مرايا – شؤون محلية – تصادف اليوم؛ الذكرى الرابعة والعشرون لوفاة جلالة المغفور لها، بإذن الله، الملكة زين الشرف، طيب الله ثراها.
ولدت جلالتها في اسطنبول في الثاني من آب (أغسطس) 1916، وهي ابنة الشريف جميل بن ناصر بن علي ابن شقيق الشريف الحسين بن علي، حاكم منطقة حوران؛ إبان الحكم الفيصلي في سورية، ووجدان هانم ابنة شاكر باشا الوالي العثماني لقبرص، وتزوجت في عام 1934 من ابن عمتها جلالة المغفور له بإذن الله الملك طلال بن عبدالله، طيب الله ثراه، ورزقا بكل من جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين، طيب الله ثراه، وسمو الأمير محمد وسمو الأمير الحسن وسمو الأميرة بسمة.
وكانت الملكة زين، رحمها الله، رمزا من رموز الأردن النسائية، بحيث حظيت باحترام ومحبة الشعب لما اتصفت به من حكمة وشجاعة وقوة شخصية، ساعدت في رعايتها للوطن في ظروف وأوقات صعبة مر بها.
كما أنها من رائدات الحركة النسائية، والتي ساعدت صفة القيادة لديها، مشفوعة بالقيم والتعاليم الإسلامية، من جعلها أنموذجا يحتذى للمرأة المسلمة والعربية.
وأسست جلالة الملكة زين عام 1944 أول اتحاد نسائي في الأردن، وتبعته بتأسيس الفرع النسائي لجمعية الهلال الأحمر الأردني عام 1948، وقامت بدور فعال ومهم في تطوير الحياة السياسية الأردنية في الخمسينيات من القرن الماضي، وكانت عاملا مساهما في صياغة دستور المملكة عام 1952 الذي أعطى المرأة حقوقها.
وفي أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية الأولى عام 1948؛ قادت الملكة زين الشرف حملة وطنية إنسانية، قدمت من خلالها العون لآلاف اللاجئين الفلسطينيين في الضفتين.
كما أسست مبرة أم الحسين عام 1965، لتوفير الحياة الفضلى لآلاف الأيتام بتدريسهم وتدريبهم مهنيا، وظلت وفية لمشروعها هذا حتى نهاية عمرها.
ونتيجة للعلاقة الصادقة والحميمة التي تكونت بين الملكة زين الشرف، والشعب الأردني لقبوها بـ”أم الأردنيين”، وستبقى ذكرى جلالتها التي رحلت إلى بارئها يوم 26 نيسان (إبريل) 1994 قائمة وموضع إجلال وفخر في قلب الوطن والمواطنين.