مرايا – قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تنفيذ مشروع إنشاء “قطار جوي” في القدس المحتلة، يربط جبل الزيتون بحائط البراق، ما يستهدف تهويد المدينة وتسهيل اقتحام المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك، وسط معارضة فلسطينية شديدة ومطالبة بتدخل دولي لوقفه.
ويصل “التلفريك” إلى حائط البراق في مدينة القدس المحتلة، بما سيلحق الأضرار الفادحة بالحوض التاريخي في البلدة القديمة، عدا عن الأضرار التي ستلحق بالمواطنين الفلسطينيين، وذلك وفق المخطط الذي أعدته وزارة السياحة الإسرائيلية، وصادق عليه المجلس الوزاري للإسكان، الذي يضم تسعة وزراء بقيادة وزير المالية موشيه كحلون، وذلك تمهيداً للشروع في تنفيذه.
وبحسب ما أفادت به صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية؛ فإن “التلفريك” المثير للجدل سيمتد “بين المحطة الأولى في القدس المحتلة، مقابل “حديقة الجرس” المحاذية لحي الطالبية، وبين “مجمع كيدم” الاستيطاني في سلوان، بالقدس، حيث تخطط جمعية “العاد” اليمينية الاستيطانية المتطرفة لإقامة مركز كبير للزائرين المقتحمين للمنطقة.
وبين هاتين المحطتين، سيكون “للقطار الهوائي” محطة أخرى في موقف جبل الزيتون، حيث “سيكون قادراً على نقل نحو ثلاثة آلاف راكب في الساعة في كل اتجاه، فيمل تستغرق الرحلة حوالي أربعة دقائق ونصف الدقيقة لكل مقطورة تستوعب عشرة مسافرين، بحيث يشكل أداة النقل الجماعية الأكبر في منطقة البلدة القديمة بالقدس المحتلة”، وفق مزاعم المخطط الإسرائيلي.
وتعرض المخطط العدواني الإسرائيلي لمعارضة فلسطينية شديدة لما يشكل المشروع من مخطط يستهدف تهويد مدينة القدس المحتلة وطمس معالمها العربية والإسلامية، والمساس بالمشهد التاريخي للبلدة القديمة، فضلاً عن إحكام السيطرة على المسجد الأقصى المبارك.
فيما واجه المشروع الإسرائيلي معارضة داخلية نظير المصالح المغايرة والحسابات الانتخابية المختلفة؛ حيث رأى أنصار التيار اليساري أن “التلفريك” لن يحل مشاكل النقل في المنطقة ولن يساعد في تخفيف الازدحام المروري على الطريق نحو الحائط الغربي، كما زعمت الحكومة الإسرائيلية، بل سيخلق مشاكل جديدة مع الاختناقات المرورية بالقرب من حديقة الجرس”، وفق ما أوردته الصحيفة الإسرائيلية.
ورأت آراء إسرائيلية، وفق نفس الصحيفة، أن المشروع “سيدمر المناظر الطبيعية ويشوه صورة المدينة، بأعمدته الخرسانية الـ 15 التي سيبلغ ارتفاعها 25 مترًاً، بما يعد كابوساً للسكان، الذين ستمر القاطرات على ارتفاع 4 أمتار فقط فوق منازلهم”، بينما قدمت طائفة ما يسمى “القرائين اليهودية” اعتراضاً لأن مسار التلفريك سيمر فوق مقبرتهم.
فيما توجهت الانتقادات الإسرائيلية اللاذعة إلى جمعية “آلعاد” الاستيطانية التي تدفع تجاه تنفيذ المشروع، لأنه “سيتجه نحو مستوطناتها في سلوان، بحيث يتوجب على أي شخص يريد الوصول بواسطته إلى حائط البراق المرور عبر مركز أنشطتها الاستيطانية، التي تلحق الضرر بسكان سلوان، وتبعد الجميع عن السلام”، وفق آراء القلة القليلة من الداخل الإسرائيلي.
من جانبه، أكد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، حازم قاسم، أن “مصادقة ما يسمى بـ “الهيئة الوزارية لشؤون السكان” الإسرائيلية على خط “القطار الهوائي” في القدس المحتلة، يعدّ استمراراً لسياسة التهويد لمدينة القدس، ومحاولة جديدة لتغيير هويتها العربية”.
وأشار قاسم، في تصريح له، إلى أن “كل محاولات الاحتلال، لن تفلح في تغيير حقائق التاريخ، فمدينة القدس ستبقى فلسطينية، فيما سيواصل الشعب الفلسطيني نضاله حتى تحريرها، ويمحو كل مظاهر التهويد، التي شوهت الوجه العربي للقدس”.
بينما واصلت قوات الاحتلال عدوانها ضد الشعب الفلسطيني؛ حيث أصابت نيرانها العدوانية شاباً فلسطينياً عند البوابة العسكرية المقامة على مقطع جدار الفصل العنصري في قرية ظهر العبد، جنوب غرب جنين.
وأفادت مصادر طبية في الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن “الشاب فيصل إبراهيم غنمة (24 عاماً) من اليامون غرب جنين، أصيب برصاصتين من النوع المعدني في ساقيه، أثناء محاولته الدخول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1948، حيث نقل إلى المشفى لتلقي العلاج المناسب”.
كما شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات واسعة في أنحاء مختلفة من الأراضي المحتلة، أسفرت عن وقوع العديد من الإصابات بين صفوف المواطنين الفلسطينيين.
وتزامن ذلك مع قيام جرافات الاحتلال بهدف منشأة سكنيّة فلسطينية في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، بعد إجبار ساكنيها على إخلاء المبنى بالقوة، تمهيداً لإعلان المنطقة عسكرية مغلقة، قبل أن تبدأ بهدمها.
وكانت سلطات الاحتلال قد هدمت في السابع عشر من تموز (يوليو) الماضي، أربعة محلات تجارية في بلدة سلوان، تعود ملكيتها لمواطنين فلسطينيين.