مرايا – يقبع مبنى دار السرايا التاريخي بمدينة مادبا مهجورا بعد أن تم تركه المستثمرون في القطاع السياحي بالمدينة مهجورا دون استغلال، رغم أهميته باعتباره احد اهم المعالم الاثرية والتراثية للمدينة، وسط مطالب بضرورة استثماره من قبل القطاع الخاص او الجهات المعنية.
ويعد مبنى دار السرايا المادبي واحداً من أهم ما أنجزته التحولات العمرانية والمعمارية في المدينة، التي أفرزت قيماً اجتماعية وحضارية وثقافية على مر تاريخها، حيث يمتلك هذا الصرح من خلال غرفه ونمطه العمراني مزايا فريدة ومتفردة من حيث الجماليات والتوزيع الوظيفي، وفراغاته وإحساسه الجمالي كمحصلة للعديد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والبيئية.
ويعود ترك المكان بحسب أحد المستثمرين السابقين له طلب عدم نشر اسمه الى فرض وزارة السياح والآثار شروطاً، لا تخدم المستثمر ولا تشجعه على الاستمرار بإشغاله، مقترحاً على الوزارة أن تشغله بنفسها من خلال جعله متحفاً للحياة الشعبية في مادبا وجوارها، أفضل بكثير مما هو عليه الآن.
وكانت وزارة السياحة والأثار قد استملكت مبنى دار السرايا، وأجرت عليه عمليات الصيانة والترميم للمحافظة عليه ليكون منتجاً سياحياً جديداً، ضمن المسار التراثي، ليضاف إلى المعالم السياحية التي تزخز بها مدينة مادبا، وفقاً لمدير سياحة مادبا وائل الجعنيني.
وكانت جمعية تطور السياحة والحفاظ على التراث في مادبا، استأجرت مبنى السرايا، الذي بناه العثمانيون العام 1896 ليكون مقراً للجمعية، من وزارة السياحة والآثار لكنها سلمته إلى وزارة السياحة والآثار في أواخر العام الماضي، وفقاً لرئيس الجمعية لؤي الفراج.
ويقول الباحث حنا القنصل إن مبنى السرايا الحكومي، دشن العام 1896 وكان خاصا بالحاكم الإداري في تلك المرحلة، وتم تشييد طابق ثانٍ في المبنى العام 1922، وقامت وزارة السياحة باستملاكه من مديرية الامن العام لموقعه الاستراتيجي ليكون منتجا سياحياً جديداً ضمن المسار التراثي ليضاف إلى المعالم السياحية التي تزخر بها مدينة مادبا.
وأضاف ان الوزارة أعادت ترميمه وتأهيله العام 2008 بمبلغ يقارب مليون دينار مع قيمة الاستملاك، حيث يحتوي المبنى على 11 غرفة بمساحة إجمالية 450 مترا مربعا، بالإضافة لسطح المبنى الذي تبلغ مساحته 230 مترا مربعا، وتم عمل توسعة حول المبنى بمساحة إجمالية 160 متر مربع.
ويطالب المواطن أحمد نصري النوافعة، بتضافر الجهود الشعبية والرسمية من أجل حماية تراث المحافظة ومعالمها الخالدة، في إطار حملة وطنية تهدف الى ترميم تلك البيوت بطرق هندسية مدروسة تبقي على الصبغة التراثية لها، ولا تطمس ملامحها العمرانية العريقة، لافتا أنه يشعر بالحزن عندما يشاهد بعض البيوت التراثية تتعرض للهدم أو تتحول إلى خرابات أو الى مكبات للنفايات.
وأكد رئيس بلدية مادبا الكبرى المهندس أحمد سلامة الأزايدة ان مدينة مادبا تحتوي بيوتا تراثية كثيرة، وأن البلدية استحدثت قسما للتراث، إدراكا منها لأهمية التراث وحفاظا على هوية أجدادنا وهوية المكان الذي نعيش فيه، مبينا أن مدينة مادبا من المدن التراثية العريقة التي تجذب الزائر والمستثمر إليها.
ويلفت أن التراث تجسيد علمي يتطلب الحفاظ عليه وعلى هوية المكان، مؤكدا حرص البلدية على المحافظة على الإرث الثقافي الموجود حاليا، والعمل على عدم الاعتداء عليه أو هدمه إلا بعد مراجعة اللجنة المحلية بالبلدية.
وأشار الأزايدة إلى أن البلدية تشجع الاستثمار وأنها طرحت عطاء ساحة السرايا للقطاع الخاص من أجل استثمارها في أي مشروع استثماري سياحي.
وقال مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني إن وزارة السياحة والآثار تسعى الى تحويل بعض البيوت التراثية الى استثمارات سياحية لاستقطاب كافة المجموعات السياحية التي تزور المحافظة، وليكون نقطة انطلاق الزوار الى المواقع السياحية والاثرية الموجودة داخل وسط المدينة.
وأوضح ان الوزارة استملكت دار السرايا من الأمن العام بـ300 الف دينار، فيما كلف ترميمه 713 الف دينار، ويعتبر المبنى الإداري المحلي لمدينة مادبا في الفترة العثمانية، والذي شيد في العام 1896، حسبما يشير النقش الموجود فوق المدخل الرئيس للمبنى على الاكروبول (التل المرتفع) في وسط المدينة.