مرايا – 24 ساعة قاعد بحضن أمي ، وحتى أنا أكثر واحد أمي بتحبني بين أخواني الأربعة يمكن لأني الصغير وعمري 3 سنين ، أمي كانت حامل وفي ببطنها ولد صغير وبنستنى فيه يشرف ، وحياتنا عادية عيلة بسيطة مكونة من 5 أطفال وأب وأم إلهم ، كل غزة وبيت لاهيا حياتهم عادية وبسيطين بس الإشي الي مش عادي كان إنه في إحتلال بأي لحظة بوخذ هالبساطة منا ، كان في قصف عشوائي عنا من الإحتلال بشكل مش طبيعي ، كل يوم في شهداء وفي دور بتنهد وفي شجر كل يوم بنقلع من ورا قصفهم ، بتاريخ 11/7/2014 يوم الجمعة صحيت من النوم سألت أمي : خلص القصف !
كنت خايف كثير ، أبوي توضى وبده يروح ع الجامع عشان يصلي على شهيد ، طلبت أروح معه ما رضى وشرد مني عشان ما ألزق فيه ، أنا ضليت بالفراش وما قمت زي كل يوم بسرعة ، كنت خايف أمي حممتني ورشتلي عطر وحكتلي أقعد على الباب إستنى أبوك بس يروح من الجنازة ، حكيت لأمي : خبيني يا ماما ببطنك جنب البيبي ، أنا خايف من الصواريخ يا ماما خبيبني أمانة .
وقعدت ع الباب وركيت راسي على الحيط أستنى بابا يرجع ، بس هو طول لأنه الجنازة إتأخرت لإنهم إستنوا باقي المساجد تيجي تصلي ع الشهيد ، فجأة كالعادة صار في قصف عشوائي والدنيا والجو تعبى دخان وغبرا والشظايا طارت كانت إذا الشظية بتيجي بالحيط بتخزقه ، أمي أجت تركض علي لقتني نايم وفش فيي إشي ، أجت تحملني بس تفاجأت إنه راسي من ورا فاضي ، ومخي على الأرض وفش جمجمة أصلا ، بلشت صراخ وعياط وبلشت تدور على سيارة إسعاف بتفكرني لسا عايش وما عرفت شو تعمل من الصدمة ، وهي بتركض بالشارع كان أبوي مروح من المسجد وشافها حامليتني ، ركض علينا وحملني هو وبلش يصرخ ويعيط ورفعني بإيديه للسما ، كان منظر العياط والصراخ من أمي وأبوي ما بنوصف ، أبوي قعد يحكي معي ، حكالي : إصحى يا يابا جبتلك لعبة ، يا يابا إصحى راح أجيبلك حاجات ، أمانة تصحى يابا بترجاك .
الكاميرات صورتني وصورت راسي وصورت أبوي وهو بعيط وإنتشرت ع الله إنه الناس إللي تصحى والعالم يصحى ، أنا ساهر سلمان أبو ناموس عمري 3 سنين ، ما بعرف ليش أنا بالذات أستشهدت !
كثير ناس إستشهدت وما تصورت ولا حد شافهم ولا حد حس فيهم ، أنا مخي طار وطفولتي طارت والبساطة بقلب أمي طارت والبسمة من وجه أبوي طارت ، ما رح تحسوا بحجم المعاناة إلا إذا قست هالشعور ع حالك !
إتخيل إنك رحت ع السوق ع المسجد ورجعت ولقيت الطفل إللي بتحبه راسي فاضي ومخه على الأرض من ورا الإحتلال !

#ضريبة_وجود_الإحتلال
|محمد فخري التلاوي|