مرايا – محمد فخري – منظر الدم والشهداء والقتل كان منظر مؤلم ومحزن كثير مش بس إلي لكل العالم ، الشهيد بروح يوم يومين بنسوه وبضلش اشي وراه وبتبلش العالم تألف حكي عليه وتزيد وتنقص بوصيته ع كيفها ، حطيت حالي محل شهيد ومحل أهله وكتب وصية ونشرتها :
– اوصي الفصائل بعدم تبني استشهادي فموتي كان للوطن وليس لكم.
– لا اريد بوسترات ولا بلايز فلن يكون ذكراي في بوستر معلق على الجدران فقط.
– اوصيكم بأمي لا ترهقوها باسئلتكم الهدف منها استعطاف مشاعر المشاهدين وليس أكثر.
– لا تزرعوا الحقد في قلب ابني, اتركوه يكتشف وطنه ويموت من أجل وطنه وليس من أجل الإنتقام لموتي.
– إن ارادوا هدم بيتي فليهدموه, فالحجر لن يكون اغلى من روح خلقها ربي.
– لا تحزنوا على استشهادي احزنوا على ما سيجري لكم من بعدي.
– لا تبحثوا على ما كتبته قبل استشهادي, ابحثوا عن ما وراء استشهادي.
– لا تهتفوا بمسيرة جنازتي وتتدافعوا, بل كونوا على وضوء اثناء صلاة الجنازة وليس اكثر.
– لا تجعلوا مني رقم من الأرقام, تعدوه اليوم وتنسوه غداً.
– اراكم في الجنة .
وكنت حاب إنه هيك وصايا الشهداء تكون ، أنا كنت حامل كاميرا وأصور وأوثق عليها كل الإعتداءات والمقابلات مع الشهداء قبل إستشهادهم ومع أهلهم بعد الإستشهاد ، حتى إنه عملت سلسلة قراءة وجمعت 7000 قارئ حولين أسوار القدس ودخلت موسوعة جينيس كأكبر سلسلة قراءة ، كنت مآمن بمقاومة الإشتباك المثقف ؛ إنه أهم إشي الفكرة يعني إذا راح الجسم تضل هالفكرة وراه ، عملت صفحة إسمها ‘شبكة المكبر الإخبارية’ وصرت أنشر عليها كل الأخبار والمقابلات لإنه كل ما أشوف واحد يسألني شو الأخبار ف الصفحة صارت مصدر موثوق ، بالنهار مقضيها تطوعات ومبادرات وبالليل بمسك طبل وبسحر هالناس وبضل على أمل أدرس صحافة ، صحابي كانو نفس الإشي ع الأغلب إشي جامعة وإشي متطوعين والإشي المشترك إنه لازم “نقاوم” هالإحتلال” وكل واحد بطريقته ، إللي صاحب إسمه بلال مولود بالقدس ومعه هوية زرقا ، ومبلي حب بالقدس وبالمسجد الأقصى لدرجة إنه وهو صغير اذا ضاع بلاقوه عند أبواب المسجد ، صاحبي هذا بدرس شريعة وهو عصبي وعنيد ، كل يوم برمضان بطلع من البيت بعد الإفطار وبرجع مسموم بدنه بسب ع اليهود وبورجي أمه فيديوهات لأحمد مناصرة كيل انطخ ولإقتحام الأقصى وللإعتداء ع المرابطات وحرق الدوابشة ، وبكون متذايق ومخنوق من هالحالة ونفسه يعمل اشي ، إتفقت أنا وإياه وجمعنا أفكارنا ورتبناها لتاريخ 13/10/2015 نعمل إشي ، بلال حكالي سكينة ومسدس ما بكفي بدنا سكينتين وأنا حكيتله لأ بكفي توكل ع الله ويا ريت رديت عليه وجبت سكينتين ، اشترينا مسدس حقه 20 الف شيكل وسكينه بتقص الحديد وجهزناهن ، أنا وصلت مرحلة مش قادر أحارب بالثقافة وإكتفيت ولازم أشوف دم صهيوني ع ايدي وأرجع لأساس المقاومة ، وصاحبي بلال مشحون أكثر مني ونفسه يطول قلب يهودي بايده ، آخر مقابلة عملتها أنا مع أهل الشهيد مصطفى الخطيب حكيت بنهايتها
“اليوم مصطفى ونحن غدا” و أجى الموعد المقرر 13/10/2015 ، بلال صحى ع صلاة الفجر صلى وباس راس أمه ورجع نام وأنا رنيت عليه الساعة 7 كأول خطوة وأمه صحيت ع التلفون وسألته مين اللي برن عليك من الصبح ؟ جاوبها النمرة غلط ، ولبس وطلع ورجعت أمه سألته وين !
حكالها بدي أروح أنظف محل الكوكتيل اللي بشتغل فيه إمبارح ما نظفته ، طلع ورد رجع للبيت لبس أواعيه ولبس القميص الأبيض اللي كان موصي عليه قبل بليلة يتغسل وينكوي وحاكي لامه زبطيه بدي اروح على عرس وسألته “وين رايح .. جاوب على العرس” وحكى لأمه إدعيلي ، أمه دايما دعوتها ” الله يحميك من شر اليهود” إلا هاليوم حكتله “الله يسهل عليك يما” وكأنها عارفة ، باس إيدها وطلع ، وأنا كنت حاكي لأمي تزرلي زرار القميص وسألته :
“وين رايح .. جاوب على العرس” عرس صاحبيتي شذى ، وأمي حكتلي الزلام بتروح على الزلام وحكتلها إنه هذا عرس شذى وشذى زي أختي أنغام ، ورشيت عطر وطلعت ، كانت أمورنا طبيعية ومشخصين وما حد بشك فينا ، وحتى أهلنا ما لاحظوا علينا ، مع إنه رايحين بدون رجعه ، مع إنه يا ع القبر يا ع السجن ، ركبنا ع الدراجة النارية ورحنا لعند مستوطنة “أرمون هنستيف” على عرسنا ، وبالطريق قررنا تكون وصيتنا اللي بعيش بطلب من الناس تسامحه وتترحم عليه وبس ، وصلنا للمنطقة وكنا صايمين ودخلنا إشترينا علبة دخان ومشروب طاقة “أكس أل” عشان ما حد يشك فينا وطلعنا بباص رقم 78 وبثواني ولحظات الباص صار فل ويا ريت لو إنه بوخذ كمان وكمان ركاب ، أنا وقفت بالباص من قدام معي السكينة وبلال آخر الباص معه مسدس ، لمحت بلال قبل ما يبلش العملية نزل من الباص عجوزين و3 أولاد وأنا زيه عملت نزلت الكبار كثير والصغار وما ضل إلا الحاخامات والمستوطنين ، لإنه مقاومتنا وعمليتنا فيها إتفاق وفي إلها أساس إنه إحنا مش ارهابيين ، بلال بلش طخ طلع صوت الصراخ ، وأنا بلشت طعن وأقسم بالله مع كل طلقة وطعنه بنتذكر مشهد لليهود كيف بقتلوا أهلنا وبعتدوا على خواتنا وبنجسوا مسجدنا ، طخ وطعن وصراخ ومخابطه ومشاهد بمخيلاتنا لحد ما بلال وقف الطخ وخلص سلاحه وأجى علي ركاض ، كنت أنا بلاهث وتعبان وعرقان وطلب مني السكينة مشان يريحني لإنه شافني مش طبيعي وكمل طعن !
السكينة من كثر ما انطعن فيها إنكسرت ويا ريت لو كان معنا سكينتين ، يمكن انطخ 5-6 جنود وأنطعن الباقي وقلبنا الباص معفرة والدم صار يشرشر منه لحد ما تحاصرنا وبلش صوت الطخ من برا ، أنا وبلال كنا واقفين جنب بعض أنا إستشهدت وبلال إنصاب ، آخر نفس اللي إتطلعت ع بلال ورفعت اصباعي تشهدت ، الصهاينة أخذوا جثتي وحجزوها ، وبلال كمان أخذوه بس ما كان مستشهد كان ماكل 4 رصاصات ، أمه لبلال بالصدفة شافت صورته بالتلفزيون وهي بالسوق وعرفته من جاكيته وكانت المفاجأة إنه أنا معه ، كل الناس بس عرفت بالعملية تفاجأت إنه بهاء عليان المسحراتي الخجول وبلال غانم عملوا هيك وواحد إستشهد والثاني إنأسر وإنصاب ، ملفي ما إنتهى ، هدوا بيتنا وبيت بلال وهججوا أهلنا بس الأهم فكرتي بدون مبالغة إنزرعت براس كل شب وصبية ودخلت عقولهم وقلوبهم ، يعني راح الجسم بس ضلت فكرة ، الناس مشوا على نهجي من توثيق للإعتداءات ومقاومة بالثقافة وبالسلاح وحتى سلاسل القراءة اللي إنعملت وبتنعمل ، وأبوي اللي هو بحتاج حد يسنده صار سند لكل أهالي الشهداء وعكازة لكل أب وأم شهيد ودايما بهون عليهم ، وأمي اللي كنت خايف الناس تضل تسألها عني هي صارت تحكي للناس عني ، بلال غانم إنصاب وللأسف إنمسك وكان مقهور كثير وحكى لأمه بأول زيارة :
يا ريتني إستشهدت قهروني بس يلا علمت عليهم !
ما بحب السجن لإنه اله تجربة سابقة وكان حاب يستشهد ، بلال إنحكم 3 مؤبدات وستين سنة و 600 الف دولار ، لإنه انقتل 3 مستوطنين ، مع إنه اللي انطخوا أمثر من 10 وباقي الركاب إنطعنوا والباص كان يشرشر دم ، وهمه كذبوا انه بس 3 ..
بلال وهو بالمحكمة حكى للقاضي :
“إنتو اللي بلشتوا القتل مش إحنا ، وإذا هالحكي بده يجيبيلي مؤبد رابع مش هامني “
وطلب منه القاضي يوقف عشان يسمع الحكم ، ورد عليه بلال إنت وكل دولتك ما بوقفوني وبقوموني ، بلال مش معترف لا فيه ولا بدولته ولا بشرعية هالمحكمة ، وزادوله الحكم 10 سنوات لإنه ما وقف ، وفاجأوا أهله بغرامة مليون وأربعة وتسعين شيكل
وإنتشر على الفيس بوك بوست محتواه
كن مثل بلال ،،
وبس طلع الحكم بلال حكى :
الدم بالدم والبادئ أظلم .
* أبطال فلسطين شهداء في القبور وأسرى في السجون ..