مرايا – شاب تداول خبر إصابة أحد أفراد قوات الدرك مساء الأربعاء عدم الدقة والتهويل والتباين في تفاصيل وقوع الحادث الذي تسبب بغياب الوضوح، ولعل وسائل التواصل الاجتماعي التي كانت أكثر نشاطا في نقل وتداول أخبار الاحتجاجات شكلت البيئة الخصبة للتجاوزات مثل غياب الدقة والتسرع في الأحكام الى جانب نشر بعض الصور المخالفة مهنيا وأخلاقيا.
وكان من أبرز التفاصيل التي شابها عدم الدقة حالة رجل الدرك موفق محمد جميل الشوابكة ففي الوقت الذي أشارت كثير من عناوين لأخبار الى أن حالة الدركي المصاب سيئة ومنها ” حالة الدركي المطعون سيئة .. وإصابات أخرى بصفوف الدرك على الدوار الرابع ، طعن دركي على الدوار الرابع وحالته سيئة، عمّان.. طعن دركي من قبل احد المتظاهرين على “الرابع”.. وحالته سيئة ،بيان من الأمن العام ، طعن دركي بأداة حادة قرب الدوار الرابع بالعاصمة وحالته سيئة ،جاءت أخبار أخرى لتشير الى غير ذلك ومنها “مصدر أمني : اصابة دركي بجروح من قبل شخص قرب الدوار الرابع، والعريف موفق الشوابكة بحالة جيدة.
وحول توصيف الإصابات وخطورتها، قال الدكتور هاني جهشان مستشار الطب الشرعي الخبير الدولي في مواجهة العنف لدى مؤسسات الأمم المتحدة لمرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) ان الإصابة القاتلة “هي التي تصيب الأعضاء الحيوية المركزية كالجهاز العصبي المركزي أو القلب أو الرئتين ويرجح بسببها حدوث الموت بالرغم من المعالجة الطبية المتخصصة وتكون النجاة في هذه الحالة استثناء”.
وأشار الى أنه استنادا الى التعريف العلمي للإصابة الخطيرة، والجسيمة والبسيطة، فيمكن تصنيف إصابة رجل الدرك بأنها “بسيطة”، مؤكدا أن “الأصل في أي تقرير طبي المصداقية وخلاف ذلك هو مخالف لآداب المهنة الطبية ويعتبر جريمة اصدار مصدقة كاذبة تستجوب الملاحقة، ومن يشكك باي تقرير طبي عليه الإثبات وتقديم شكوى”.
أما الخلل الأخر والتباين الذي حصل في تغطية هذه الحادثة، فهو مرتبط بوقائع الحادثة فهل قام المواطن عدنان المرايات بطعن رجل الدرك، أم أن الإصابة حدثت خلال محاولة رجال الأمن تجريد المواطن المرايات من هذه الأداة الحادة “الشبرية”، وهنا أيضا حصل خلل في التفاصيل.
فقد نشر على بعض المواقع “اقدام احد المشاركين بالفعالية وأثناء التدافع بالإعتداء على أحد أفراد القوة الأمنية من مرتبات قوات الدرك بواسطة أداة حادة (شبرية) وإصابته إصابة بالغة، فيما قالت مواقع أخرى “ان الشخص الذي ضبطت معه الشبرية كان يتحدث أثناء سيرة مع من حوله يشكو من وجود الشبرية حول خاصرته وأن أفراد من الأجهزة الامنية سمعوه فحاولوا تفتيشه وأثناء ذلك اصيب الدركي بجرح في يده”.
جزئية أخرى ارتبطت بعدم دقة الصور ، بعد واقعة إصابة رجل الدرك فقد حصل تدافع بين المحتجين ورجال الدرك والأمن، ووقعت بعض الإصابات بين رجال الدرك، وتم نقلهم الى المستشفى، الا أن بعض وسائل الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي نشرت صور المصابين الأخرين على أنها صورة رجل الدرك الذي تعرض للاصابة بسبب الاداة الحادة .
كما شاب التغطية خلل بنشر الصور، والسؤال هل نشر صور المتهم بالاعتداء ومصابي الدرك والامن يخدم المصلحة العامة، حيث كان مرصد “أكيد” قد نشر “ارشادات حول نشر صور المجرمين والضحايا في وسائل الاعلام” ومنها ضرورة التفريق قانونا بين المشتبه به (الشخص الذي تم القاء القبض عليه)، والمتهم (الشخص الماثل أمام المحكمة) والمدان (الشخص الصادر بحقه من المحكمة حكما قطعيا بالإدانة)، فالمتهم برئ حتى تثبت إداناته، وبالتالي لا يجوز نشر أسماء أو صور المشتبه بهم أو المتهمين بالجرائم والقضايا حتى صدور حكم قطعي، مع النظر في القيمة الاجتماعية التي سيحققها النشر حتى في ظل صدور حكم قطعي بالإدانة.
كمات يجب عدم اعتبار أسماء وصور المشتبه بهم الصادرة عن الأجهزة الأمنية، مبررا لنشر هذه الأسماء والصور، واخضاعها لمعيار القيمة الاجتماعية قبل الإخبارية، وعدم نشر الاسم الرباعي للمشتبه به أو المتهم او المدان، واخضاعه لمعيار القيمة الاجتماعية قبل الاخبارية.
ومن التجاوزات التي وقعت من بعض مستخدمي مواقع التواصل محاولة اثارة المتابعين بإطلاق أحكام وأوصاف على المحتجين من خلال توظيف هذه الحادثة، عبر مواقف بنيت على معلومات غير دقيقة.
كما نشر صور لأشخاص أخرين غير “المرايات” على أنهم أطراف في حادث إصابة رجل الدرك، دون التحقق من المعلومات وتداول معلومات غير دقيقة، وصور قديمة على أنها من واقعة مساء الأربعاء.
ويرى (أكيد) ضرورة تحري الجهات المعنية الدقة والتأكد من صحة ما يُنشر ، كما أنه لا يجوز لأي جهة الإخلال بالمصداقية في نشر أخبارها، والمساهمة في تضليل المتلقي، وأنه من الضروري تحري الدقة في نشر الأخبار التي تستحوذ على اهتمام الجمهور.
وخلال متابعة “أكيد”، يتضح أن العديد من المواقع الإخبارية، وبعضها يعتبر مصدرا موثوقا بالنسبة للجمهور نشرت أو أعادت نشر خبر افتقد الى المصداقية والدقة دون محاولة التدقيق على المعلومة بسبب التسرع ومحاولة الحصول على ما يوصف بالسبق الصحافي.
(أكيد)