مرايا – رصد – زي ملايين هالناس ، انولدت بعيد عن بلدي بمكان هو تقريبا زي محطة الانتظار بالقطارات ، بمخيم البقعة اللي هو محطة انتظار للعودة لفلسطين ، سنة 1969 !
مخيم كبير كله طينة ومعاناة ومأساة وفقر وهموم ، وأمراض ، كنت وين ما أروح أسمع اسم فلسطين وأشوف صور لحنظلة ع الحيطان وأهلي معهم شغلات جايبينها معهم من فلسطين مفاتيح وقواشينكلشي حولي بذكرني بفلسطين ، يعني كان الموضوع غريب شوي مش انسان عايش بوطن لأ كان وطن عايش بانسان ، سمعت عن المجدل بلدنا وقريتنا وكيف اهلي تهجروا وكيف اليهود عملوا مجازر فيها ، تربيت بمدارس الوكالة وكبرت ع قصص أهلنا بفلسطين ، حسيت انه احنا ضريبة للإحتلال وتهجرنا غصب عنا ، خلصت الثانوية العامة ولجأت للنجارة كمهنة مع انه كان عندي مخ البقعة كلها فش فيها زيه ، الانتفاضة الأولى حركت اشي جواتي اشي صعب ينوصف وينحكي قررت انه أكون مع هالناس اللي بتقاوم بالانتفاضة هاي ، حملت حالي وحملت عدتي وحاولت أتسلل من الحدود الأردنية للأراضي الفلسطينية وأنفذ عملية استشهادية ، بس للأسف انمسكت من القوات الأردنية وصار تعتيم ع الموضوع وانحكمت بالاعدام لاني حاولت أتسلل وأنفذ عملية ، العشائر الأردنية كان الها كلمتها بضغط منهم التغى الحكم وانحبست 3 شهور وطلعت وضلت ببالي هالقصة ونمت وصحيت عليها ، اتفاقية وادي عربة ، اتفاقية السلام مع الكيان اللي ما في أي اردني حر راضي عنها توقعت وهاي كانت اشي أسود للأردن بس أنا شفتها اشي ثاني ، كانت الزيارة لفلسطين ممنوعة قبلها ومن خلالها قدرت أدبر تأشيرة ودخلت بخبث ع فلسطين انه زيارة وكباحث عن عمل ، أول ما تعديت جسر الملك حسين ركعت ع ركبي وصابني رعشة مع برد مع شعور لا يوصف سجدت على الأرض وبلشت أبوس بتراب فلسطين كان عمري 29 سنة وعمري ما حسيت اني مرتاح هيك ، أول اشي عملته بفلسطين بدون تردد كنت من الأوائل بالانتفاضات وبالمقدمة وأخذت قرار لنهايتي ؛ يا بكون أسير في السجون يا شهيد في القبور ، تعرفت على المجاهد القسامي مجدي بلاسمة وهو سهل علي حياتي وعرفني ع قادة بكتائب القسام وشوي شوي عقدت قراني على سلام بلاسمة اخت مجدي وصرنا أنسباء ، وزادت العلاقة تلاحم وترابط لحد ما انضميت لكتائب القسام عن طريق مجدي وبلشت أمارس أعمال عسكرية وأشارك بعمليات لحد ما انضميت لطاقم تصنيع صواريخ القسام في نابلس ، وضليت ع هالطريق لحد ما ربنا رزقني صهيب ، طبعا تأشيرة الزيارة انتهت وأهلي أصروا علي أرجع وأنا حكيتلهم اني بشتغل وأموري ممتازة ومرتي وابني بخير وطمنت قلبهم ، مع انه كان بيتنا متواضع بنابلس بس الحمد لله ، صرت المسؤول الأول بكتائب القسام لتصنيع الصواريخ وبمعلومات استخباراتية وصل للكيان اسمي وحطوني على القائمة للتصفية أو الإعتقال ،
“خالد علي محمد بكر ريان سناكرة”
مطلوب حي أو ميت المهم ما يضل بكتائب القسام ، كانت الأمور سريعة وسهلة وزي الحلم !!
طفل انولد بمخيم البقعة بالأردن بدرس بمدارس الوكالة حب فلسطين وحب يقدملها اشي واليوم بعد 33 سنة من عمره اسمه عند الكيان مطلوب للاعتقال أو التصفية لانه الرجل الأول لتصنيع الصواريخ في كتائب القسام ؟
3/4/2003 يوم الخميس الفجر حسيت في حركة حولين البيت واعرفت انه في جنود حولي واعرفت انه خلص النهاية قربت شهيد أو أسير ، حملت m16 واطلعتلهم أنا ، كان المنزل محاصر من جنود كثير لانه وصلتهم معلومات استخبارية ، بلشت اشتباك معهم وفاجأتهم وصدمتهم وبلشت أبطح فيهم واحد واحد ، ما قدروا يستوعبوا شو في وتوقعوا انه تكون الأمور سهلة عليهم ، قعدت ساعة كاملة معهم مشتبك لحد ما حسيت بالطلق بفوت بجسمي بعرفش من وين ومن أي جهة ، وقعت على وجهي وخلصت قصتي ، ووقف لساني عن الكلام ووقعت قدام صهيب وأمه تاركلها وصية انها تربيه تربية صالحة ويكمل هالمشوار بعدي ، الاسكان النمساوي محل ما أنا ساكن كله صحى بهذيك الليلة وحملوني وصلوا علي بمسجد رفيدة ودفنوني بمقبرة الشهداء بمخيم بلاطة .
أنا ابو صهيب ابن مخيم البقعة أكبر مخيم للاجئين الفلسطينين في العالم ، ابن المخيمات اللي بنحكى عنها مليانة زعران ، كان إللي حلم وأمنية أكون مشتبك ومقاوم وجه لوجه مع الكيان ، وأثبت للعالم انه البوصلة فلسطين من أي مكان وإنه المقاومة بالصاروخ و ال m16 واجب على الكل واجب على اللي خارج فلسطين قبل اللي بالداخل ، ومش صعبة هالطريق سهلة كثير ، والحمد لله ربنا حققلي أمنيتي وحلمي ، واستشهدت بصمت وبدون رياء ، كنت صاحب فعل مش قول .
#الشهيد_ليس_رقمًا،
#محمد_فخري_التلاوي