مرايا – محمد فخري – بتاريخ 2/8/2014 كانت رفح عبارة عن بركان هايج ، قصف عشوائي من الصهاينة وإختراق للهدنة ، وإنفجارات ودخان ونار ودم بكل مكان والصهاينة كانوا يتفننوا بالقصف ويختاروا هدفهم بدقة ، كل شوي الصوت بقرب من بيتنا وإحنا خفنا كثير وقررنا نروح على دار عمتي سعدية نقعد عندهم ساعة ساعتين ، يوم لحد ما يخف هالقصف لإنه منطقتهم أمان ، بالفعل رحنا هناك وقعدنا وكان عندها أحفادها وأولادها وإلتمينا كلنا وحكينا وإتطمنا ع بعض وكان في أصوات إنفجارات وقصف بس كانت بعيدة شوي وحسينا إنه إحنا بأمان شوي ، الساعة 3:00 العصر حطوا الغداء وبلشنا بدنا نتغدى وبعد 5 دقايق ؛ يعني الساعة 3:05 بالزبط ما شفنا إلا إشي بدخل علينا من سقف الغرفة بنص الأكل بطير الصحون والأكل وحتى طير أجسامنا ، صار في دخنة كثير وبعد شوي الجيران سمعوا صوت صراخ من عنا وطلعوا دورا ع الصوت لحد ما بين إنه هالصوت من عند دار عمتي ، البيت كان من برا زي ما هو وفش أثار قصف ولا حتى مبين إنه في اشي دخلوا الجيران علينا يشوفوا لشو الصراخ وكانت الصدمة !
كل الحجر والبشر مخلوطين مع بعض ، جثتي أنا وأخوي كانن ع الباب ، في جثة مقطوعة نصين وجثة مقطعة قطع وما بين مين هذا ومين هذا ، عمتي سعدية كانت مقطعة ومرمية أشلاء وحفيدها رزق إسماعيل عمره سنة ما كان مبين منه إلا راسه وباقي الجثة مختفية ويمكن ذايبة ، 4 جثث مخلوطة مع التراب ومع وجبة الغداء ، غير الإصابات مرنية بكل مكان أولاد صغار وبنات ، في ناس أجت تسعفنا من رعب المنظر غيبوا وأغمى عليهم وصاروا همه بدهم إسعاف ، ما في حد نجى من عيلتنا وكان بالبيت إلا وغيب من المنظر ، اللي صار إنه صاروخ دخل من سقف الطابق الثاني ودخل من سقف الطابق الأول وإنفجر بنصنا ، خلط الدم والأكل والحجار مع بعض ، صاحبة البيت عمتي سعدية رزق أبو طه وحفيدها رزق إسماعيل أبو طه ، وإحنا أولاد أخوها اللي شردنا من الموت للموت يوسف ومحمد محمود أبو طه كنا الضحايا ، الناس صرخت وسبت ع اليهود وطلبت سلاح لترد وفار دمها والأخبار حكت عنا
– العائلة رقم 30 التي يتم قصفها !
– 4 شهداء من عائلة أبو طه !
– إرتفاع حصيلة الشهداء إلى …..!
يوم يومين وكل العالم نسي عيلة أبو طه ، قبل 4 سنين ويوم الدنيا كلها حكت في 1.2.3.4شهداء ، واليوم هالدنيا نسيوا هالشهداء ونسيوا هالأرقام ..
#الشهيد_ليس_رقمًا،
#محمد_فخري_التلاوي