مرايا – جاء عام 2018 حافلا بالأخبار الغريبة من أول شهر فيه حتى نهايته، وكانت شبكات التواصل الاجتماعي منبرا ساهم بشكل كبير في تداول تلك الأخبار التي تبين لاحقا تلفيقها بطريقة محكمة، لدرجة أن البعض صدقها لفترة من الوقت.
ومن العالم العربي إلى أوروبا فالولايات المتحدة انتشرت الأخبار المغلوطة التي تناولت موضوعات متنوعة، ليست سياسية أو اقتصادية فحسب، بل حتى فنية ورياضية.
وفيما يلي مجموعة من الأخبار التي تبين لاحقا أنه لا صلة لها بالحقيقة، أو أنها أخرجت من سياقها الطبيعي:
1. الشرطية الفرنسية ليست كذلك:
تداول رواد مواقع التواصل في مطلع ديسمبر مقطع فيديو، لسيدة فرنسية تصرخ وسط الاشتباكات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، وقيل في البداية إنها شرطية وتحدث محتجي “السترات الصفراء” على تفادي تخريب بلادهم مثل العرب.
لكن تبين أن المرأة ليست شرطية، بل متظاهرة، ولم تشر في حديثها إلى العرب بأي صورة، بل وجهت حديثها لعناصر الشرطة في باريس، قائلة “من العار عليكم أن تفعلوا بنا هذا، نحن لسنا مسلحين”.
2. صورة قديمة تجمع ميركل وماي ورئيسة ليتوانيا: انتشرت على ناطق واسع صورة قديمة قيل إنها تجمع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، ورئيسة ليتوانيا داليا جريباوسكايتي، وقيل في التعليقات المرفقة إن هناك أياد خفية تحكم العالم وتجهز عملائها قبل عشرات السنين من تنصيبهم في مواقعهم.
وتبين في وقت لاحق أن ميركل هي فعلا الموجودة في الصورة، لكن الفتاتين الأخريين مجرد صديقتين عاديتين لميركل.
3. الولادة ليست ثاني أقسى ألم في العالم: رغم أن هذه المعلومة المفبركة جرى تداولها قبل سنوات، إلا أنها عادت مجددا إلى الواجهة في 2018، ويمكن دحض هذه القضية، ذلك أنه لا توجد وحدة تقيس الألم باسم “Del”، بل كانت هناك أداة قديمة باسم “Dol”، ولم تعد تستخدم منذ نحو 70 عاما لأنها غير دقيقة، وفق منصة “ده بجد” المصرية للتحقق من المعلومات المنشورة على الإنترنت.
4. اللاعب الألماني شميلزر لم يعتنق الإسلام: صدق كثيرون أن نجم فريق بروسيا دورتموند الألماني، مارسيل شميلزر، فيديو قيل فيه إن اللاعب قد اعتنق الإسلام في أحد مساجد إندونيسيا، ليتبين لاحقا أن الأمر ليس كذلك.
فاللاعب لم ينشر شيئا يؤكد ذلك، وكل ما في الأمر أن الشخص الذي كان في الفيديو ألماني الجنسية واسمه مارسيل، كما أن الفيديو انتشر يوم 16 مارس، في حين أن شميلزر خاض مباراة مساء يوم 15 مارس في النمسا مع ريد بول سالزبورغ النمساوي ضمن بطولة “يوروبا ليغ”، ثم مباراة أخرى في الدوري المحلي يوم 18 من الشهر نفسه، الأمر الذي يعني من المستحيل أن يذهب إلى إندونيسيا ويعود خلال أقل من يومين.
5. بوتن نادلا لصدام حسين: راجت شائعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مفادها أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، كان قد عمل نادلا، ذات يوم، خلال زيارة قديمة للرئيس العراقي الأسبق صدام حسين إلى موسكو.
وقد أرفق من نشر هذه الشائعة صورا لنادل يشبه بوتن، قائلاً إنه ذلك حدث حين كان عميلاً أمنياً تابعاً للاتحاد السوفيتي.
وتبيّن أن هذه المزاعم غير صحيحة من خلال صورة ثانية يظهر فيها النادل بوضوح، وليتأكد من يتأمل الصورة أنه ليس بوتن، وأن الأخير كان في زمن التقاط الصورة، في العام 1975، خريجا جديدا من جامعة ليننغراد وأنه كان يخدم آنذاك في المخابرات، وفق بيانات موقع مرصد الإعلام الأردني “أكيد”.
6. فتاة أفغانية للبيع: جرى تداول صورة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لطفلة أفغانية تبلغ من العمر 9 أعوام، قيل إنها نشرت في سياق بيعها.
وتبين لاحقاً أن الصورة التقطت في العام 2011، حين كانت هناك احتجاجات أفغانية حيال الناتو، وأن تلك الفتاة فقدت عائلتها في تلك العملية وليس كما أشيع عن كون من يطوّقونها يرغبون بشرائها.
وتعود الصورة لوكالة “رويترز”، وتظهر في الصور الأخرى جنازة الضحايا الذين قضوا، لكن من استخدمها وظّفها في سياق محاربة زواج القاصرات الأفغانيات، وفق “أكيد”.
7. أخبار مزيفة في فاجعة البحر الميت: تداول رواد مواقع التواصل في الأردن معلومات عن نقل جرحى فاجعة البحر الميت التي ضربت البلاد في أكتوبر، إلى مستشفى “هداسا” الإسرائيلي في القدس الغربية، وتبين فيما بعد أن هذه الأخبار عارية عن الصحة بحسب السلطات الأردنية.
8. مجزرة باركلاند: بعد مقتل 17 طالبا في إطلاق نار في مدرسة بولاية فلوريدا الأميركية، وإثر ذلك انتشرت أخبار كاذبة كثيرة، لدرجة أنها اعتبرت الحدث “الكذبة الأبرز في 2018”.
وسعى الناجون من المجزرة إلى الحديث عن معاناتهم، لكن وسائل إعلام يمينية ألصقت بهم أخبارا كاذبة مثل أنهم “ممثلون” مدفوعي الأجر، مع وجود ماض لهم في فرض قيود على امتلاك الأسلحة، كما أنه كان ينظمون حملة سرية للغاية ذاتها قبل وقوع المجزرة، ووصل الأمر إلى اتهام طالبة بأنها شيوعية ومرتبطة بكوبا، وفق موقع “politifact” الأميركي المتخصص في التحقق من المعلومات الواردة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل.
9. رجال الإطفاء في كرواتيا: تداول كثيرون شريط فيديو يظهر رجال إطفاء كروات يهرعون استجابة لنداء استغاثة، أثناء مشاهدتهم لمباراة منتخب بلادهم في ربع نهائي كأس العالم، لكن الحقيقة مختلفة تماما، إذ إن الفيديو كان مجرد رسالة إرشادية، كما أن الفيديو سجل في اليوم التالي للمباراة.