مرايا – محمد فخري : بسمع ولا بحكي ، يعني أطرش وأخرس ، هيك انولدت وضعي أشبه بوضع ولد صغير ضايع شايف بس مش سامع ، شوي شوي تأقلمت ع وجوه أهلي وصرت أعرفهم وصاروا مألوفين إلي ، بلدتنا الأصلية صرفند العمار بس سكنا ببلدة معن بخان يونس ، أبوي سماني تحرير ، مع إني ولد بس كان مآمن إنه ربنا يجعلي من اسمي نصيب ، وعشان أصير زي هالناس وأقدر أحكي معهم ويحكوا معي دخلت على مدرسة خاصة بغزة وبعد فترة أهلي ما قدروا يدفعوا تكاليفها ما كملت فيها وتركتها ، ورجعت دخلت مدرسة الأمل لذوي الإحتياجات الخاصة برفح سنتين وبرضو ما قدرنا ندفع التكاليف وما كملت دراسة ، سجلت بجمعية الهلال الأحمر وتدربت تدريب مهني وإشتغلت بمطعم أكل شعبي عند جيرانا ، فلافل وحمص وفول وكنت آخذ من 8-12 شيكل أساعد أهلي شوي ، كانت أمنيتي أسافر وأعمل عملية وأزرع سماعة وأسمع هالعالم ، وكنت بتمنى أصير لاعب كرة قدم وأفوز بكأس ، وعشان أحقق هالأمنية بسرعة رحت أشتريت كأس من السوق واضحكت على حالي ، كنت أحضر أخبار وأشوف أبوي كيف بتأثر وبصفن بالأحداث ع التلفزيون ، كنت أشوف أولاد بولعوا جيبات لليهود وبرموا حجار وبولعوا كوشوك ، أتأثر وما أقدرش أحكي ولا أعبر أصير أشبر بإيدي وأصرخ ، كنت عارف الوضع حولي وانه في يهود وانهم سرقوا أرضنا ولازم نقاومهم ، بس ولد صغير زيي أصم لا بسمع ولا بحكي كيف بقدر يقاوم !
قرار ترامب بنقل السفارة قهر الكل وطلعت كل الناس تحتج وتتظاهر ، وأنا عندي رجلين وعندي ايدين زي هالعالم ، صرت أطلع معهم وأحتج زي هالناس لحد ما وصلنا لمسيرات العودة ، صرت كل جمعة أطلع مع هالناس بشكل سلمي ، ما معي الا علم فلسطين ، بتاريخ 1/4/2018 كتبت ورقة “أريد الشهادة وليس الإصابة” ما كنت حاب أنصاب وأنرمي بالبيت وأتحسر بزيادة ع حالتي ، كنت حاب الحياة وحاب أعيش بس إنه أنصاب لأ ففضلت الشهادة ولا أنصاب ، حملنا علام فلسطين وولعنا كوشوك عشان قناصين اليهود ما يشوفونا ويطخوا المحتجين ، بس هالمرة شافوني وطخوني وكانت بدون تنبيه ، الطلقة أجت براسي وغيبت بسرعة حملوني وأسعفوني على المستشفى ، ضليت بغيبوبة على الأجهزة وبتاريخ 23/4/2018 إستشهدت !!
طفل 18 سنة أصم بنطخ، صحفي بخوذة بنطخ ، محتج بشكل سلمي بنطخ ، إعدامات كثير بدم بارد ، وغير الإصابات اللي بتضل للأبد المعاناة منها ، كيان ما بفرق بين كبير وصغير ، بين سليم ومعاق ، بين بشر وحجر ، كنت الشهيد رقم 39 بمسيرات العودة ، إنعدمت بشكل متعمد لإنه جنود الكيان عرفوا إنه الصغار ما رح ينسوا ، وبإعدامهم للصغار بخلصوا من قوافل التحرير وأهلهم بخافوا وبنردعوا ‘ ما بهمهم مشاعر الأهل ، المهم يخلصوا ع كل واحد بحكي وبحتج ، بس ما بعرفوا انه بدل الشهيد بنخلف مليون وإنه شعبنا بحب الموت ، أمي حضنتني وعيطت كثير وأول مرة بحياتي بسمع صوتها وهي بتحكيلي : إرجع يا راس قلبي يما ..
لما بتنام بتحلم فيا ، ولما بتصحى بتشوفني ، وين ما تطلع ع حيطان البيت بتشوف رسماتي وخرابيشي ،
أولاد الجيران ، وصحابي وكل واحد عرفني عيط وبكى علي كثير ، الكل تأثر علي ، رصاصة وحدة كانت براسي قتلتني وقتلت أمي وأخواني وصحابي وجيراني ، الرصاصة بتقتل عيلة كاملة الا أبوي هالرصاصة قوته وزادته قوة ، “تحرير محمود وهبة”
اسمي اللي ربنا عملي منه نصيب ومشيت ع طريق التحرير ، وباذن الله بدال تحرير اللي راح رح ينخلق مليون تحرير .
#الشهيد_ليس_رقمًا،