مرايا -قدَّمت دراسة علمية حول رخام الكنيسة في موقع حيان المشرف الأثري في المفرق مزيدا من الأدلة على استخدام رخام مرمرة بشكل رئيس للنحت والزخرفة، واصبح من أكثر الرخام المعماري الابيض استخداما على نطاق واسع خلال العصور البيزنطية.
وبينت الدراسة التي نشرت باللغة الانجليزية في مجلة علوم الآثار والانثروبولوجيا البريطانية ان عينات الرخام ومحتواها المعدني وحجم ونسيج بلوراتها وقيم النظائر المستقرة للأكسجين والكربون بعد مقارنتها ببنوك معلومات المحاجر القديمة المعروفة في منطقة البحر الأبيض المتوسط تم استيرادها من محاجر رخام جزيرة مرمرة في آسيا الصغرى الأوروبية.
وقدّمت الدراسة التي قام بها الباحثان الأردنيان الاستاذ الدكتور خالد البشايرة من جامعة اليرموك والدكتور عبد القادر الحصان باحث الآثار الأكاديمي وصفا للكنيسة وموقع حيان المشرف وفن صناعة حاجز قدس الأقداس على السواء ،وتحليلا مخبريا بعدد من التقنيات حُدّد من خلالها مصدر الرخام وطرق تجارته القديمة في الفترة البيزنطية.
وبينت أن موقع حيان المشرف يقع في محافظة المفرق واستنادا إلى المواد الأثرية المكتشفة خلال المسوحات والحفريات الأثرية أرخ الموقع من العصر الحجري القديم حتى العصور الأيوبية – المملوكية وفيها الكثير من المباني التراثية العثمانية المتأخرة.
كما بينت انه خلال الفترتين الرومانية والبيزنطية، كان الموقع تابعًا لـلولاية العربية التي كانت عاصمتها بصرى الشَّام، وتضم المدينة الأثرية الهامة سبع كنائس مكتشفة حتى الآن ومباني سكنية كثيرة مما يدل على ازدهار الموقع خلال تلك الفترة. واظهرت الدراسة ان الكنيسة الوسطى أو السريانية تقع داخل مجمع كنسي في وسط الموقع وهي في الأصل عبارة عن قاعة مستطيلة مبنية على ثمانية أقواس جانبية بدون حنية ولها غرفتان صغيرتان في الطرف الشرقي، وبنيت الكنيسية جزئيا تحت مستوى سطح الارض مع مدخلين ضيقين وسلالم تنحدر الى الجدران الشمالية والجنوبية ولاحقا تم تجديدها عن طريق إضافة حاجز قدس الاقداس الرخامي على الأغلب في منتصف القرن السادس الميلادي.
ولفتت الدراسة إلى أن تجديد الكنيسة خلال الفترة البيزنطية باستخدام الرخام الفاخر المستورد يشير بوضوح إلى ازدهار المنطقة بشكل عام وحيان المشرف بشكل خاص، ومن المرجح أن موقع حيان المشرف، الواقع على مقربة من الطرق التجارية بين جراسا وأم الجمال والفدين وبصرى الشام، يسَّر استيراد هذا الرخام.