مرايا – بمناسبة يوم المرأة العالمي والذي يصادف الثامن من آذار في كل عام وانطلاقاً من حرص دائرة الإحصاءات العامة وتأكيدها على أهمية هذا اليوم للمرأة بصفة عامة وللمرأة الأردنية بصفة خاصة باعتبار أنها تـشكل حوالي نصف المجتمع الأردني، وانـسجاما مـع سياسـة النشر المتبعة في الدائرة وإدراكا منها على إيلاء هذا الموضوع أهمية كبرى من خلال وضع الأرقام والإحصائيات الرسمية بين يدي المخططين وصانعي السياسات في كافة المواضيع المتعلقة بالمرأة، دأبت الدائرة على توفير أرقام وإحصاءات حول دور المرأة الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في المجتمع الأردني، حيث تستقبل المرأة الأردنية يوم الثامن من آذار(الذي خصصه العالم لتكريم المرأة) بمزيد من الإنجاز.
بلغ عدد الإناث في المملكة الأردنية الهاشمية 4.8 مليون من مجموع السكان الكلي لعام 2018، وبنسبة بلغت 47.1%. وتدل الارقام على أن مقابل كل 100 انثى في الأردن هنالك 113 ذكراً. كما شكلت نسبة الإناث اللاتي أعمارهن أقل من 15 سنة 35.6 % من إجمالي الاناث، في المقابل ترتفع هذه النسبة بين الإناث الشابات في الفئة العمرية (15-49) لتسجل 52.5%، ثم تنخفض هذه النسبة إلى 12% في العمر 50 سنة فأكثر.
شهد الأردن تطوراً هائلاً في العقود القليلة الماضية في مجال تعليم الإناث وتحقيق المساواة بين الجنسين، حيث يعتبر تعليم الإناث من أهم الحقوق الاجتماعية وهو أحد أبرز مؤشرات المساواة بين الرجال والنساء نحو تنمية مجتمعية مستدامة. وتشير بيانات الجولة الرابعة من مسح العمالة والبطالة لعام 2018 إلى أن نسبة الأمية بين الإناث الأردنيات اللاتي أعمارهن 15 سنة فأكثر بلغت 6.8%، في المقابل بلغت نسبة الإناث المتعلمات لنفس الفئة العمرية 93.2%. وأظهرت بيانات وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي (2016-2017) أن 49.1% من الملتحقين في مرحلة التعليم الاساسي كن من الاناث، كما شكلت الاناث في التعليم الثانوي الأكاديمي أكثر من نصف الطلاب.
وعلى صعيد التعليم العالي، سجلت نسبة التحاق الاناث في الجامعات الاردنية 51.6% مقابل 48.4% للذكور في عام 2016. وتشير الإحصاءات إلى وجود ميل لدى الإناث للالتحاق في مجال الكليات النظرية 53.4% مقابل الكليات العلمية 46.6%. وفيما يتعلق بأعضاء هيئة التدريس في الجامعات الأردنية، فقد أظهرت البيانات أن 25% من مجموع أعضاء الهيئة التدريسية هن من الإناث.
يعتبر نجاح المرأة في الوصول للمواقع القيادية ومساهمتها الفعالة في الحياة العامة ومؤسسات المجتمع المدني من أهم مظاهر العدالة بين الجنسين. فعلى صعيد المشاركة في الحياة العامة، فقد أشارت الإحصائيات لعام 2016 بأن واحد من بين كل خمس اعضاء في السلك الدبلوماسي والقضائي هي انثى حيث بلغت النسب (20.1% و18.9%) على التوالي، وواحد من بين كل ثلاث اعضاء في الأحزاب السياسية هي انثى ايضاً. كما شكلت نسبة السفيرات 11.1% من اجمالي السفراء في عام 2016 أي هنالك سفيرة واحد من بين كل تسع سفراء تم تعينهم.
إن مشاركة المرأة في العمل يعتبر متطلبا تنمويًا هامًا في عملية التنمية الشاملة. وتشير المعطيات الناتجة عن بيانات مسح العمالة والبطالة الجولة الرابعة لعام 2018 إلى ضعف مشاركة الإناث الاردنيات في سوق العمل الاردني مقارنة بالذكور الاردنيين حيث بلغ معدل المشاركة الاقتصادية للإناث15.2% مقابل 55.9% للذكور.
كما وتشير البيانات إلى أن الغالبية الساحقة للإناث الاردنيات كن من المشتغلات المستخدمات بأجر وبنسبة بلغت 95.8% في حين بلغت نسب المشتغلات صاحبات الاعمال واللاتي يعملن لحسابهن الخاص 3.8% من اجمالي المشتغلات. وعند البحث عن الأسباب الكامنة وراء ضعف مشاركة المرأة الاردنية في سوق العمل حيث بلغ معدل البطالة (25.7% للاناث و16.9% للذكور) يتبين أن فجوة الأجور هي أحد الأسباب الرئيسية الكامنة وراء ضعف مشاركة المرأة الأردنية في سوق العمل حيث أظهرت نتائج مسح الإستخدام لعام 2016 أن متوسط الأجر للإناث في القطاعين العام والخاص معاً بلغ 458 دينار أردني مقابل 507 دينار أردني للذكر أي بفارق 49 دينار أردني لصالح الذكر.