مرايا – شؤون محلية – يبدو أن أشجار الزيتون، المنتشرة في كل مناطق محافظة إربد مهددة، جراء انتشار مرض “سل الزيتون” أو ما يُعرف بـ”تدرن أغصان الزيتون”، وإصابة مساحات واسعة من الأراضي المزروعة به بهذا المرض.
ولا ينفع مع هذا المرض “أي مبيدات حشرية، أو عمليات تقليم لأغصان الأشجار أو حتى اقتلاعها من جذورها، إذ تنتقل عدوى هذه الآفة من الأشجار المصابة إلى تلك السليمة”، حسبما يؤكد مزارعون.
يأتي ذلك في وقت تؤكد فيه وزارة الزراعة بأنه “لا يوجد حل جذري للقضاء على هذا المرض، وإن كان هناك طريق للوقاية منه أو التخفيف من حدته”.
يذكر أن سبب مرض “سل الزيتون” هو بكتيريا تؤدي إلى نمو غير منتظم واسفنجي على هيئة عقد تختلف في صلابتها وأحجامها على جذور وأفرع وأغصان وأوراق وأعناق أوراق الزيتون ينتج عنها جفاف أو موت الأجزاء المصابة، وبالتالي ضعف الأشجار بشكل عام.
ويقول المزارع محمد الشرمان، أحد سكان لواء المزار الشمالي بمحافظة إربد، إن مرض “سل الزيتون” منتشر في غالبية أشجار الزيتون في مزرعته والتي يتجاوز عددها 400 شجرة، مضيفا أنه قام بـ”تقليم أغصان أشجار الزيتون المصابة بهذا المرض، إلا أنه وبعد عدة أعوام عاد المرض إلى الأشجار مرة أخرى”.
ويوضح أن هذا المرض يتسبب بـ”إصابة الأشجار بـ”اليباس”، وبالتالي تصبح مهددة بعدم حمل ثمار الزيتون”، لافتا إلى أن المشكلة تكمن بالعدوى إذ ينتقل المرض من إلى الأغصان السليمة”.
ويدعو الشرمان، وزارة الزراعة إلى ضرورة إيجاد حلول جذرية لهذا “المرض، للحفاظ على ما تبقى من أشجار الزيتون سليمة في باقي مناطق اللواء”. بدوره، يقول المزارع محمود التميمي، من قرية هام الواقعة غرب مدينة إربد، إن هذه المرض “اضطره إلى تقطيع جميع أغصان أشجار الزيتون المصابة، لكن ذلك لم يمنع من عودة “سل الزيتون” مرة أخرى حيث عاد إلى الظهور من جديد”، مؤكدا أن المبيدات الحشرية “التي استخدمها للقضاء على هذه الآفة، لم تجد نفعا”.
كما يؤكد أن “سل الزيتون” أصاب في البداية شجرة واحدة في مزرعته، التي تضم زهاء 300 شجرة زيتون، “أصبحت جميعها الآن مصابة بهذا المرض”، مشيرا إلى أن الأشجار المصابة بهذا المرض “هي من نوع “النبالي”، أما أشجار الزيتون البلدي فغير مصابة بهذا المرض!”.
ويضيف التميمي “أن محصوله السنوي من ثمار الزيتون يتراجع كل عام بسبب “يباس” الأشجار نتيجة إصابتها بهذا المرض”، مبينا أنه “قام بتقطيع الأشجار المصابة بـ”سل الزيتون”، لكن ذلك لم يمنع من انتقال عدوى المرض إلى أشجار أخرى في مزرعته”.
من جانبه، يقول رئيس قسم الثروة النباتية في مديرية زراعة إربد المهندس فيصل بني هاني إن “سل الزيتون” هو مرض “معد، ينتقل من الأشجار المصابة إلى السليمة، من خلال الطيور والحشرات وأدوات التقليم والقص والأمطار والرياح، فضلا عن
الطريقة الخاطئة في عملية جني الثمار والتي تسبب جروحا للشجرة”، مؤكدًا أن هناك مزارع سليمة مجاورة لمزارع مصابة بهذا المرض “أصيبت بالكامل”.
ويضيف أن المرض يصيب الأشجار الصغيرة والأفرع في مختلف الأعمار، حيث تظهر الإصابة في فصل الربيع ومع بداية فصل الصيف على شكل كتل سرطانية تنتشر على أغصان الشجرة.
ويشير إلى أن المرض “بدأ بالظهور في إحدى مزارع بلدة دير يوسف بلواء المزار الشمالي، لتنتشر بعدها في عدة مناطق”،
متوقعا “انتشار “سل الزيتون” خلال الأعوام المقبلة، بمختلف مناطق محافظة إربد، وخصوصًا في ظل عدم وجود حلول جذرية للمرض”.
ويؤكد بني هاني “أن 70 % من أشجار الزيتون في لواء المزار الشمالي مصابة بمرض سل الزيتون، فيما تقدر المساحة المزروعة بأشجار الزيتون في اللواء بحوالي 19 ألف دونم، لافتا إلى أن نسبة إصابة أشجار الزيتون بهذا المرض بلغت في مناطق بيت يافا وكفريوبا وناطفة وهام وجمحا ما بين 60 % و85 %، فيما تجاوزت في لواء الرمثا الـ30 %، وبلواء الكورة بلغت 60 %، في حين أن هناك 500 بلواء بني كنانة مصابة بالمرض”.
وحول سبل مكافحة “سل الزيتون”، يؤكد بني هاني “أنه حتى الآن لا يوجد حل جذري للتخلص منه، ولكن سبل التخفيف منه تتم عن طريق الوقاية والتوعية، وتعقيم أدوات التقليم والتطعيم بشكل دوري”، مضيفا أن من طرق الوقاية أيضا “تقليم الأغصان السليمة بداية ثم تقليم تلك المصابة حتى لا تنتقل البكتيريا بواسطة أدوات التعقيم، ثم حرقها في مكان بعيد عن أشجار الزيتون”.
ويتابع “يجب أيضا تعقيم جروح الأغصان التي تم تقليمها بمركبات نحاسية وبتركيز 1 %، ورش أشجار الزيتون بكبريتات النحاس، خلال الفترة الواقعة ما بين شهري تشرين الثاني (نوفمبر) وآذار (مارس) من كل عام”.
ويقول بني هاني إن درجة إصابة أشجار الزيتون بهذا المرض “تختلف من نوع إلى نوع، فأشجار الرومي والبلدي تتمتع بقدرتها على تحمل المرض مقارنة بأشجار النبالي”، داعيا المزارعين إلى التوجة لزراعة الأشجار المثمرة كاللوزيات والحمضيات وغيرها في المناطق المصابة بمرض “سل الزيتون”.
وكانت مديرية زراعة إربد شكلت قبل أعوام فريق عمل لمسح المزارع المصابة بـ”سل الزيتون”، لمكافحة هذا المرض والوقاية منه، حيث قامت بعملية رش في مناطق مختلفة بالمحافظة بالمبيدات، إضافة إلى نشر التوعية بين المزارعين للتعامل مع هذا “الضريبة”: مكافحة التهرب الضريبي واجب وطني والتزام قانوني
يشار إلى أن مرض “سل الزيتون” ينتشر بعدة دول أهمها: ايطاليا وأسبانيا ونيوزيلندا والولايات المتحدة الأميركية واستراليا والمكسيك والارجنتين ووسط وشمال أفريقيا وتركيا وسورية.