مرايا – بعد أكثر من 50 عاما على مستودع “الجاحظ” الذي يزود المكتبة بأهم الكتب والمخطوطات التاريخية؛ عاشت منطقة وسط البلد يوما حزينا بعد أن امتدت النيران إلى كل زوايا المستودع لتتسبب بحرق أكثر من “عشرة آلاف رواية، وثلاثة آلاف نسخة من القرآن الكريم، و200 كتاب تمثل نسخا نادرة تعود إلى المطابع الحجرية”.
صاحب مكتبة الجاحظ هشام المعايطة قال لـ “الغد” إن المستودع الذي يقع في عمارة قديمة جدا ويورد الكتب للمكتبة، اشتعلت فيه النار بسرعة كبيرة بسبب المدفأة الموجودة هنالك، لتلتهم كل الكتب المتواجدة والتي يقدر عددها بالآلاف في مستودع صغير المساحة يحتوي كتبا مرصوصة فوق بعضها البعض.
واستذكر المعايطة الذي ورث “خزانة الجاحظ للكتب”، عن جده وابيه؛ قصة جده الذي أسس خزنة الجاحظ وكان اسمها في ذلك الوقت (النفائس العصرية)، حيث استشهد وهو يدافع عن الكتب والمكتبة في قرية العيزرية شرق مدينة القدس في فلسطين المحتلة العام 1948، عندما قصف الجيش الصهيوني المكتبة ودمرها، حيث توفي جده بين ركام الكتب.
ومستودع “الجاحظ” يحتوي على آلاف الكتب الثمينة، كما قال المعايطة، مبينا أن النار التهمت العديد من الكتب التي تم طباعتها بـ”مطبعة الحيدرية” في النجف العراق، والكتب التي كانت هي كتب تاريخية وعلمية ومخطوطات نادرة وأثرية.
وتحدث المعايطة عن تاريخ “الجاحظ”، وكيف ورث هذه المهنة عن أجداده بدءا من أسوار القدس وصولا إلى عمان. و”الجاحظ”، هي مكتبة صغيرة تقع في وسط البلد مقابل البريد القديم، إذ تحتوي على مخطوطات يعود تاريخها الى مئات الأعوام.
ويذكر أن مؤسس مكتبة الجاحظ سليمان المعايطة هو شاعر وأديب أردني (1930 – 1993) من مواليد الكرك، يُعتبر أحد أشهر ورّاقي مدينة عمّان، وأسهم في الحياة الثقافية المحلية للمدينة. وبعد قدومه من القدس أسس مكتبة الجاحظ في وسط البلد، وأصبحت أحد المعالم الثقافية لمدينة عمّان، والتي ورث المهنة فيها عن أبيه وجده.