مرايا – لأن الفن والإبداع لا يتوقفان على مدار الحياة، ولا يقفان عند حافة حلم، ولأنه لغة العالم التي لا حدود لها، يستمر الفنان السوري المقيم في الأردن، رياض الراضي، بروحه التي تعشق الفن، في طريق الإبداع، ليكون من المعروفين على مستوى العالم؛ إذ شرع بتصميم “أكبر تاج ملكي في العالم”، ليدخل من خلاله كتاب “غينيس” للأرقام القياسية.
الراضي، وبالتعاون وبدعم من مجموعة من الشباب الأردني المهتمين في مجال الفنون والإبداع في محافظة إربد، يقومون الآن بوضع اللمسات قبل النهائية على هذا العمل الفني المميز؛ إذ يعد الراضي من الفنانين الذين سبق وأن قدم أكبر مصحف خشبي.
وقام الشباب الذين احتضنوا الراضي في عمله، بتوفير الدعمين المعنوي والمادي له في سبيل عمل التاج، ليكون لوحة فنية مميزة يفاخرون بها العالم، ويصار الآن لوضع ترتيبات اللازمة للتواصل مع “غينيس” بعد الانتهاء من العمل، لعرضه واعتماده كـ”أكبر تاج ملكي مرصع بالكريستال في العالم”.
الفريق الأردني، بحسب مدير التسويق للمشروع، أحمد العمري، مكون من الراضي، وهو الفنان القائم بالمهمة، والفنان الأردني محمد علي جرادات، ومدير الأعمال في المشروع واثق الشبول، ومشرفة الإعلام إيمار الزعبي، بالإضافة إلى العمري، الذي بين كذلك أن المشروع بحاجة الآن إلى ثلاثة أشهر للانتهاء منه بعد أن تم الانطلاق به قبل سنتين، في عملية فنية حرص القائمون عليها أن تكون بأعلى جودة ودقة في الإنجاز.
الراضي، قال إن العمل الفني المميز والذي يفخر بالقيام به بالتعاون مع باقي الفرق التي تعمل كوحدة واحدة، هو عبارة عن تاج “مُكبر” نسخة طبق الأصل عن التاج الملكي الأردني، بجميع تفاصيله، ويتكون من الجزء السفلي أو القاعدة، التي يطلق عليها اسم “المخدة” بعرض “تسعة أمتار، وطولها تسعة أمتار كذلك”، وسيتم وضعه على قاعدة أخرى ارتفاعها 11 مترا بعد ذلك.
الراضي يصف هذا العمل كذلك بأنه من الأعمال الرائدة التي يقوم بها في مسيرته الفنية، التي استمر بها بعد أن جاء إلى الأردن إبان الأحداث الجارية في سورية، ليجد الدعم والقبول في مدينة إربد التي تحتضن هذا العمل.
ويرى أنه “إنجاز لأكبر تاج ملكي أردني في العالم، والذي هو الآن في طريقه للإنجاز بطريقة ثلاثية الأبعاد، ومغلف بالكريستال على شكل فسيفساء جميلة”، متوقعاً أن يصل وزنه إلى ما يقارب الثلاثة أطنان، وستكون إربد “عروس الشمال” الحاضنة لهذا العمل الفني الذي يتمنى أن يدخل كتاب “غينيس” للأرقام القياسية بعد الانتهاء منه.
العمري يؤكد أن هذا العمل الفني سيكون أكبر حدث عالمي يخرج من مدينة إربد، وسيتم تغطيته من خلال جميع وسائل الإعلام عالمياً؛ حيث سيتم نقل العمل الفني بعد الانتهاء منه من موقعه إلى موقع الاحتفاء به بواسطة طائرة جوية، نظراً لحجمه الكبير، والدقة في عمله، وحرصاً من الفريق العامل في المشروع على المحافظة على جمالية التاج من أي خدوش.
الراضي البالغ من العمر 43 عاماً يعيش في مدينة إربد برفقة عائلته، منذ اندلاع الأحداث “الدامية” في سورية، وكان قد بدأ في بلاده بصنع أكبر مصحف خشبي، ولكن الظروف المحيطة حالت دون الانتهاء من ذلك.
وترك الراضي المصحف والحلم في بلاده التي أصبحت الآن ساحة حرب، وبخاصة أنه من درعا التي انطلقت منها الأحداث السورية، ولكنه وجد في شعب الأردن أهلا له، وحضنوا رغبته في الاستمرار في الفن وتشكيل الفسيفساء، فكان أن بدأ العمل قبل سنتين ونيف بإطلاق عمل أكبر تاج ملكي أردني في العالم.
ولحاجته للعمل، اضطر الراضي لأن يعمل مصمماً في عمل الديكورات المنزلية، وأعاد العمل في إيقاظ حلمه مرة أخرى، وبدأ من جديد في عمل المصحف، وهو الآن منشغل تماماً في إنجاز التاج الملكي، ويعمل فيه ليل نهار لإنجازه بأقرب فرصة، على الرغم من أنه قام بإنجاز أكبر علبة عطر بدعوة من دولة الإمارات بمناسبة عيد تأسيس الإمارات العربية، وكان ذلك في العام 2015، حيث وصل طول زجاجة العطر إلى 2.33 متر وعرضها 1.4 متر وتزن حوالي طن ونصف الطن بسعة 5000 لتر.
ومع نهاية العمل الفني للتاج الملكي، يأمل فريق العمل بأكمله، أن يتوج هذا المجهود بدخول كتاب “غينيس”؛ إذ اتخذوا في سبيل ذلك كل الإجراءات اللازمة من تواصل مع المسؤولين في غينيس، ليتوج التاج الملكي حب الأردنيين والمقيمين على أرضها لهذه البلد التي تحتضن كل عربي، كما كان للفنان السوري راضي الذي يجد في إربد وسكانها أهلا له ولعائلته.