مرايا – كشفت مصادر فلسطينية، أن الأشهر التي تلت الإخفاق الإسرائيلي في عملية خانيونس الفاشلة، شهدت عمليات أمنية لـ”اغتيالات صامتة” ضد شخصيات من الأجنحة العسكرية في غزة، إضافة إلى التنصّت على قياداتها، وذلك لردّ الاعتبار إلى المنظومة الأمنية الإسرائيلية التي تضرّرت مكانتها بعد فشلها في تلك العملية.
ونقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية في تقرير نشرته يوم الأربعاء، عن مصادر أمنية قولها: إن الاحتلال الإسرائيلي سعى إلى ردّ اعتبار المؤسسة الأمنية بعد عملية “حدّ السيف” (الاسم الذي أطلقته كتائب القسّام، الذراع العسكرية لحركة “حماس” على عملية خانيونس) بمحاولة اغتيال بعض قادة العمل العسكري بطريقة أمنية معروفة باسم “الاغتيال الناعم”، بحيث لا تُترك أدلة لمعرفة المنفذ.
وحسب الصحيفة، حاول الاحتلال خلال الشهر الماضي اغتيال أحد كبار القادة بدسّ السم له بواسطة أحد العملاء الذي أُلقي القبض عليه، ووفق المصادر “لو نجحت العملية، لكانت ضربة كبيرة”، موضحة بأن الاحتياطات المشددة التي اتخذتها حركة حماس بعد “حدّ السيف” ساهمت في كشف هذه المحاولة، خاصة أن الاحتلال عاد إلى استخدام أساليب عمل عليها في سبعينيات القرن الماضي.
وتكشف المصادر أيضاً عن “محاولة اغتيال شخصية عسكرية أخرى، عبر إرسال أحد العملاء طرداً ملغوماً إليها على شكل هدية”، لكن أمن حماس نجح في كشف العبوة وتفكيكها، واعتُقل على إثرها عملاء لهم علاقة بإيصال الطرد.
في السياق نفسه، لا تزال المخابرات الإسرائيلية تلاحق الأسرى المحررين في صفقة “وفاء الأحرار”، ولا سيما منهم المبعدون إلى غزة، لسعيهم إلى تفعيل المقاومة في الضفة المحتلة. وحاول الاحتلال اغتيال أحد هؤلاء بطرد مفخخ أيضاً، نجحت الأجهزة الأمنية في كشفه وإبطال مفعوله. بعد ذلك، لم يجد الاحتلال سوى تهديد القادة بالاغتيال، إذا استمروا في “تسخين جبهة الضفة”، بالاتصال الهاتفي بهم، أو عبر رسائل تهديد.
وبعد نجاح أمن حماس في تفكيك بعض شبكات العملاء، قالت مصادر أمنية، لـ”الأخبار”، إن الأمن رصد محاولات حثيثة من “الشاباك” (جهاز الأمن العام الإسرائيلي) لتجنيد عملاء جدد خلال المدة الأخيرة، عبر ابتزازهم أو عرض إغراءات مالية عليهم.