مرايا – قالت وزيرة السياحة والآثار، لينا عناب، إن الوزارة تتطلع لمضاعفة عائدات المملكة من الدخل السياحي، إلى 6 مليارات دولار، خلال العام 2022، بدلا من 2ر3 مليار

وأكدت عناب دعم الحكومة المستمر لقطاع السياحة من اجل تمكينه بتجاوز الآثار السلبية التي فرضتها الاوضاع الاقليمية على هذا القطاع.

وبينت عناب، أن عملية بناء الدولة الحديثة يتطلب من الجميع، استغلال نقاط القوة لدينا والسياحة أهمها، مشيرة إلى أن القطاع السياحي الأردني يمر بحالة انتعاش خلال الفترة الحالية.

وأكدت عناب خلال محاضرة في منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، مساء أمس الاثنين، بعنوان ” صناعة السياحة في إقليم عاصف”، أدارتها الرئيسة التنفيذية لمؤسسة “شومان”، فالنتينا قسيسية، أن المملكة حققت زيادة في الدخل السياحي العام الماضي 2017 بلغت 13%، مقارنة بالعام 2016 ونسبته 9 %، 

وقالت عناب، “إن أكثر من 130 وسيلة إعلامية عالمية اختارت الأردن كأفضل وجهة سياحية لعام 2018، مشيرة إلى أن هذا الاختيار يعطينا دفعة لتطوير مرافقنا وخدماتنا السياحية”.

وأضافت عناب إن الربع الأول من العام 2018 شهد زيادة في عدد الزوار بلغت 15%، فيما بلغت الزيادة في الدخل السياحي للربع الأول من هذا العام 14%.

ورفضت ما يشاع لمصطلحي التحديات والعوائق عند الحديث عن القطاع السياحي، معتبرة أنه آن الأوان لتحويل التحديات إلى فرص حقيقية تنهض بالقطاع السياحي وتسهم بتطويره وبالتالي استقطاب المزيد من السيّاح الذين يمثّلون مختلف أقطار العالم.

وأوضحت أن أكثر شعوب العالم إنفاقا على السياحة، وفق آخر المؤشرات العالمية، هم الصينيون ويليهم الأميركان والألمان، ما يحتم علينا التوجه نحو استقطاب السياح من هذه الدول من خلال تهيئة الظروف والخدمات المناسبة.

وقالت عناب، إن معدل الزوّار في قطاع السياحة العالمي بلغ 2ر1 مليار سائح، فيما بلغ حجم الدخل السياحي العالمي 5ر1 ترليون دولار، ليتضاعف أكثر من ثلاث مرات عما كان عليه في منتصف تسعينيات القرن الماضي.

وبحسب المحاضرة، فإن عدد الرحلات الدولية التي يقوم بها الشباب سنويا، من المتوقع ان تصل في العام 2020، إلى ٣٢٠ مليون رحلة؛ ما اعتبرته -عناب- زيادة مذهلة بنسبة ٤٧٪ عن رحلات العام ٢٠١٣ التي بلغت نحو ٢١٧ مليون رحلة. 

وبينت في هذا السياق، أن جيل الالفية يتحول إلى سوق له تأثير بشكل متزايد في عالم السياحة والسفر، لكنها ترى أن 

وعن أنماط السياحة الواعدة في الأردن، بينت عناب انها تشتمل على “السياحة العلاجية، سياحة المغامرات، السياحة الدينية، سياحة المؤتمرات”. 

فيما قالت عناب، إن “قطاع الغرف والشقق الفندقية ذات الملكية الفردية الخاصة ازدهر، خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة ٣٥٪ لتصل مشاركته في سوق السكن الخارجي العالمي ٤٠٪”.  

وحول الخطط الموضوعة للعام الحالي، قالت عناب “إن الوزارة بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة والقطاع الخاص، لديها خطط استراتيجية جديدة لترويج وجذب السياح إلى المملكة خلال العام الحالي”.

وأوضحت عناب، أن الخطط الترويجية التي ستنتهجها الوزارة والهيئة ستكون مختلفة عما تم العمل به خلال العام الماضي؛ حيث سيكون هنالك استهداف لأسواق جديدة والتركيز على الأسواق التي استهدفتها الوزارة من قبل خلال الخطة الترويجية والتسويقية العام الماضي.

وعن اتجاهات السياحة العالمية، كشفت عناب أن نحو 95 % من المسافرين اليوم يستخدمون التكنولوجيا النقالة والرقمية أثناء رحلاتهم، بينما يستخدم المسافر العادي 19 تطبيقا موقعا الكترونيا خلال الرحلة الواحدة، وقد يستخدم الأدوات الرقمية لمشاركة تجربته خلال رحلته. 

واختتمت عناب، حديثها بأهمية تطوير القطاع وجذب السياح إلى المملكة، بالإضافة إلى تشجيع السياحة الداخلية.

من جهتها، قالت قسيسية في كلمة لها ” لعل التحدي، وربما الدافع الذي دعانا إلى إقامة هذه المحاضرة، يكمن في العنوان، فلو أن الأمر يقتصر على صناعة السياحة لكانت مهمة ضيفتنا أسهل، ولكان المجال مفتوحاً لكثير من الاجتهادات والإسهابات، أما عندما يتصل موضوع صناعة السياحة بالإقليم العاصف المحيط بنا، فإن المهمة بلا شك تكون أصعب”.

واضافت ان ” الوزيرة تسمعنا من خلال قنوات التواصل الاجتماعي أن نسبة النمو في عدد الزوار الأجانب للأردن في تزايد، وحسب تقرير المنظمة العالمية للسياحة فإن هذه النسبة ضعف نسبة النمو الاجمالية للشرق الاوسط ككل”.

واشارت قسيسية، نقلاً عن حديث سابق للوزيرة عناب، إلى أن الدخل المتأتي من السياحة قد ارتفع هذا العام بحوالي 10% مقارنة بالعام الماضي (لنفس الفترة).

وتساءلت قسيسية عن مدى تفاعل وزارة السياحة والجهات المعنية للمحافظة على انسياب السياحة في بلادنا رغم وجودنا وسط إقليم عاصف؛ خاصة وأن السياحة في بلادنا هي ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الوطني وبنيانه.

يشار إلى أن الوزيرة عناب، خريجة جامعة “جورجتاون” في الولايات المتحدة. وهي المدير العام لشركة زارة للاستثمار القابضة منذ العام 2008. شغلت منصب وزير السياحة والآثار في حكومة هاني الملقي الثانية منذ حزيران (يونيو) 2016. كما احتفظت بحقيبتها الوزارية في حكومة الدكتور عمر الرزاز التي تمّ تكليفها في شهر حزيران (يونيو) 2018. اختيرت عضو مجلس إدارة المركز الأمريكي لأبحاث الشرق، لكنها استقالت من هذا المنصب بعد تعيينها في الحكومة.