مرايا – أظهر التقرير التقرير السنوي للحوادث المرورية في الأردن لعام 2017، أن عدد الإناث في الأردن اللاتي يحملن رخص قيادة بلغ 649856 أنثى، اشتركت 1162 واحدة منهن في حوادث الإصابات البشرية، أي أن امرأتين من بين كل 1000 امرأة تحمل رخصة قيادة ارتكبتا حادثا فيه إصابات بشرية.
ويعتقد العديد من الأشخاص بأن النساء لا يُجدَن القيادة وأنهن يتسببن في الكثير من الحوادث المرورية ويخلقن أزمات مرورية كان من الممكن تفاديها في حال لو كان السائق ذكراً، ويفتقدن الى مهارات خاصة كالإصطفاف والمرور الأمن والسلس عبر الدواوير والجسور والإنفاق المختلفة.
وقالت جمعية معهد تضامن النساء الأردني إن هذه الآراء فيها إجحاف وتجني على النساء دون مبرر أو دليل واقعي وملموس بل إن تقرير الحوادث المرورية أثبت عكس ذلك تماماً.
ووجدت تضامن أن أسباب عديدة تقف وراء هذه النظرة السلبية تجاه قيادة النساء للمركبات تنطوي في مجملها على تغليب الثقافة المجتمعية السلبية المسيئة للنساء والفتيات.
وفي المقابل بلغ عدد الذكور في الأردن، الذين يحملون رخص قيادة 1880418 ذكراً، اشترك 14222 واحداً منهم في حوادث الإصابات البشرية، أي أن 8 رجال من بين كل 1000 رجل يحملون رخصة قيادة ارتكبوا حادث فيه إصابات بشرية.
وأضافت تضامن : إن حرص النساء على عدم إرتكاب المخالفات المرورية يثير حنق السائقين المتسرعين إضافة الى أن قيادة المركبات مهارة تحتاج الى ممارسة يومية وتتأثر بمختلف الظروف المحيطة بالمركبة من طرق ومشاة ومركبات، وظروف الطقس صيفاً وشتاءاً وليلاً ونهاراً، وعليه فلا أحد ينكر بأن من يقضي ساعات طويلة يومياً في قيادة المركبة تصبح لدية الخبرة والقدرة والمهارة على التعامل مع كل الظروف بطريقة أفضل بكثير ممن يقودون سياراتهم لمدة لا تتجاوز الساعة أو الساعتين يومياً ذكوراً كانوا أم إناثاً.
وتابعت : وعليه فإن المهارات التي يتمتع بها سائقو السيارات العمومية لا يمتلكها سائقو السيارات الخصوصية، والسائقين من فئة الشباب يملكون مهارات لا يمتلكها الكثير من السائقين كبار السن.
وقالت : إن التمييز بين الذكور والإناث يبدأ فعلياً حال حصولهن على رخص القيادة، فالشاب يمكنه التجوال يومياً – حتى دون هدف- في سيارته لساعات طويلة ومتأخرة من الليل، في حين أن الشابة تقيدها جملة من العادات والتقاليد التي تجبرها على قيادة السيارة عند الضرورة ولأماكن محددة ومعروفة وفي أوقات معينة، مما يقلل من فرص إكتساب مهارات القيادة الإحترافية في مختلف الظروف المذكورة سابقاً. كما أن أغلب النساء لا يستطعن قيادة المركبات في حال وجود أشخاص أخرين من الذكور يمكنهم القيادة كالأزواج والأخوة والآباء والأبناء.
وبينت أن البيئة الإجتماعية معادية للنساء وهن خلف عجلة قيادة مركباتهن حيث يحاول العديد من الذكور مضايقتهن أو وضعهن في مواقف محرجة أو التعبير لهن عن الإستياء من قيادتهن وأنهن يرتكبن أخطاء في القيادة من خلال إطلاق الزوامير والتأشير بالأيدي أو التفحيط أو بإطلاق العبارات المؤذية الى غير ذلك من تصرفات تربكهن وتضعف ثقتهن بنفسهن.