مرايا – – يشتكي سكان في مدينة مادبا من تحول بعض الشوارع بالأحياء السكنية داخل المدينة إلى مواقف لمبيت الشاحنات، التي أصبحت مصدر قلق وإزعاج لعدد كبير من السكان، وخاصة الصهاريج المحملة بالمواد المشتعلة التي تقف أمام منازلهم وبالقرب من أماكن لهو الأطفال.
وتتوزع هذه الشاحنات التي تكثر في فترات المساء والليل في مناطق الحي الشرقي والتيّم ومخيم مادبا وطريق نتل وجلول ومنطقة المسلخ، رغم وجود موقف رسمي خصصته بلدية مادبا، منذ أكثر من عامين تستوعب نحو 400 شاحنة على مساحة 10 دونمات، إلا أن هنالك العديد من سائقي هذه الشاحنات يلجأون للمبيت بجانب منازلهم، بحسب ساكني المناطق.
وأرجع سكان هذه الظاهرة إلى عدم تفعيل القانون، الذي يحظر وقوف الشاحنات والجرارات والمقطورات في غير الأماكن المصرّح الوقوف فيها.
وطالبوا الجهات المعنية بوضع حلول جذرية لوقوف الشاحنات وسط الأحياء السكنية، وتفعيل القرار الذي يمنع مبيت الشاحنات وسط الأحياء السكنية، أسوة بقرار منع دخول الشاحنات إلى مدينة مادبا خلال أوقات الذروة.
وتصطف أغلب الشاحنات في الشوارع الرئيسية وبالقرب من المنازل، على الرغم من وجود لافتات تطالب سائقي الشاحنات بمنع وقوفهم، إلا أن أغلب السائقين لا يلتفتون لهذه اللوحات.
وطالب المواطن نهار زهير الجهات المعنية بمنع مبيت الشاحنات وسط الأحياء السكنية وبالقرب من الشوارع الرئيسية، داعياً إلى اتخاذ حلول عاجلة لمنعها من الوقوف قرب الأحياء السكنية، بدلاً من المعاناة اليومية مع هذه الشاحنات.
وأشار المواطن صلاح عبد المجيد، إلى أن وقوف الشاحنات بالقرب المنازل يتسبب بازعاج السكان بسبب الأصوات المرتفعة، التي تصدر منها، فضلاً عن التلوث البيئي الذي يتعرضون له بسبب الأدخنة الكثيفة التي تخرج منها.
وطالب المواطن عبدالله رشيد بالتزام أصحاب الشاحنات بالموقف الذي خصصته البلدية لهذه الغاية، مشيراً إلى أن وقوف الشاحنات بين الأحياء شكلت ضررًا بالغا على السكان.
وقال إنه رغم وجود قرار بمنع مواقف الشاحنات وسط الأحياء السكنية لم يتم حلها، ما يدل على أن العديد من سائقي الشاحنات، ما زالوا يبيتون شاحناتهم في هذه المناطق.
وأكد المواطن منصور محمد، أن استهتار السائقين الذين يتخذون من الشوارع الرئيسية والمناطق السكنية مواقف لهم يتسبَّب في تدمير البنية التحتية التي كلفت الدولة ملايين الدنانير، كما تسببوا في تدمير الطبقة الإسفلتية.
وأكد المواطن محمد سلامة بضرورة تشديد الرقابة ليلاً على هذه الشاحنات، والقيام بجولات مستمرة لضبط كل شاحنة تقف أمام المنازل وبين الأحياء السكنية وعدم ترك هذا الأمر للصدفة فقط.
وبين سائقو شاحنات أنهم يضطرون لإيقاف شاحناتهم أمام منازلهم في الفترة المسائية بسبب بعد الموقف عن المدينة، وعدم وجود وسيلة مواصلات تقلهم إلى منازلهم، مطالبين “الجهات المتخصصة بالعمل على إيجاد موقف بديل يكون قريباً من المدينة”.
ويقول سائق شاحنة، طلب عدم ذكر اسمه إنه يضطر لإيقاف شاحنته أمام منزله كونه يأتي ليلاً، ولا توجد هناك وسيلة مواصلات تقله من موقف مبيت الشاحنات إلى منزله.
واعتبر رئيس بلدية مادبا الكبرى المهندس احمد سلامة الأزايدة، مبررات السائقين الذين لا يلتزمون بمبيت شاحناتهم بعدم وجود وسائل مواصلات أنها غير واقعية، مشيرا إلى أن المواصلات متوفرة فيها على مدار الساعة، وأن بإمكان السائق الاتصال هاتفيا لطلب وسيلة نقل.
وأشار إلى أن الموقف الذي تبلغ مساحته 10 دونمات، تم تأجيره لمتعهد يدير شؤونه مقابل مبلغ 12-15 دينارا عن كل شاحنة سنويا، مؤكداً ان الموقف بلغت تكاليفه 300 ألف دينار وهو مجهز بكافة وسائل الراحة والأمان.
وأكد مصدر من مديرية شرطة محافظة مادبا أن رجال الشرطة والسير يقومون بجولات تفتيشية على المواقع التي تتواجد فيها الشاحنات، وبخاصة في الفترة المسائية، مشيرا إلى أن رجال السير يقومون بتحرير مخالفات بحق المخالفين تصل إلى 66 دينارا عن كل مخالفة.