مرايا – ترأس وزير الشباب مكرم القيسي وفداً من اعضاء المراكز الشبابية ورؤساء اتحاد الطلبة في الجامعات من مختلف محافظات المملكة زيارة إلى مركز معالجة المدمنين التابع لإدارة مكافحة المخدارت اليوم بحضور مدير الأمن العام اللواء فاضل الحمود.
وقال الوزير القيسي أن هذه الزيارة تأتي ضمن برنامج يهدف لتعريف القائمين على مراكز الشباب في كافة المحافظات بالجهود التي تبذلها مختلف المؤسسات الرسمية في التعامل مع قضايا تمس الشباب وتتطلب تعاونهم ، مشيراً إلى أهمية دور الشباب في مشاركة الجهود الرسمية تجاه مختلف القضايا وعلى رأسها مكافحة آفة المخدرات.
واعتبر وزير الشباب أن جهاز الأمن العام ينهض بأعباء كبيرة في مكافحة هذه الآفة، وأن الجهود التي يبذلها ملموسة الأثر ولكنها تبقى بحاجة لمساندة كافة فئات المجتمع، مشيراً إلى أن القضاء على هذا الخطر الذي يتهدد كيان المجتمع يوجب رفع الوعي لدى الفئات الأكثر تأثراً وهم الشباب في المدرسة والجامعة والحي والعمل وتعريفهم بدوركل منهم لحماية انفسهم ومن حولهم، وكيفية المشاركة الفاعلة في الوقاية ومنع انتشار سموم المواد المخدرة.
وثمن الوزير القيسي ما يبذل من جهود تجاوزت المفهوم التقليدي للعمل الشرطي في مكافحة الجريمة وبالأخص الجرائم المتعلقة بالمخدرات من تعاطي وترويج واتجار، حيث يتضح الدور الاستثنائي في وجود مركز مختص بمعالجة المدمنين؛ يقف بجانب الضحية ويأخد بيد المدمن وذويه وأحبته ليتخلص من إدمانه وفق أسلوب علاجي يراعي كرامته ويحافط على إنسانيته.
من جهته أكد اللواء الحمود أن مديرية الأمن العام لا تألو من جهدها شيئاً لزيادة ورفع الوعي لدى كافة الفئات وبالتعاون والشراكة المستمرة مع كافة المؤسسات الرسمية والأهلية، وذلك عبر محور الوقاية ممثلاً بعقد دورات أعوان مكافحة المخدرات وتقديم المحاضرات التوعوية والمشاركة في مختلف وسائل الإعلام وإدارة حوارات ونقاشات ضمن مؤسسات المجتمع المحلي.
وأضاف اللواء الحمود أن إدارة مكافحة المخدرات تجاوزت دورها القضائي في ضبط وملاحقة المتورطين في قضايا المواد المخدرة وسعت منذ تأسيسها لترسيخ مفهوم الوعي بكافة الوسائل على اعتبار أن مسئولية مواجهة خطر المخدرات يقع على الجميع، وأن الإنجازات المتحققة على يد العاملين في مكافحة المخدرات ما كان لها أن تتحقق لولا وجود ثوابت في المجتمع الأردني تعزز قدرة جهاز الأمن العام في درء مخاطر هذه الآفة.
ونوه مدير الأمن العام إلى أن هذه الزيارة تفتح آفاقاً لدى الجميع نحو آليات عمل مجتمعية وتوعوية تتعامل بشكل أكثر فاعلية مع ما تشهده الجريمة من تطورات وبالأخص في مواجهة جرائم المخدرات، مؤكداً أن ما قدمه مركز معالجة المدمنين من خدمات طالت مئات الأسر انعكس أثره محلياً وإقليمياً وتحول المجتازون لبرنامج العلاج لمؤثرين في إنقاذ آلاف الشباب من الوقوع ضحية للمواد المخدرة ومروجيها.
وكان الوفد قد التقى مدير إدارة مكافحة المخدرات العميد انور الطراونة ورئيس مركز معالجة المدمنين المقدم فواز المساعيد ودار نقاش حول ما يبذل من جهود وكيفية إشراك الشباب في برامج التثقيف والتوعية التي تقدمها الإدارة وقصص النجاح للمتعافين من الشباب الذين مروا بهذه التجربة المريرة وكيف ساعد المركز في انتشالهم من حالة الإدمان.
وتم التوافق على تنظيم برنامج لمشاركة أعضاء الوفد الشبابي في دورة أعوان مكافحة المخدرات وإعدادهم ليكونوا مدربين لذات البرنامج ونقل المعرفة المتعلقة بهذه الدورة إلى الشباب ضمن مراكزهم، كما اطلع الوفد على آليات التقدم للعلاج في المركز وما يحيط بذلك من سرية تامة تضع في الحسبان رغبة المدمن وذويه في الحصول على العلاج، وما يترتب من آثار قانونية معفية للمدمن تشجيعاً له في اجتياز برنامج العلاج والعودة للمجتمع بكامل طاقاته وقدرته على العطاء.
ومن المقرر أن يزور ذات الوفد عدداً من الوحدات الشرطية الأخرى للوقوف على ما تبذله من جهود وما تقدمه من خدمات تخدم المجتمع وبالأخص فئة الشباب، وثمن الوفد هذا التوجه لدى مديرية الأمن العام وانعكاسه المباشر على تعزيز أدوار الشباب في النهوض بمجتمعهم ووطنهم.