مرايا – بات السير على طريق البترول، الذي يُعتبر حيويًا ويربط عدة ألوية بمحافظة إربد بعضها ببعض، أشبه بـ”مغامرة محفوفة بمخاطر، قد لا تُحمد عقباها، وخصوصًا أنه شهد خلال الأعوام الماضية حوادث سير راح ضحيتها العشرات ما بين وفاة وإصابة”، وفق مواطنين.
ويؤكد هؤلاء المواطنون أن هذا الطريق “يتضمن عدة تقاطعات خطيرة، فضلًا لافتقاره لإنارة جيدة وجزيرة وسطية، حيث كل ذلك يتسبب بوقوع حوادث سير تُزهق من خلالها أرواح عدة وتخلف إصابات وجروحا مختلفة”، مشددين على ضرورة “وجود كاميرات لمراقبة السرعة على هذا الطريق”.
ويعتبر طريق البترول، الذي يمتد من بلدة الحصن في لواء بني عبيد وحتى تقاطع بلدة دير السعنة وبطول 15 كيلو مترا، حيويًا ومهمًا لأولئك المتجهين من قرى وبلدات غرب إربد باتجاه مدينة إربد والمحافظات الأخرى، لما يوفره من اختصارًا للمسافة وتوفير للوقت، بالإضافة إلى تخفيف الازدحام المروري على مداخل مدينة إربد الغربية والجنوبية.
ويقول رئيس مبادرة “إربد أبهى” محمود الهياجنة إن سلوك طريق البترول “بات مغامرة في ظل ما يشهده من حوادث سير قاتلة”، مشيرًا إلى “أن هذا الطريق حصد في الأعوام الماضية أكثر من 15 شخصًا وعشرات الإصابات، ناهيك عن الأضرار المادية التي لحقت بالمركبات”.
ويضيف أنه “يتفادى المرور بهذا الطريق للوصول إلى منزله في بلدة دير السعنة، الواقعة غرب مدينة إربد، خوفًا من وقوع حادث سير جراء التقاطعات الخطيرة فيه، وافتقاره لإنارة”.
ويتابع الهياجنة، الذي يبلغ من العمر 40 عامًا، “أن الطريق يفتقر لوسائل السلامة العامة، وعدم وجود إشارات تحذيرية وإرشادية، مؤكدًا “أن الطريق غير مفصول بجزيرة وسطية، الأمر الذي يعرّض السائقين للخطر أثناء تجاوزهم عن المركبات ليتفاجأوا بوجود مركبة مقابلة وبالتالي التسبب بحوادث سير”، يذهب ضحيتها أرواح أبرياء وإصابة آخرين.
ويؤكد “أن بعض السائقين يقودون مركباتهم بسرعة جنونية، جراء غياب الرقابة من قبل الجهات المعنية”، مشددًا على ضرورة “وجود كاميرات لمراقبة السرعة، ولوحات إرشادية تبين السرعة المقررة”.
ويوضح الهياجنة “أن سير الشاحنات و”القلابات” المحملة بالردم والحصى والحجارة تتسبب بتهالك البنية التحتية لهذا الطريق”، لافتًا إلى أن الطريق “يتضمن نزولا حادا، باتجاة بلدة دير السعنة، يصعب على سائقي الشاحنات والمركبات الكبيرة السيطرة عليها، ما تسبب العام الماضي وحده بحوادث سير قاتلة راح ضحيتها 10 أشخاص”.
ويضيف “أن عند ذلك النزول الحاد يوجد مدرسة ثانوية، الأمر الذي من شأنه تهديد حياة الطلاب للخطر في حال وقوع حوادث سير”، داعيًا إلى ضرورة “إيجاد حلول جذرية لطريق البترول وإعادة تأهيله بخلطة إسفلتية ساخنة، فضلًا عن ضرورة إنارته بشكل كامل وجيد وفصله بجزيرة وسطية”.
بدوره، يقول المواطن محمد دولات إن هذا الطريق “يحتوي على كثير من التقاطعات والمداخل، حيث قامت وزارة الأشغال العام والإسكان مؤخرًا بتوسعة مدخل بلدة بيت يافا بعد أن شهد خلال الأعوام الماضية العشرات من حوادث السير”.
ويلفت أن طريق البترول يُعتبر منفذًا للعديد من ألوية محافظة إربد كالطيبة والكورة والمزار الشمالي وبني عبيد، إذ يسلكه يوميًا آلاف المركبات، مؤكدًا ما ذهب إليه الهياجنة من “تهالك البنية التحتية للطريق كونه تسير عليه عشرات الشاحنات والمركبات الكبيرة و(القابلات)”.
من جهته، يؤكد عضو مجلس محلي منطقتي هام وناطفة مأمون التميمي “حاجة هذا الطريق، الذي يخدم عشرات الآلاف من المواطنين، إلى توسعة بسعة 20 مترًا، وفصله بجزيرة وسطية، وإنارته بشكل جيد، لأنه أصبح طريقًا رئيسًا تسلكه يوميًا آلاف المركبات”.
ويوضح أن طريق البترول “يربط العديد من الألوية ببعضها البعض، وأصبح بديلًا عن الشارع الرئيس من جهة بلدة كفريوبا، الأمر الذي يتطلب العناية به بشكل أفضل وإعادة تأهيله بخطلة إسفلتية جديدة، لافتًا إلى أن الطريق “يتضمن تعرجات ومعالم مخفية كمدخل بلدة هام التي يجب معالجتها”.
من ناحيته، يعتبر مدير مديرية أشغال إربد المهندس معن الربضي طريق البترول “جيد، ولا يُعاني من أي مشاكل من شأنها التسبب بحوادث سير مميتة، إلا أن عدم التزام السائقين بالسرعات المقررة، وعدم التزام الشاحنات و”القلابات” بالحمولات المقررة يتسبب بحوادث، وكذلك بتهالك البنية التحتية للطريق”.
ويشير إلى أن “أشغال إربد” قامت خلال الأعوام الماضية بـ”تأهيل أجزاء من هذا الطريق، وتوسعة بعض النقاط التي كانت تشكل خطورة على مرتاديه”، لكنه يضيف “أن الحوادث ما تزال موجودة، فيما يكمن الحل بالتزام السائقين بقواعد المرور تجنبًا لوقوع حوادث سير”.
ويؤكد الربضي “أنه تم تزويد الطريق بلوحات إرشادية وأخرى تحذيرية، لكن بعضها تعرض للعبث والتشويه”، قائلًا إن المديرية سـتقوم خلال الفترة المقبلة بإعادة تأهيل أجزاء من الطريق بخلطات إسفلتية ساخنة، ووضع مطبات على التقاطعات الخطرة”.
ويشير إلى “وجود انحدار قوي نهاية طريق البترول باتجاه بلدة دير السعنة، حيث قامت مديرية أشغال إربد بوضع شاخصة لمنع مرور الشاحنات و”القلابات”، خوفًا من تعرضهم للخطر، إلا أن سائقين ما يزالوا يسيرون عليه”.
يذكر أن هذا الطريق يتضمن عدة تقاطعات مثل: هام ودير يوسف وبيت يافا، وجميعها تُعتبر نقاطًا سوداء كونها تقع على منحنيات رأسية.