مرايا – محمد فحري – الوقت اللي كان لازم أكون فيه بالمدرسة كنت مطارد ومطلوب للكيان ، كان عمري 17 سنة ومطلوب للكيان بعمر صغير ، والسبب اني بشارك بمظاهرات وبرمي حجار وبطلع بمسيرات ، ضليت سنة كاملة مطارد وبعد السنة انمسكت وانحبست 3 سنوات ، بعدها طلعت كنت قوي وقد حالي انتميت لكتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة فتح ، وكنت بمجموعة الشهيد زياد العامر ، قتلت مستوطن عند مستوطنة حوميش ، وغابت وراحت القصة لحد ما الكيان مسكني ووجهلي تهمة الانتماء لكتائب شهداء الأقصى وقتل مستوطن وكان الحكم مؤبد !!
حياتي برا السجن كانت زي لمح البصر مش ذاكر منها اشي ، بس بعد ما دخلت السجن عانيت بشكل نفسي وبدني كثير لدرجة انه اليوم سنة ، ايماني بالله كبير أمي وأهلي تشحشطوا وراي بالسجون للزيارات 13 سنة وراي من سجن لسجن ، حاولت أخبي وجعي عنهم بس ما قدرت ، 2003 انضربت على راسي وصابني وجع ومع المماطلة بالفحوصات والعلاج تبين عندي ثقب بالأذن ، ما أعطوني علاج وتطورت الأمور لحد ما صابني ضيق نفس ووجع بالصدر ، تحولت ع مستشفى العفولة وعملولي عملية قسطرة وفتحوا شرايين كانت مسكرة بجسمي ، ورجعوا يماطلوا بعلاجي وسحبوا من عندي الدوا ، كان الموضوع أشبه بإعدام ببطئ دون حسيب أو رقيب ، بحسوا بمتعة وهمه بشوفوني بعاني وبتوجع ، صابني وجع بصدري وراسي وصار معي ضيق نفس ووجهي صار أزرق ، نقلوني على مستشفى سوركا بس للأسف بعد أكم يوم بتاريخ 25/9/2016 متت !!
استشهد ياسر ذياب حمدوني وعمره 40 سنة وسبب الوفاة كان تضخم في عضلة القلب ، واشي حكى سكته دماغية وكله كان من ورى الإهمال الطبي والإعدام العلني ، أمي وزوجتي وأولادي انصدموا ، أولادي أدهم ومحمد اللي كان لساته صغير وما حضنته لانه انولد بعد ما انسجنت انصعقوا من الخبر ، كان عندهم أمل يشوفوني أسير محرر مش أسير شهيد ، أمي حملت نعشي ومشت فيه وغيبت وفقدت وعيها ، وبس صحيت رجعت لحقتني بالجنازة ، صارت تعاتبني وتحكيلي : “ليش رحت وما سألت عني ، أنا مسامحيتك يا حبيب قلب أمك” وبس وصلنا القبر كانت بدها ترمي حالها بدالي ، ما كان هاين عليها تشوف التراب بنرمي فوقي ، ضلت تغنيلي :
وين أزفك وين يا ابن الفقيرة !
وما بتدري إنه في 216 اسير إستشهد زي ابنها ، وما بتعرف إنه في 208 داخل السجون من التعذيب استشهدوا وفي 56 منهم إهمال طبي وإنه في 8 أسرى ما بعد الافراج عنهم استشهدوا بسبب الاهمال الطبي ، ما بتدري انه هيك انكتب ع الشعب الفلسطيني حياتهم بتكون قصص قصيرة ، من وقت ولادته لوفاته قصة قصيرة مليانة مشاعر ، بوقت لازم يكون الطالب بالمدرسة أو الرجل مع أولاده أو الأم مع ابنها لأ بكونوا يا أبطال بالسجون أو أبطال في القبور ، هيك الشعب الفلسطيني بنولد من رحم أمه وأمه بترجع تحمله على كتفها ..
#الشهيد_ليس_رقمًا،