مرايا – محمد فخري – قبل ما يصير عمري 15 سنة مات أبوي وبعد موته إنفلتت بالشارع ، صرت أشارك بالمظاهرات وأنا أنضمها لحد ما الكيان إعتقلني وسجنوني سنتين لإني قاصر بتهمة التخطيط للمظاهرات ، السجن بدعكك وبقويك ، إطلعت ولجأت للعمل المسلح ، الحجار ما بتجاوب صرت أصفي عملاء وكان عمري 17 سنة وأول ثانوي بالمدرسة ، الكيان رجع إعتقلني وعرف إنه رح أضرهم كثير إذا بضل برا ، وكان مبدأهم يموت 100 جندي ولا يموت عميل بغزة ، لهيك قعدت 12 سنة بالسجن وذقت عذاب وإشي ما بنوصف لحد ما الجبهة الشعبية – القيادة العامة عملت صفقة تبادل أسرى وطلعت بهذا التبادل وكان هالحكي سنة 1985 كان عمري نواحي 30 ،والشرط إنهم أبعدوني لسويسرا ، يعني فوق العذاب بالسجن وعذاب الطفولة كمان عذاب غربة ، رحت من سويسرا على ليبيا وبعدها للأردن وتزوجت وخلفت بنتين ، وبلشت من بعيد ، شكلت مجموعات مسلحة بالضفة وبالقطاع ودعمتهم بمال وسلاح وبلشوا يمارسوا أعمالهم ، ونظمت عمليات عسكرية ضد أهداف صهيونية وعملت تنسيق عسكري لأول مرة بين فتح وحركة الجهاد الإسلامي واطلقت مجموعة “سرايا الجهاد” المجموعة نفذت أول عملية سنة 86 ضد جنود لواء جولاني وكانت ضخمة وصل عدد الإصابات فيها 77 جندي ، وبنفس السنة إستلمت مجموعة فدائيين وجهزتهم وهربتهم من الأردن عن طريق نهر الأردن للخليل ونفذوا عملية “الدوبيا” وفطس فيها 6 مستوطنين ، وإعتقلوا الفدائين ومن كثر ما كان للعملية صدى واسئلة كثير وبين قديش هالكيان هش للإختراق وزير الدفاع دخل على الفدائيين بسجن نفحة الصحراوي يشوف مين اللي عملوا هيك ويشوف هالنموذج الفلسطيني ، كل هذا أنا وراه وأنا بالأردن ما حد بعرف، الكيان عرف مين وراء كل هالمجازر والأردن تعرضت لضغوطات صهيونية أمريكية وسجنوني 6 شهور وبس طلعت فرضوا علي إقامة جبرية ، بحيث إنه أروح بشكل يومي على أحد مراكز الأمن أثبت وجودي ، وكان هالإشي تقييد والإقامة الجبرية بالأردن موجودة للصوص وتجار المخدرات والناس السيئة عشان يتقيدوا مش لواحد بحارب بمحتل، هالإشي ما قدرت أتحمله شردت من الأردن على العراق بشاحنة قمح ولولا لطف الله وإلا كان متت وإنخنقت ، أبو عمار أجى ع العراق ورحت معه على تونس ، ومن تونس ع ليبيا دربت 5 شباب أجو من غزة والضفة على السلاح وحطيت خطت الهم كيف نزلزل الكيان ، دخلتهم ع غزة من مصر تهريب وبطريقتي أنا ، ولما حاولت ألحقهم مسكتني الحكومة المصرية وحبسوني 6 شهور وبعد ضغط على الحكومة المصرية طلعت بشرط الترحيل لتونس ، هاي الفترة كان أهون علي لو أضل محبوس بمصر لإنه كنت قريب كثير من انه أدخل غزة وبآخر لحظة إنمسكت فهذا الاشي أثر ع نفسيتي ، بعد أوسلو العار أدرج اسمي انه أرجع لفلسطين ضمن تشكيلة السلطة الفلسطينة الجديدة وأخذت تصريح وعلى الحدود تفاجئت بالرفض ، وتم إبعادي !
ما كان في حل والدول العربية هذا بطردني وهذا بطردني ، وكل ما فيي ببعد جفرافيا عن فلسطين ، فكرت بأكثر من طريقة لحد ما لقيت بند باتفاقية اوسلو إنه ممنوع تفتيش موكب ياسر عرفات ، 13/7/1994 بموكب ياسر عرفات تهربت ودخلت فلسطين بدون ما حد يعرف، بس 3 أيام العملاء عرفوا اني بفلسطين ، الكيان هدد باغلاق المعبر ومنع ياسر عرفات من التحرك وضغطوني وطلعت أنا وعضو الكنيست أحمد الطيبي لمصر ، أول ما وصلت مصر رجعوا حبسوني أسبوعين وبعدها ترحيل لتونس !
شردت من تونس ع الأردن لعل وعسى أقدر ألقى طريقة أدخل فلسطين ، اوصلت الأردن إعتقلوني !
مش عارف شو عامل للأردن ومصر شو هالجريمة هذا بعتقل وهذا بعتقل !
الأردن حبسوني وبعد 3 شهور بلغوني إنه تونس رفضت تستقبلك ورح تترحل للجزائر !
وهيك الكيان وتونس ومصر والأردن كلهم رفضوني ليش لإنه ببساطة إذا بدخل بفلسطين رح أحررها .
ما فقدت الأمل دخلت مصر بجواز سفر مزور بس كشفوني ورجعوا حبسوني ورجعوا رحلوني !
والحل !
بدي أدخل فلسطين غصب عن الطبيعة !
ياسر عرفات منحني عضوية بالمجلس الوطني ودخلت فلسطين خاوة عن كل واحد رفض ، وإستلمت مدير المباحث للشرطة الفلسطينية وبعدها للمخدرات وبلشت شغلي ، المخدرات كانت بدها تغرق فلسطين والكيان كان ينشرها بشكل رهيب بلشت أحاسب المذنبين بغض النظر عن منصبه ومكانته وكان الفساد متغلغل بالسلطة استقلت من منصبي وإستلمت جهاز عسكري وأسست نواة
“كتائب شهداء الأقصى” وبلشت رحلتي اللي بحلم فيها من حد ما مات أبوي ع طريقتي ، أول عملية كان ضد دورية صهيونية وراح فيها قتلى 2 ، زرعت عبوات ناسفة على طرق المستوطنات ، وقتلت 4 مستوطنين من مستوطنة نتساريم ، والسلطة حكت ” منفذين هالعملية مخربين” ووصفونا بإنه إحنا المخربين وكأنه بنوقع إتفاقيات وبنبيع علني ، عارضة قرارت السلطة وعاديت الكل وشفت كل واحد كان ضد إنه كيان لاززم أحاربه، السلطة طلبتني بإجتماع وبس إلتقيت فيهم إعتقلوني وكانت هاي الطعنة ، إنه الكل متآمر علي شو الجريمة غير إني بحب فلسطين ، والكل بساعد بالكيان بشكل علني ، إنقصفت غزة وإطلعت من السجن ونسقت مع كتائب شهداء الأقصى وشوية أصدقاء شرفاء من فتح وشكلنا “شهداء الأقصى” ونضمت خلايا مسلحة وورجيت الكيان إشي ما شافه بتاريخه ، عاشوا برعب وصرت المطلوب رقم 1 للكيان لحد ما رجعت السلطة إعتقلتني وبعد فترة قصيرة طلعوني وكان قرار مفاجئ إنهم طلعوني ، عرفت إنه تسليم للكيان بالعقل وحسيت إنه بأي لحظة رح يغتالني الكيان وما في ولا حد حاميني ، كنت كل ما أشوف ولد بفلسطين أحكيله: “أكبر بسرعة مشان تحمل سلاح لإنه هالكيان ما بعرف إلا لغة السلاح” الساعة 8:15 كانت أخر مرة بشوف فيها مرتي وولادي ما بتذكر التاريخ بس بتذكر إنه حكيت لبنتي : بوعدك يابا إنه أول إستشهادية بغزة رح تموني إنتي ، وطلعت من البيت ، ركبت بسيارتي اللي أصلا ما كانت إللي ، كنت معطيها لزلمة ع باب الله يشتغل عليها ويترزق منها ، المهم كان التاريخ 4/7/2002 وأنا ماشي بالسيارة سمعت صوت تفجير وشفت نار ودخنت حولي واللي صار إنه إستشهدت ؛ كان مزوع عبوة ناسفة تحت المقعد بسيارتي والسيارة مفخخة وقدروا يغتالوني ، ثاني يوم عرف كل العالم إنه “جهاد إسماعيل العمارين” تم إغتياله .
ما قدرت أحارب كيان ولا الدول العربية العبرية ولا تنسيق ولا سلطة ، وما لقيت واحد يقف جنبي ، كنت اتكئ ع الوطن والوطن يتكئ علي لا وطن سندني ولا أنا سندت وطن ، أصلا أنا وطن وعبارة عن فلسطين مصغرة ، ما حد حضني من صغري ، الأردن مصر وتونس ، وحتى السلطة سلمتني !
كانلي من إسمي نصيب وكنت مجاهد ، ركضت وراء الوطن وتعبت من الركض وما لقيت حد يكمل ركض عني .
#الشهيد_ليس_رقمًا،