مرايا – شؤون محلية – مع بداية كل صيف؛ تنتشر على جنبات الشوارع والطرقات في عمان، مئات عرائش البطيخ، وإن تأخرت قليلا هذا العام، فبسبب التغيرات الاخيرة على الطقس، وتحديدا في مناطق زراعة البطيخ كغور الصافي، ما أضر بها ودفع تجارا لانتظار بطيخ منطقة القويرة التي تعتبر أيضا من مراكز زراعة البطيخ.
ويسجل لبطيخ غور الصافي؛ أنه السباق في التواجد داخل العرائش في شهري شباط (فبراير) وآذار (مارس)، لارتفاع درجات الحرارة فيها أكثر من غيرها، ما ينضج بطيخها مبكرا، بالإضافة لأساليب الزراعة الحديثة، التي تساعد بإنضاجه قبل أوانه.
لكن هذا العام؛ هو الأسوأ لمزارعي البطيخ، لتعرضهم لخسائر كبيرة نتيجة تلف المحصول بما تجاوز الـ50 % بسبب موجة البرد الأخيرة، وفق مدير اتحاد المزارعين محمود العوران.
وأشار العوران إلى أن هذا التلف ضاعف من معاناة المزراعين، خصوصا وأنهم كانوا يعولون على المحصول في تعويض خسائرهم من محصول البندورة، اذ تراوح سعر حمولة السيارة الواحدة من 500 – 800 دينار، بينما يتوقع بيعها بعد انتقال الموسم إلى منطقة القويرة التي لحقها خسائر كبيرة نتيجة المنخفض الاخير وغرق معظم الموسم من 900 – 1000 دينار.
ودعا العوران الحكومة لـ”تعويض المزارعين؛ جراء تكبدهم خسائر متلاحقة من موسمي البندورة والبطيخ بسبب التغير المناخي، فضلا عن عدم وجود أسواق تصديرية للمنتوجات الزراعية في مناطق الأغوار الجنوبية”، مشيرا الى ان أغلب مزارعي الأغوار، أصبحوا مطلوبين للتنفيذ القضائي.
علي أبو ابراهيم؛ صاحب معرش بطيخ، في تلاع العلي بعمان، قال ان “أول نزول ثمار البطيخ للأسواق، يكون من منطقة غور الصافي، في شباط (فبراير) وآذار (مارس)، لانه ينضج مبكرا فيها، لكن موجة البرد الاخيرة أدت لـتسطيح ثماره، ما أجبر اصحاب عرائش على الانتظار حتى ينتقل الموسم إلى منطقة القويرة”.
لكن كايد المعايطة المتخصص ببيع البطيخ منذ نحو 10 أعوام، يستدرك قائلا “شخصيا أبدأ بالتعامل مع البطيخ بشرائه من المزارع وبيعه للمواطنين، منذ بداية أيار (مايو)، لأن ثماره تنضج مع بداية هذا الشهر”.
وعن أماكن زراعة وإنتاج البطيخ، قال انه يزرع في مناطق غور الصافي ووادي عربة والديسي والقويرة والمدورة وزيزيا والمفرق، لافتا إلى أن الآبار الجوفية منتشرة هناك، ما يساعد على زراعة البطيخ “الذي يعد الفاكهة الشعبية الاولى، والأشهر خلال الصيف”.
وبحسب بيان لوزارة الزراعة؛ فان المملكة كانت تستهلك العام الماضي بين 700 – 800 طن بطيخ يوميا، أي بمعدل 14 كلغم للمواطن سنوياً، مشيرا الى ان صادرات الاردن من البطيخ والشمام لدول الخليج ولبنان منذ بداية الموسم الحالي، بلغت نحو 2700 طن؛ منها 1000 طن بطيخ، بينما بلغت الصادرات العام الماضي 13 ألف طن.
وبين ان المساحة المزروعة من البطيخ والشمام في غور الصافي تصل الى نحو 6400 دونم مناصفة، وتنتج نحو 38 الف طن.
وحول أسماء البطيخ في الدول العربية؛ بينت المهندسة الزراعية راية شديفات أنها “تختلف من بلد الى آخر، ففي الاردن وفلسطين، يطلقون عليه اسم بطيخ، أما في سورية فيسمونه جبس، وفي العراق رقي، وفي دول الخليج حبحب، اما في المغرب العربي فاسمه الدلاع.. وتطلق عليه بعض الشعوب العربية أسماء اخرى مثل جح، شمزي، دلاح”.
واضافت شديفات؛ ان البطيخ دخل ضمن المنتجات النباتية المفيدة للقلب، وهو يطفئ العطش ويرطب الجلد، وينعش الجسم، ويلين الأمعاء، ويساعد على الهضم.