مرايا – بالتزامن مع اليوم الوطني لحماية الطفل من الإساءة، والذي صادف أمس، أطلق المجلس الوطني لشؤون الأسرة فريق عمل الطفولة المبكرة، بهدف “توحيد الجهود المبذولة والتنسيق بين الجهات العاملة” في هذا المجال.
ويأتي إطلاق الفريق في وقت تظهر به الأرقام تدنيا بالاستثمار بالطفولة المبكرة، فيما يرجح خبراء أن تنعكس الظروف الاقتصادية سلبا على الاستثمار بالطفولة المبكرة، خصوصا ما يتعلق بمجال التعليم المبكر. وكانت أظهرت استراتيجية تنمية الموارد البشرية، ان نسب الأطفال الملتحقين برياض الأطفال الأولى لا تتجاوز 18 % فيما تصل النسبة الى 59 % لرياض الأطفال الثانية.
وقال الأمين العام بالوكالة للمجلس الوطني محمد مقدادي إن تنمية الطفولة المبكرة “واحدة من أكثر الاستثمارات فعالية من حيث التكلفة برأس المال البشري ما يؤدي للتنمية المستدامة”.
وأضاف: “الاستثمار في السنوات الأولى يؤدي إلى نمو أعلى بمعدلات العائد على الأسر والمجتمعات والبلدان. إن حالة الاستثمار لا تتم فقط فيما يتعلق بالعائدات، ولكن أيضا بتكلفة عدم اتخاذ إجراء بهذا الشأن”.
وحذر مقدادي من أن الأزمات والصراعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “قد غيرت ذلك بالفعل وأدت الى تحديات جديدة تواجه برامج تنمية الطفولة المبكرة”، ولفت الى أنه في ظل تزايد الاعباء الاقتصادية على الأسرة الأردنية وعلى الدولة “فقد يؤثر ذلك سلبا على الاستثمار بالطفولة”.
وشدد على ضرورة النظر الى هذه التحديات كفرص جديدة للتحسين حتى لا تتفاقم التحديات. وقال “إن الانتظار سيزيد من تفاقم التحديات ومن ارتفاع تكلفتها بطريقة لا يمكن كبحها”.
واستعرض مقدادي، في كلمته نتائج الدراسات الاخيرة المتعلقة بالتعليم المبكر وتنمية الطفولة، مبينا أن “نسبة التحاق الأطفال بدور الحضانة لا تتجاو 3 %، في حين أن 80 ٪ من إدارات الحضانات المدرسية والحضانات المنشأة بمواقع العمل وتلك التابعة لمؤسسات المجتمع المدني أكدت أنها لا تطبق مناهج محددة، في حين أكد 68 % من المشرفين في الحضانات الخاصة على أنها لا تتطبق مناهج محددة”.
وزاد: “ينبغي على أصحاب القرار العمل على أن تكون مناهج التعليم المبكر أكثر شمولية، بحيث تتضمن مواضيع لها علاقة بالصحة وقضايا أخرى”.
وكانت الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية اظهرت أن 61 % من الأطفال لم يلتحقوا بالروضة الثانية، مقابل 82 % من الاطفال لم يلتحقوا بالروضة الأولى، حيث تتفاوت نسبة الالتحاق بين المناطق المختلفة، حسب مقدادي، والذي اشار ايضا الى ان تقرير أحوال الاسرة الذي اعده المجلس بين ان “16.1 % من العائلات تعزو عدم ارسال اطفالهم لرياض الأطفال للكلفة العالية للالتحاق و8.5 % بسبب عدم وجود رياض أطفال قريبة من المنزل، فيما قال 49.7 % من الأهالي أنهم يفضلون أن تعتني الأم بأطفالها في المنزل”.
كذلك، اظهرت مؤشرات تنمية الطفولة المبكرة أن 73 % من الأطفال، ممن تترواح أعمارهم بين 36 الى 59 شهرا على المسار الصحيح من الناحية النمائية، وقال مقدادي في هذا السياق “إن تدني دخل الأسرة يؤثر سلباً على قدرتها على رعاية أطفالها بصورة إيجابية، وذلك بسبب محدودية الدخل وضيق الوقت المتاح لأطفالهم”.
وشدد على أن إيجاد بيئة ملائمة للأطفال، وتوفير الحماية اللازمة لهم يستوجبان تحقيق “التعاون والتنسيق” بين واضعي السياسات لتوفير قاعدة من المعلومات بمجال تقديم الرعاية للطفولة.
وبين أن “انشاء الفريق جاء لتحقيق هذا التعاون”، مبينا أنه سيعمل على “تحليل الوضع القائم وتحديد أولويات العمل بتحقيق أهداف التنمية المستدامة”.
من جانبها، اعتبرت ممثلة منظمة “بلان” الدولية في الأردن منى عباس، ان المبادرة لإنشاء فريق للطفولة جاءت خلال لقاء إقليمي للاستجابة للازمة السورية والعراقية، وكانت اهم توصياته انشاء قاعدة بيانات للطفولة، تضم جميع الجهات التي تقدم خدمات للطفولة”. وأشارت إلى أن التحدي الذي يعانيه مجال الطفولة هو انه خدماته موزعة على جهات مختلفة، فـ”جاءت الحاجة لجمع الجهود والتنسيق والتعاون للارتقاء بالخدمات المقدمة للطفل”.
وخلال الجلسة قدم المجلس الوطني عرضا حول عمل فريق تنمية الطفولة المبكرة، واشار الى ان الفريق يهدف لتأسيس قاعدة بيانات ومعلومات شاملة للطفولة المبكرة وإبراز دور الريادة الوطنية بقطاع الطفولة، والتشبيك بين جميع الأطراف لضمان توحيد الجهود.
اما مهام الفريق فتشمل مناقشة التحديات وفرص التحسين لتقديم افضل الخدمات، والعمل على مستوى السياسات والتشريعات، والعمل على تأمين التمويل اللازم للمشاريع، وتقديم مقترحات لعمل الدراسات المسحية والمقارنة للارتقاء بالخدمات المقدمة في مجال الطفولة المبكرة.
كما تشمل المهام تعاون أعضاء فريق عمل الطفولة المبكرة فنيا وتقنيا، بغرض انجاز البرامج والمشروعات ذات الاهتمام المشترك لمصلحة الطفل الفضلى في ظل الأسرة وإقامة ندوات ولقاءات علمية واقتراح وتنظيم دورات تدريبية لرفع كفاءة الكوادر العاملة بقطاع الطفولة المبكرة.