مرايا – بلدة بيرزيت القريبة من رام الله كان مكان ولادتي ، ببيت كان فيه مطاردين وأسرى ومبعدين ومقاومين، وبيئة فيها إحتلال وفيها تنازلات واتفاقيات ، درست الابتدائي بمدرسة بيرزيت والاعدادي بمدرسة الأمير حسن بعد هيك من ورا الظروف والبيئة كان فرض علي أنظم للجبهة الشعبية وبالفعل إنضميت بعمر صغير وبلشت بالمقليعة والمولوتوف ، كنت هادي بس بنفس الوقت ما كنت أخاف ولا أهاب من حد وحقي باخذه لو من ثم الأسد ، كنت وين ما في انتفاضة واشتباكات أكون بنصها ، كبرت بين هالمقاليع والمولوتوف ، كان في جملة عفوية بضل أحكيها
” الوطن هو أنت ؛ وأنت أقتل من يريد قتلك”
ومن هذا المبدأ كنت أحاول أقتل كل واحد بقرب مني ومن وطني ، 2006 كنت لسا شب صغير ، الكيان داهموا البيت وخربوه واعتقلوني ، وبلش التحقيق معي بس ع الفاضي قدرت أغلبهم وما أخذوا مني اشي رغم التعذيب ، وقفوني سنة إداري وبعدها طلعت أقوى وأقوى بدون أي تهم وأي دلائل ورجعت أقاوم وصار إسمي “أبو وطن” أوسلو هي كانت وما زالت العثرة بحياة المقاومين الفلسطينين ، حولت المناضلين لمتسولين وعرصات ومزاودين ، وضاع الهم الوطني ، أجهزة السلطة إعتقلتني 5 مرات والتهمة كانت حيازة سلاح وممارسة أنشطة تابعة للجبهة الشعبية ، وتعذبت وأكلت قتل وتحقيق من ناس المفروض تكون ايدهم بايدي وبنرمي حجار مع بعض ، بتذكر انه مرة قدرت أهرب من سجن السلطة وأختفيت شهرين وصار اتفاق ينهوا ملفي وانتهى وبس طلعت من مكان ما انا متخبي رجعوا اعتقلوني ، ضلت حياتي مقاومة لحد ما جننت الجنود ، كنت ملثم وتعبتهم من كثر ما رميت عليهم حجار ومولوتوف انطخيت 3 رصاصات بمواجهات بيرزيت جسر عطارة ، وانتقلت ع المستشفى ، علاجي طول والوجع طول ومشافي كثير ورجلي فيها شظايا والاحتلال أعلن اني مطلوب ، ما كان في حل قدامي الا اتخبى لحد ما اطيب ، وبالفعل تخبيت 40 يوم وبتاريخ 1/1/2013 عرف جنود الكيان مكاني فجروا باب البيت عندي واعتقلوني ولساتني مش متشافي ، بس قدرت أغلبهم كمان مرة وصمدت قدامهم وما قدروا يوجهولي تهمة ويلاقوا دليل علي حبسوني 6 شهور وطلعت ، ورجعت زي أول كر وفر بالمواجهات وعلى الحواجز وهيك لحد تاريخ 27/2/214 كان يوم خميس الساعة 6 الفجر ، تحاصر البيت بطيارات وجرافات وكلاب بوليسية وجنود وقناصات ، ومكبرات الصوت بتحكي : سلموا أنفسكم ، أهلي كلهم طلعوا وأنا ضليت بالبيت وما بدي أطلع لانه كنت عارف انه هالمعركة مش متكافئة واذا بطلع رح أنأسر وإذا بضل رح أستشهد وقررت أستشهد ، أهلي طلعوا برا لقيوا جنود كثير ومدرعات وجرافات سألوا الجنود كل هذول لمعتز !
الجنود صاروا يضحكوا وحطوا كلبشات بايدين أهلي وسألوا أخواني وأمي عني ، أمي حكتلهم ما بعرف اذا طلع معنا أو ضل جوا البيت !
الضابط حكالها إنه في معلومات بتحكي انه جوا خليه يسلم نفسه .
أمي نادت علي : “هي يا معتز أطلع يما” ، رفضت أطلع وصرخت :
“مش رح أسلم حالي للأنذال”، الجنود خافوا يدخلوا البيت ويشتبكوا معي ، بلشوا يضربوا علي قنابل ، بهذا الوقت كان في عناصر من الأمن الوقائي بالسلطة إشي منهم شرد ع مكاتبهم اللي جنب بيتنا ومش بعيدة كم متر ، واشي قعد يقنع بأهلي أسلم نفسي وما حاولوا يوقفوا الطخ والقنابل ع البيت ولا حتى يكونوا وسيط ، أهلي طلبوا يفوتوا يحاولو يقنعوني اسلم حالي و يطلعوني بس الجنود رفضوا وبلشوا هد بالبيت وطخ قنابل وضربوا صاروخين ، البيت ولع كله نار ودخنة وكان الهدف انهم يقتلوني ، اجى الدفاع المدني الفلسطيني وطفى البيت وعمال الاطفائية حاولوا يقنعوني أسلم حالي ودخلوا علي 3 مرات وأنا رفضت ، وبعد 10 ساعات من حصار هالبيت والطخ والقنابل والصواريخ قدروا يطخوني وكان مجموع الرصاص بجسمي 65 رصاصة منهن 14 رصاصة براسي من مسافة صفر !
الضابط كان يحط المسدس بين عيوني ويطخ طخني 14 طلقة ، وتفجر مخي وما بين من وجهي ملامح بالمرة ، أصبع ايدي انقطع وضل متدلي بس ماسك بالجلد مبين، جسمي تخزق كله ، جنود الكيان هدوا البيت 3 طوابق وانسحبوا من المكان وكانت الحجة إنه أنا قتلت جينرال ونفذت ضدهم سلسلة عمليات ، بجنازتي أمي حكتلي :
الله يرضى عليك يما ، انت اليوم عريس .. اليوم عرسك .
حاولت تكشف عن وجهي وتبوسني وتشوفني بس اخواني منعوها لانها ما رح تستحمل تشوف وجهي اللي كان ذايب من الرصاص ، حكت :
“ما بهمش البيت حرقوه وهدوه رح نبني غيره ، البنا بتعوض بس معتز ما بتعوض الله يرحمه هو اختار الشهادة وانا بحترم قراره ومش رح احزن رح اضل اتطلع علة صورته واحكي الله يرضى عليك يما “
جنازتي كانت عرس وطني بس اللي بحزني إنه كان في سيارات وناس من الامن الوقائي الفلسطيني وناس من أجهزة السلطة اللي شردوا بس الاحتلال داهموني ، كان في عناصر من السلطة اللي اعتقلوني وعذبوني ..
كان في بجنازتي ناس قتلت “معتز وشحة” بتنازلاتها واتفاقياتها ومعاهداتها ، كان في أعداء بس ما حد بعرفهم ، عدوك اللي بتعرفه ومبين للكل هو المحتل بتقدر تحاربه وترمي عليه حجار !
بس عدوك اللي زيك في احتلال فوق راسه ، وفي كيان ببلده ، من لحمك ودمك وبوخذ سلاحك وبحاسبك ليش بتقاوم بالاحتلال هذا اللي لازم تطخه !

#الشهيد_ليس_رقمًا،
#محمد_فخري_التلاوي