مرايا – صدر عن منتدى الفكر العربي كتاب جديد بعنوان “الأوقاف الذُريّة في القدس الشريف”، يتضمن أعمال الندوة التي سبق أن عقدها المنتدى في عمّان برعاية ومشاركة سمو الأمير الحسن بن طلال ضمن أنشطة برنامج “القدس في الضمير”، وبمشاركة عدد من المسؤولين والمختصين في الأوقاف والقضاء الشرعي والقانون ومتولّي أوقاف العائلات المقدسية لبحث أوضاع الأوقاف الذُريّة وأهميتها المتمثلة في أنها تشكل نسبة تزيد على نصف حجم الأملاك في مدينة القدس، ويعتبر هذا النوع من الوقف مع الوقف الخيري سواراً حامياً للمقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة.
وجاء في كلمة سمو الأمير الحسن بن طلال رئيس المنتدى وراعيه التي تصدرت الكتاب: “إن المسألة ترتبط بكيفية تطوير مفهوم الوقف إلى عمل إنمائي اجتماعي يُحسّن من إدارة الأولويات وفقاً للقاعدة الفقهية القائلة بأن “المصلحة غاية الحكم”، فضلاً عن خدمة الموضوع وتنمية رأس المال الإنساني بمفهومه الواسع، وسبل تجسير المسافة بين التوقع والأمل”؛ مؤكداً سموه أن المطلوب يكمن في الارتقاء بالعتبة المعرفية في القدس لتسمو فوق الحساسيات والتسييس بصورة عامة، والحد من انهيار البعد الجمالي والمكاني والروحي للقدس، أو الأنسنة في غياب القاعدة المعرفية.
وفي تقديمه للكتاب أوضح الأمين العام للمنتدى د. محمد أبوحمور أهمية النهوض بعمل مؤسسي يقوم عليه متخصصون في الشؤون القانونية والفقهية والإدارية والاقتصادية، لضبط أملاك الوقف الذُري، ودراسة الحجج الوقفية وتقديم بيانات وإحصاءات عنها، وتشخيص أوضاع الوقف الذري والخيري لمده بأسباب الصمود، مع حماية هذا الوقف وصيانته وتنميته. كما أشار إلى دور منتدى الفكر العربي في المبادرة بتوجيهات رئيسه وراعيه سمو الأمير الحسن بن طلال إلى عقد المؤتمرات والندوات حول القدس وأوقافها وتاريخها وأوضاعها القانونية والإنسانية والاجتماعية والثقافية.
اشتمل الكتاب على كلمات ومداخلات حول الوجه الحضاري للوقف الذُري لكل من: وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية د. وائل عربيات، وسماحة قاضي القضاة السابق الشيخ أحمد هليل، و د. عبد السلام العبادي و د. هايل داود من وزراء الأوقاف السابقين، وأوراق حول القضاء الشرعي في القدس لسماحة الشيخ واصف البكري القائم بأعمال قاضي القضاة في القدس المحتلة ورئيس محكمة الاستئناف، وفقه الوقف قديماً وحديثاً والأوقاف الذُرية لـ د. محمد علي العلمي، ووقف المكتبة الخالدية في القدس لـ د. عاصم الخالدي، ووقف المكتبة البديرية في القدس للأستاذ راغب البديري، ودور جمعية المحافظة على الوقف والتراث المقدسي للأستاذ محمد قدورة.
كما اشتمل الكتاب في باب أوقاف العائلات المقدسية على خلاصة بالأنشطة والتوصيات المتعلقة بالأوقاف الذُرية والأملاك العربية في المدينة المقدسة، والتي دعا المشاركون إلى إجراءات تشريعية وعملية لحمايتها ومساندة جهود تنميتها في ظل الالتفاف الوطني حول حيوية حماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ومواطنيها العرب.
أشرف على إصدار الكتاب وقدم له د. محمد أبوحمور، وأعدته وحررته د. نادية سعد الدين، وقام بمراجعته ومتابعة تنفيذه كايد هاشم.