مرايا – : لا تزال تبعات القرار الأمريكي بشأن الاعتراف بالمستوطنات والبؤر الاستيطانية القائمة في الضفة المحتلة واعتبارها أنها غير مخالفة للقانون الدولي قائمة خصوصاً وأن الفلسطينيين يرون فيها خطوات استباقية لضم كلي للضفة المحتلة.
وعلى مدار السنوات القليلة الماضية سجلت أعداد المستوطنين في الضفة والقدس المحتلتين ارتفاعاً غير مسبوقاً مقارنة بمناطق أخرى من فلسطين المحتلة، إلى جانب ارتفاع كبير في أعداد المستوطنات والبؤر الاستيطانية القائمة في مختلف مناطق الضفة والقدس.
وتشير بعض التقديرات إلى أن عدد المستوطنين في الضفة والقدس يبلغ نحو 800 ألف معظمهم في مستوطنات شرق القدس، كما يوجد في الضفة وشرق القدس 198 مستوطنة و220 بؤرة استيطانية، بالإضافة لارتفاع عدد اليهود شرق “الخط الأخضر” (حدود ما قبل 1967) من 110,000 في عام 1993 إلى 425,000.
وفي السياق، قال المختص والباحث في شأن الاستيطان زياد حنتش إن إجمالي المساحة المتبقية من الضفة المحتلة لاي يتجاوز 15% على أقصى تقدير وهو ما يعني أن الحديث عن حل الدولتين قد انتهى تماماً وأصبح مستحيلاً في إطار التمدد الاستيطاني القائم.
وأوضح حنتش أن مناطق “ج” تبلغ مساحتها أكثر من 2000 كيلو متر مربع وتشكل ما نسبته 61% من مساحة الضفة المحتلة فيما يتعامل معها الاحتلال على أنها جزء لا يتجزأ من كيانه، في حين يتجاوز عدد المستعمرات الإسرائيلي 156 مستعمرة و200 بؤرة استيطانية مقامة على أراضي الضفة المحتلة والقدس الشرقية.
وأردف المختص والباحث في الشأن الاستيطاني: “هناك نية لدى الاحتلال لاستغلال القرار الأمريكي الصادر من أجل أكل المزيد من الأراضي وهناك حالة نهم كبيرة لدى قادة الاحتلال وهناك نية كبيرة لمصادرة مساحات شاسعة من الضفة المحتلة”.
ووفقاً لحنتش فإن الاحتلال يتطلع في المرحلة الحالية لضم منطقة غور الأردن وفرض القانون الإسرائيلي عليها ضمن مخطط كامل لضم الضفة المحتلة وتطبيق القانون الإسرائيلي عليها، مستدركاً: “إسرائيل تريد ضم الضفة ولكن على مراحل ففي البداية سيقوم بتنفيذ القانون على الكتل الاستيطانية الكبيرة، وهناك 6 كتل تلتهم مساحة 9% من الضفة”.
وأشار إلى أن المرحلة الحالية ستشهد إعطاء منطقة كريات أربع صفة بلدية وسيتم خلالها ضم كافة البؤر الاستيطانية المتوفرة حولها وتطبيق القانون الإسرائيلي عليها، لافتاً إلى أن الاحتلال ليس متسرعاً في عملية الضم وتطبيق القانون ويعمل وفق خطة جاهزة.
ونبه حنتش إلى حجم الضغوطات التي يتعرض لها الفلسطينيين بداية من مصادرة الأراضي وحرمانهم من ممتلكاتهم وتحويلهم للاجئين في أراضيهم وهو ما انعكس سلباً عبر إضافة نسبة جديدة للبطالة إلى جانب هدم البيوت والتهجير غير المباشر.
وتوقع الباحث والمختص في الشأن الاستيطاني أن تشهد الفترة المقبل مزيداً من هدم البيوت وارتفاعاً كبيراً خصوصاً في مناطق “ج” التي يرفض الاحتلال منح الفلسطينيين تراخيص للبناء، منوهاً إلى أنه ومنذ عام 1967 هدم الاحتلال أكثر من 35 ألف منزل في الضفة المحتلة والقدس الشرقية.
في الوقت ذاته، تفيد بيانات منظمة بتسليم الإسرائيلية أن عمران المستوطنات يمتد اليوم على مساحة 538,127 دونما وتشكّل نحو 10% من مساحة الضفة الغربية، يضاف إليها 1,650,376 دونما هي مساحة مناطق نفوذ المجالس الإقليمية للمستوطنات وتشمل براري شاسعة لا تدخل في منطقة عمران أيّ من المستوطنات، وهكذا تبلغ مساحة الأراضي الواقعة تحت سيطرة المستوطنات مباشرة نحو 40%.
كما وتُعتبر مستوطنة “موديعين” المقامة فوق أراضي 5 قرى فلسطينية تابعة لمحافظة رام الله من أكبر المستوطنات ويقطنها حوالي 60 ألف يهودي، تليها مستوطنة “معاليه أدوميم” المقامة على أراضي بلدات فلسطينية شرق القدس ويعيش فيها أكثر من 40 ألف مستوطن.
“شبكة قدس”