* الدولة الفلسطينية ستتكون فلسطين من منطقتي “أ” و”ب” في الضفة الغربية وأجزاء من المنطقة “ج” والعاصمة قرب القدس
مرايا – كشف المحلل السياسي الامريكي رئيس منتدى الشرق الاوسط دانيال بايبس، ابرز ملامح صفقة القرن.
وقال بايبس في مقال له نشرته واشنطن تايمز وترجمته عمون، إن خطة السلام التي وضعها الرئيس الامريكي دونالد ترامب للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي ظهرت بشكل ملحوظ، رغم ان ترامب وحفنة من مساعديه فقط من يعرفون تفاصيلها الدقيقة.
وبين الكاتب اليهودي الامريكي، والذي عمل في قسم التخطيط السياسي بالخارجية الامريكية، أن الخطة تتلخص في تبادل كبير: تعترف الدول العربية بإسرائيل وتعترف إسرائيل بفلسطين، وكلاهما بعاصمتان في القدس، مشيرا الى ان هذا النهج يعتمد على العناصر التي قدمها الرئيس المصري السيسي في عام 2016، وإدارة أوباما في عام 2009، ومبادرة السلام العربية لعام 2002.
وأوضح أن هذه الخطط السابقة إما أنها دعت إسرائيل للتحرك أولاً أو دعت إلى اتخاذ خطوات متزامنة؛ بالمقابل، قام ترامب بدعوة الدول العربية للبدء، واستجابة إسرائيل. وقد دفع هذا التغيير محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية على الفور إلى رفض “صفقة القرن” عندما التقى بترامب في مايو 2017؛ أشار أحد التقارير إلى أن “عباس يخشى منذ فترة طويلة من مثل هذه الخطة” و “يعارضها بشدة”.
وقال دانيال إن الصفقة المزعومة تحتوي على العديد من العناصر المواتية للفلسطينيين، حيث تتكون فلسطين من منطقتي “أ” و “ب” في الضفة الغربية بكاملها وأجزاء من المنطقة “ج”؛ إجمالاً، ستشكل 90٪ من الضفة الغربية؛ وتقع العاصمة داخل حدود بلدية القدس الممتدة أو بالقرب منها، وربما في منطقة تمتد من شعفاط إلى العيسوية وأبو ديس وجبل المكبر؛ وتشرف هيئة دولية على إدارة مشتركة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل تحكم المنطقة المقدسة في القدس (بما في ذلك المدينة القديمة).
واضاف ان الخطة تتضمن هيئة مشتركة بين الأردن والسلطة الفلسطينية تسيطر على المقدسات الإسلامية في القدس، على ان تمنح الأردن ولبنان ومصر المزيد من الحقوق لسكانها الفلسطينيين.
ويتم نقل السكان اليهود في بلدات الضفة الغربية، وانشاء ممر بري يربط الضفة الغربية بقطاع غزة،
حيث تنضم غزة إلى فلسطين عندما تستعيد السلطة الفلسطينية السيطرة عليها.
وكشف الكاتب عن تنظيم واشنطن حزمة مساعدات اقتصادية ضخمة (ربما 40 مليار دولار، أو حوالي 25000 دولار لكل فلسطيني مقيم في الضفة الغربية) لصالح السلطة الفلسطينية، على ان يتمتع الفلسطينيون بوصول مؤقت إلى بعض المنافذ البحرية والمطارات الإسرائيلية إلى أن تقوم الصناديق الأجنبية ببناء منشآت تابعة للسلطة الفلسطينية.
وفي المقابل، سيُطلب من الفلسطينيين قبول عدة قيود، منها استمرار السيطرة العسكرية الإسرائيلية على حدود فلسطين ووصولها الجوي والبحري ووادي الأردن، إضافة الى اعتراف قانوني من قبل الحكومة الأمريكية (وربما ضم إسرائيل) للبلدات اليهودية الأكبر التي تصل إلى 10 في المائة من الضفة الغربية.
كما سيطلب التخلي عن “حق العودة” للفلسطينيين الذين يعيشون خارج إسرائيل مقابل التعويض.
وقال المحلل اليهودي إن على افتراض أن هذا المخطط التفصيلي صحيح في الأساسيات، فإنه يثير ثلاثة مخاوف رئيسية:
أولاً، الفوائد التي تعود على إسرائيل وهمية، اذ لم تؤد معاهدات السلام التي أبرمتها مع مصر (التي تم توقيعها قبل 40 عامًا) والأردن (منذ 25 عامًا) إلى علاقات تجارية أو علاقات دبلوماسية ودية أو زيادة في التواصل الإنساني. وبدلاً من ذلك، فقد كثفت المشاعر المعادية للصهيونية بين المصريين والأردنيين مع تحسين ترسانات حكوماتهم. كما تلى نفس النمط من العداوة المتصاعدة اتفاقيات دبلوماسية عربية أخرى مع إسرائيل – لبنان في عام 1983، ومنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1993؛ فلماذا يجب أن يكون الاعتراف السعودي أو البحريني غير ذلك؟ وبمعنى آخر، فإن اعتراف الدول العربية بالكاد يفيد إسرائيل ويمكن أن يؤذيها.
وتابع إن إنهاء المطالبة الفلسطينية “بحق العودة” هو الفائدة الوهمية الأخرى لإسرائيل، مشيرا الى عدم التغيير الذي طرأ على ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية في تسعينيات القرن الماضي للتخلي عن دعوتها لتدمير إسرائيل لتوقع العروض المسرحية الجوفاء المقبلة.
ثانياً، على الرغم من أن الفلسطينيين يحصلون على فوائد حقيقية لا رجعة فيها (المال، الأرض، الشرعية)، فإنهم بيقين سيواصلون نمطهم القديم المتمثل في رفض إسرائيل من خلال حملات نزع الشرعية والعنف، كما كان الحال منذ أول اتفاق فلسطيني إسرائيلي عام 1993، ذلك لأن فكرة شمعون بيريز “الشرق الأوسط الجديد” التي فقدت مصداقيتها، بأن إثراء ومكافأة الفلسطينيين تجعلهم مسالمين، تكمن وراء خطة ترامب الواردة بالتقرير، ومع ذلك، فتُظهر التجربة الطويلة أن هذه الفوائد تجعلهم أكثر ميلًا للقضاء على الدولة اليهودية. باختصار، ستحمل السلطة الفلسطينية “فلسطين” وتكثف معادتها للصهيونية.
ثالثًا، إذا اشتكى الإسرائيليون إلى ترامب بشأن نزع الشرعية والعنف، فمن المحتمل أن يرد بإزعاج: الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الآن “ليس على الطاولة” وعليهم المضي قدماً. إذا استمروا، فإن غضبه المتوقع يمكن أن يلحق الضرر ليس فقط بإسرائيل بل وأيضًا بالحملة المناهضة لطهران والجهود المعادية للإسلاموية بشكل عام.
وأكد دانيال أن تكرر الخطة المبلغ عنها سوء التقدير الكبير للدبلوماسية الفلسطينية الإسرائيلية التقليدية من خلال طلب القليل من العرب والكثير من الإسرائيليين. وأتوقع أنها ستفشل، تمامًا كما فشلت خطط كل من كلينتون وجورج دبليو بوش وأوباما.
وقال “لذلك، يحتاج الأمريكيون المهتمون بإسرائيل وإيران والإسلاموية إلى الاستعداد للكشف الوشيك عما يمكن أن يكون خطةً إشكالية. نعم، حتى الآن، كان ترامب الرئيس الأكثر تأييدًا لإسرائيل على الإطلاق، إلا أنه كما تذكرُنا التوراة، “ا تضع ثقتك في الأمراء”.