الدليل المرئي تحديثا لآخر مماثل سابق تم نشره العام 2011، والذي كان يهدف أيضا إلى توضيح سياق اتجاهات الكربون الإقليمية.