مرايا – انطلقت في العاصمة الأردنية عمان يوم السبت أعمال (مؤتمر القدس تحت شعار تحديات الواقع وإمكانيات المواجهة) والذي ينظّمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بالشراكة مع الجامعة الأردنية ومؤسسة الدراسات الفلسطينية.

ويهدف المؤتمر إلى الوقوف على الوضع القانوني للقدس المحتلة، والبحث في الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والديني، ودور الحركات الجماهيرية في المدينة التي تواجه سياسات الاحتلال والتهويد، إضافة إلى الحركات الاجتماعية والتغيرات المعاصرة، وقضايا وإشكاليات حالية ومستقبلية على مصير القدس ومصير القضية الفلسطينية عمومًا.

ويشكّل في هذا التوقيت، إحدى الأدوات والخطوات المهمة في مواجهة “صفقة القرن”، ومحاولات الالتفاف على حل الدولتين، وعدم اعتبار القدس أرضًا محتلة، بالتزامن مع محاولات تقويض مكانة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والسعي الأمريكي الإسرائيلي لإلغاء قضية اللاجئين.

وأكد المشاركون في المؤتمر أن التحدي الأكبر الذي يواجه الفلسطينيون خصوصًا والعرب عمومًا، هو ما أقدم عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وهو فعل تخطى كل القيم والأعراف الدولية، وشكل حالة شبيهة بوعد بلفور، “وعد من لا يملك لمن لا يستحق”.

وقال رئيس الجامعة الأردنية عبد الكريم القضاة لوكالة “وفا” خلال مشاركته في المؤتمر، إن هذا المؤتمر يأتي بالتزامن مع ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مؤامرات، والجامعة احتضنت عشرات المؤتمرات والندوات المتخصصة بقضية القدس انطلاقًا من قناعتها بأهمية ترسيخ الوعي بقضيتنا المركزية فلسطين”.

وأكد حرص الجامعة على التواصل مع كافة الجهات التي تعمل بهذا الاتجاه، لافتًا إلى أن المؤتمر يلقى نظرة أوسع وأشمل على طبيعة الأزمة الراهنة التي تمر بها مدينة القدس.

وأعرب عن أمله الخروج بتوصيات من شأنها تعزيز صمود المدينة وإبقاء القضية الفلسطينية في مكان الصدارة، مؤكدًا مكانة القدس لدى الهاشميين ولدى الشعب الأردني، والشعوب العربية.

وأشار إلى أن المؤتمر يعطي فضاءً للحوار وفرصة لقراءة مغايرة لأوضاع القدس، والتفكير جليًا في المواقف التي يمكن تطويرها، اتجاه ما يحاك ضد المدينة.

من جانبه، طالب رئيس الهيئة الإسلامية العليا، خطيب المسجد الأقصى، كافة المحافل العربية والمنابر الثقافية أن تسعى لتبني قرارات سيادة بهدف فرض واقع جديد لمدينة القدس بعد أن باتت مهددة، عقب ارتفاع وتيرة الانتهاكات ألإسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك.

وقال: “لا نريد قرارات نظرية كل ما يحتاجه المقدسيين هو قرارات عملية تتبناها دول تعزيز صمودهم، وتوقف التغول اليهودي القدس والمقدسات.

ويشكّل المؤتمر فضاءً للحوار وفرصة لقراءة مغايرة لأوضاع القدس، والتفكير جليًا في المواقف التي يمكن تطويرها، خصوصًا بعدما استطاعت “إسرائيل”، بعد نصف قرن من احتلالها للقدس، السيطرة على نحو 87 في المائة من مساحة الشطر الشرقي، وتهويده بمحاولة لرفع عدد السكان اليهود فيه بالنسبة إلى العرب، في نوع من “حرب ديمغرافية”، وزرعه بحلقات مختلفة من المستعمرات.

ويناقش المؤتمر الذي يشارك فيه نخبة من الباحثين والأكاديميين العرب المختصين بالقضية الفلسطينية، على مدار ثلاثة أيام يواقع 14 جلسة، المحاولات الإسرائيلية، لتفتيت النسيج الحضري والاجتماعي والاقتصادي لسكان القدس الفلسطينيين، وعزل الشطر الشرقي للمدينة عن باقي الضفة الغربية، بعد أن توّجت ذلك بجدار الفصل العنصري، وانتزاع قرار ترمب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لـ “إسرائيل”.

كما يناقش السياسات الأمريكية تجاه القدس، القدس في القانون الدولي والسياسات الأوروبية، القدس وسياسات الاستيطان الإسرائيلية، الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، والاستعمار الإحلاليّ وسياساته الديمغرافية والعمرانية.

بالإضافة إلى عناوين أخرى أبرزها سياسات المحو الثقافي، والتعليم في القدس: مواجهة التحديات، والتعليم في القدس: فضاء للسيطرة/المقاومة، والشباب المقدسي: تجارب نضالية جديدة، والصراع على الصورة والمكان، والقدس في الإعلام الدولي.