مرايا – غيبت الموت الحق مساء يوم أمس الأثنين الموافق 2/12/2019م القامة الإعلامية الكبيرة وأحد عمالقة الإعلام الفلسطيني والمستشار السابق للرئيس الشهيد/ ياسر عرفات والناطق الرسمي باسم حركة فتح المناضل الكبير/ أحمد عبدالرحمن (أبو يزن) بعد رحلة طويلة من العطاء والنضال والتضحيات في مراحل الثورة المختلفة، فارس من فرسان حركة فتح، فرسان الكلمة الصادقة والمعبرة، فارس من الزمن الجميل، كان مثالاً للمناضل والقائد الوطني الملتزم من أجل تحقيق أهداف شعبنا في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
قضى من اجل فلسطين وترك وراءه أرثاً حاملاً بالعطاء، في المشهد الوطني بما حباه الله من سجال وخصال نبيلة وقدرات كبيرة، وستظل ذكراك خالدة في سجل النضال الوطني الفلسطيني ووجدان المناضلين المخلصين، دافع عن شعبه وقضيته العادلة بشجاعة وبسالة، واتسم بسعة الإدراك وشمولية الوعي، فكان متحدياً شجاعاً شامخاً بقلمه وكلمته الحرة في افتتاحية مجلة فلسطين الثورة الناطقة باسم منظمة التحرير الفلسطينية ورمزاً من رموز الإعلام الفلسطيني.
المناضل/ أحمد محمد جبر عبدالرحمن من مواليد بيت سوريك شمال غرب القدس عام 1943م، والده الشهيد/ الشيخ محمد جبر عبدالرحمن الذي أستشهد عام 1948م دفاعاً عن قرية بيت سوريك، تلقى دراسته الأبتدائية والإعدادية في مدرسة بيت إكسا القدس ودرس القرآن الكريم على يد المرحوم الشيخ حسني في قرية بدو، تخرج من المدرسة الرشيدية في القدس عام 1961م والتحق بجامعة دمشق كلية الحقوق وتخرج عام 1969م التحق بحركة فتح عام 1967م أثناء حرب حزيران وأنتخب أول ممثل لحركة فتح في اتحاد طلاب فلسطين بسوريا حيث كان أحد مؤسسي تنظيم فتح في اتحاد طلاب فلسطين، كلف بتمثيل حركة فتح أواسط عام 1968م في السودان، عمل في صوت العاصفة بالقاهرة لفترات قصيرة بين عامي 1969، 1970م وكلف بمهام للحركة في أمريكا اللاتينية، عمل مديراً لإذاعة صوت العاصفة في درعا في عام 1970م وحتى قيام الحكومة السورية بإغلاق الإذاعة في تشرين أول عام أكتوبر 1973م واعتقاله في سجن المزة لمدة شهرين.
شارك مع الشهيد/ ياسر عرفات في فعاليات مهرجان الشباب العالمي في برلين تموز عام 1973م، عمل رئيساً لتحرير فلسطين الثورة من كانون ثاني 1973م وحتى عام 1994م فترة بيروت وقبرص. أصبح مسؤولاً للإعلام وناطقاً رسمياً باسم منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1982 – 2994م. عضواً في المجلس الوطني والمركزي الفلسطيني.
أنتخب أميناً عاماً للكتاب والصحفيين الفلسطينيين من عام 1984 – 2004م، أنتسب إلى الجامعة الأمريكية ببيروت لدراسة العلوم السياسية إلا أنه لم يتمكن من إكمال دراسته بسبب حرب عام 1982م.
أنتقل مع قيادة المنظمة إلى تونس بعد خروج القيادة من بيروت 1982، وعاد إلى طرابلس للدفاع عن القرار الوطني المستقل عام 1983م إلى جانب الشهيد الرئيس/ ياسر عرفات. عضواً في المجلس الثوري للحركة عام 1989م في المؤتمر الخامس بتونس.
عاد إلى أرض الوطن عام 1994م وعين وزير دولة أميناً عاماً لمجلس الوزراء الفلسطيني وناطقاً باسم السلطة الوطنية الفلسطينية من عام 1996 – 2003م. عمل منذ عام 2002 – نوفمبر 2004م مستشاراً سياسياً للرئيس الشهيد/ ياسر عرفات وخلال فترة الحصار. عضو مجلس أمناء مؤسسة الشهيد/ ياسر عرفات.
أعاد تعيينه الرئيس/ محمود عباس مستشاراً سياسياً منذ تشرين ثاني عام 2004م وعضو مراقب في اجتماعات اللجنة التنفيذية لـ (م.ت.ف). نشر العديد من المقالات إضافة إلى مجموعة كبيرة من الكتب. عضواً في اتحاد الإذاعات الإسلامية والعربية ودول عدم الانحياز. كان طوال انتفاضة الأقصى 2000 – 2004م إلى جانب الرئيس الشهيد/ ياسر عرفات في صموده وحصاره وأثناء مرضه. عضو المجلس الأستشاري لحركة فتح 2010م.
صدر له الكتب التالية: – الرئيس سنوات مع ياسر عرفات. – عشت في زمن عرفات. حاز المؤلف على جائزة فلسطين التقديرية فرع العلوم الإنسانية عن كتابه عشت في زمن عرفات عام 2015م. المناضل والإعلامي/ أحمد عبدالرحمن ساهم في صياغة الكثير من أفكار الرئيس الشهيد/ أبو عمار.
ظل يكتب افتتاحية مجلة فلسطين الثورة التي كانت تحمل الموقف الرسمي الفلسطيني وموقف الشهيد/ ياسر عرفات واللجنة المركزية، ظل يعمل ولم تغره أضواء الكاميرات، بقي نظيف القلب واليدين فهو المناضل والكاتب والمثقف الذي حمل في قلبه حباً لفلسطين لا ينضب رحل اليوم تاركاً الحلم الذي سعي إليه فقد عاش ورحل من أجل ذلك الحلم قبل أن يتحقق. الإعلامي/ أحمد عبدالرحمن (أبو يزن) إنسان موضوعي وصادق لا يعرف المزاودات، ذو أخلاق حميدة يحترم ولا يجادل كثيراً، العمل والعطاء شعاره.
أبو يزن إعلامي وناطق رسمي باسم المنظمة في مرحلة من المراحل، قامة وطنية وإعلامية، كان يحرص على جمع كل قامة يمكنها خدمة الثورة والوطن. أحمد عبدالرحمن لم ينسج علاقات خاصة مع أي نظام عربي، بل كان محارباً من النظام السوري وكان مطلوباً لهم حيث أعتقل مرتين عام 1973م وعام 1978م لرفضه الوصاية على شعبنا وثورته وتمكسه بالقرار الوطني المستقل.
عمل على تهيئة وفتح الفرص أمام جيل كامل من الصحفيين الفلسطينيين الملتزمين، كما كانت فلسطين الثورة تضم جنسيات عربية أخرى التي وجدت من الثورة الفلسطينية ملجأ لها من قمع بلادها. كان يلازم الأخ/ أبو عمار حتى ذهابه للنوم فجراً وكان يقدم أفكار نيرة له، عاش زمن ياسر عرفات وظل معه للنهاية. توفي مساء أمس ونقل جثمانه إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله.
أبا يزن نم قرير العين أيها الفارس فستبقى فلسطين التي قاتلت بشرف من أجلها بخير وأقرأ السلام للخالد فينا للأبد ياسر عرفات وكل الشهداء الأبرار الذين أرتقوا دفاعاً عن الحق والعدل والحرية. رحم الله القامة الكبيرة الإعلامي/ أحمد عبدالرحمن (أبو يزن) وأسكنه فسيح جناته.
هذا وقد نعي السيد الرئيس/ محمود عباس (أبو مازن) المناضل الوطني الكبير/ أحمد عبدالرحمن إلى شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات وإلى الأمتين العربية والإسلامية وإلى أحرار العالم القائد الوطني الكبير أحد قيادات حركة فتح المناضل/ أحمد عبدالرحمن الذي وافته المنية مساء اليوم في مدينة رام الله عن عمر يناهز 76 عاماً.
وتقدم الرئيس من ذوي الفقيد وأبناء شعبنا بأحر التعازي والمواساة سائلاً المولي عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأثنى سيادته على مناقب المناضل الوطني الكبير الذي أفنى حياته في الدفاع عن حقوق شعبنا وفي الدفاع عن قراره الوطني المستقل. هذا وستنطلق مراسم التشييع الرسمية للمناضل الكبير أحمد عبدالرحمن ظهر يوم الأربعاء من مقر الرئاسة بمدينة رام الله.
ويستقبل سيادة الرئيس المعزين في مقر الرئاسة. كذلك نعت حركة فتح المناضل الكبير/ أحمد عبدالرحمن وتقدمت الحركة بأحر التعازي من عائلته الكريمة بأصدق التعازي والمواساة سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
كذلك نعت الحكومة الفلسطينية القائد والمحارب الوطني الكبير/ أحمد عبد الرحمن بمزيد من مشاعر الحزن والأسى تنعى الحكومة الفلسطينية إلى الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وإلى الأمتين العربية والإسلامية وإلى الأحرار في جميع أنحاء العالم القائد المحارب الوطني الكبير، أحد القيادات المتقدمة في حركة فتح المناضل/ أحمد عبدالرحمن (أبو يزن) الذي وافته المنية مساء اليوم الأثنين في مدينة رام الله عن (76) عاماً قضاها في صفوف الثورة الفلسطينية مقاتلاً وكاتباً صحفياً ومفكراً وسياسياً ترك أثراً كبيراً في المشهد الوطني بما حباه الله من سجايا وخصال نبيلة، وبما امتلكه من قدرات أسهمت في إثراء الحركة الوطنية أمام زيف الرواية الإسرائيلية، وكان الفقيد الكبير شغل منصب أول أمين عام لمجلس الوزراء إضافة إلى العديد من المناصب القيادية التي تقلدها طيلة حياته الحافلة بالنضال وبالمواقف الوطنية.
ويتقدم رئيس الوزراء وجميع الوزراء من أسرة الفقيد بخالص العزاء بهذا الفقد الجلل ضارعين إلى الله العلي القدير بأن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون.