مرايا – يحملون حقائبهم المدرسية على مدار ايام دراستهم خلال اثنتي عشر عاما ،يحلمون بغد افضل ليرسموا المستقبل باجمل الصور التي يمكن للانسان ان يصل اليها.

لكن العنف غير افكارهم وسلوكياتهم وباتت المدارس مكانا وفرصة لاثارة الشغب و انتهاج سلوكيات العنف غير المبررة من قبل بعض الطلاب حيال زملائهم ،علاوة على سلوكيات اخرى غير مقبولة بدءا من الرسم على جدران المدارس وانتهاءً بتعبير غير مبرر لهم عن فرحهم بانتهاء سنوات دراستهم بالمدارس التي يعتبرها البعض منهم اقرب « للرفض والكره «.

ظواهر عدوانية بدات تظهر بالمدارس..فلماذا يتصرف الطلاب بهذه الصورة التي يرفضها المجتمع والاسر وادارات المدارس ؟

واين الدور الرقابي على المدارس الخاصة التي تتقاضى رسوما مرتفعة تزداد عاما تلو الاخر ليقدم الطلاب بها بانتهاج سلوكيات عنف يتضرر منها اخرون ويعبرون عن علاقتهم بمدارسهم بأسوأ الوسائل ؟

وهل غدت المدارس مكانا للعلم فقط بعيدا عن التربية والالتزام الاخلاقي الذي يجب ان يتحلى به الطلبة وخاصة داخل اسوار المدارس ان ما سلمنا بحقيقة ان كل اسرة مسؤولة عن كيفية تربية ابنائها ؟

الدكتور حسين الخزاعي اخصائي علم الاجتماع عزا ما نشهده من سلوكيات لبعض الطلاب بالمدارس لضعف مراقبة الاسر لابنائها في المدارس الا في ظروف معينة يقوم من خلالها الابناء بعمل اي سلوك غير سوي او مشاجرات بين الطلاب انفسهم.

واضاف الخزاعي ان رفاق السوء سبب اساسي لانتقال السلوكيات غير السوية فهم يقلدون ما يتعلمونه من اصدقائهم ولا يطلبون المشورة من اسرهم التي قد تكون مغيبة عن رقابة ابنائها ومتابعتهم ليس فقط بالجوانب الاكاديمية بل بالجوانب التي تتعلق بسلوكياتهم داخل المدرسة.

وبين الخزاعي ان من اسباب انتشار السلوكيات غير السوية او العنف في المدارس هو عدم اهتمام بعض المدارس واعضاء الهيئة التدريسية وادارات المدارس بسلوكيات الطلبة وعدم وجود موجه تربوي ومشرف يعمل على توجيه الطلاب لتجنب السلوكيات السلبية والحد من حدوث اية مشاجرات تلحق الاذى بالطلاب.

واشار الخزاعي الى اهمية التصدي لمثل هذه الظاهرة التي ان وجدت لها البيئة المناسبة فانها ستحول المدارس الى مكان للعنف وانتهاج سلوكيات غير سوية وغير مقبولة ما يتطلب العمل الجاد والمسؤول بين الاسر وادارات المدارس والارشاد المدرسي للتصدي لهذا الامر.

يعتبر بعض المعنيين في التربية والتعليم ان الوزارة تصب جل اهتمامها للمدارس الحكومية وتعاملها مع المدارس الخاصة لم يصل لمرحلة ردع الكثير منها عن رسم سياسات خاصة بها تطبقها داخل اسوارها

الا ان الوزارة تتابع ما يحدث من سلوكيات عنف داخل المدارس الخاصة اذا ما وصلت لمرحلة الانتشار والتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي واثيرت حولها التساؤلات والاستياء المجتمعي.

مديرة الارشاد والتوجيه بوزارة التربية والتعليم سوزان عقرباوي اشارت الى ان الوزارة تطبق العديد من البرامج الوقائية والعلاجية وتعليمات الانضباط المدرسي في المدارس والتي تخولها لوضع خطط وقائية وعلاجية قبل وبعد حدوث سلوكيات العنف.

واضافت ان تعليمات الانضباط المدرسي تعاملت مع سلوكيات الطلاب المخالفة وغير الصحيحة من خلال توجيه انذارات في حال وقوع السلوك غير السليم للمرة الاولى الى عقوبات اخرى في حال تكرار السلوك من قبل الطالب ما يعني ان الوزارة تولي الاهتمام الكافي لسلوكيات الطلاب وتعمل على تعديلها من خلال المرشدين بالمدارس بالتعاون مع ادارات المدارس والاسر.

وبينت ان البرامج الوقائة والعلاجية التي تنفذها الوزارة هي للمدارس الحكومية كون المدارس الخاصة تتبع اليات خاصة بها في التعامل مع المرشدين داخلها وتعمل على توظيف مرشدين يقومون بالارشاد والتوعية للطلاب.

واشارت الى ان هناك برنامج يتعلق بمدارس نحو بيئة امنة بدات الوزارة بتطبيقه منذ عام 2009 ولا يزال مستمر وقامت الوزارة العام الماضي بتقييمه حيث اوصت عملية التقييم باضافة انواع جديدة للعنف ومنها العنف بين الطلاب انفسهم والعنف الموجه ضد المعلم والعنف الاسري الذي يؤثر على سلوك الطلاب داخل المدارس.

واكدت عقرباوي ان وزير التربية والتعليم يولي أية حوادث عنف بالمدارس الاهتمام الكبير حيث اوصى مؤخرا بمتابعة الحادث الذي وقع باحدى المدارس الخاصة وادى الى وقوع مشاجرات عنف بين الطلاب خاصة وان قضية التنمر تلقي بظلالها السلبية على من قام بهذا الفعل وعلى الطالب الاخر الذي وقع عليه فعل العنف بحيث اثبتت الدراسات بان مثل هذه السلوكيات تؤثر على الطلاب من جوانب نماء شخصياتهم وتاثرهم بها الى حد كبير بالمستقبل ما يتطلب وضع خطة علاج لجميع الاطراف من الطلاب الذين قاموا بفعل العنف والمتاثرين منه.

واشارت الى انه تم تشكيل لجنة تحقيق لمتابعة القضية من قبل التعليم الخاص بالوزارة للوقوف على اسباب واجراءات التعامل مع الحادثة بكل تفاصيلها.

واكدت عقرباوي ان الوزارة حاليا بصدد تفعيل الارشاد بالمدارس والتوسع باعداد المرشدين التربويين خلال الفترة القادمة بحيث يكون هناك مرشد في كل مدرسة ليتمكن من التعامل مع الطلاب وتوجيههم وارشادهم وخفض حالات العنف بالمدارس.

وان كان الطالب بالمدارس الخاصة يقوي على ارتكاب سلوكيات العنف حيال زملائه فانها بداية لسلوكيات اخطر واكبر تشترك في مسؤولية حدوثها ادارات المدارس التي لا تولي الجوانب التربوية والسلوكية الاهتمام الكافي ولا تشدد الرقابة والعقوبات على كل طالب يقدم على العنف اضافة الى دور الاسرة المتراخي في رقابة ابنائها وغياب الحوار الاسري المبني على التوعية والمتابعة المستمرة.

الصمت عن العنف والتراخي بالتصدي له سيقود بنهاية المطاف الى مساحة كبيرة من الانفلات السلوكي بين الطلاب فالقضية ليست الحاق الطلاب المتسببين بالعنف في مدرسة اخرى بعد طردهم من مدرستهم بقدر ما هو تعديل سلوكهم لتجنب تكراره مرات ومرات اخرى في مدارس اخرى قد تسمح بحدوثه بطريقة او باخرى . الرأي