مرايا – يصادف اليوم السبت الذكرى السنوية الـ 32 لإعلان انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 14ديسمبر/ كانون أول عام 1987.
وحركة حماس “هي حركة تحرر وطني، ذات فكر إسلامي وسطي معتدل، تحصر نضالها وعملها في قضية فلسطين، ولا تتدخل في شؤون الآخرين”.
وتعتبر حماس مقاومة الاحتلال الإسرائيلي المشروع الاستراتيجي لها، كما أنها تعمل إلى جانب ذلك في مختلف الميادين، سواء السياسية والدبلوماسية والإعلامية والثقافية والجماهيرية والاجتماعية والإغاثية والتعليمية”، كما جاء في موقعها الرسمي.
التأسيس
في 14 ديسمبر/كانون أول 1987، تأسست حركة حماس على يد مجموعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، كان أبرزهم الشيخ أحمد ياسين.
وتزامنت انطلاقة الحركة مع بداية اندلاع أحداث الانتفاضة الفلسطينية “انتفاضة الحجارة”، في 9 ديسمبر/ كانون أول 1987.
وحملت حركة حماس السلاح عام 1987، من خلال تأسيس جهاز عسكري أسمته “المجاهدون الفلسطينيون”.
وأصدرت حركة “حماس” ميثاقها الأول عام 1988، حيث عرّفت نفسها بأنها جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين.
وقالت في الميثاق الأول إنها تعتبر أن “منهجها، منه تستمد أفكارها ومفاهيمها وتصوراتها عن الكون والحياة والإنسان، وإليه تحتكم في كل تصرفاتها، ومنه تستلهم ترشيد خطاها”.
كما عرّفت نفسها أنها “حلقة من حلقات الجهاد في مواجهة الغزوة الصهيونية، تتصل وترتبط بانطلاقة الشهيد عز الدين القسّام وإخوانه المجاهدين من الإخوان المسلمين عام 1936، وتمضي لتتصل وترتبط بحلقة أخرى تضم جهاد الفلسطينيين وجهود وجهاد الإخوان المسلمين في حرب 1948، والعمليات الجهادية للإخوان المسلمين عام 1968 وما بعده”.
وتحمل حركة حماس شعارًا نصّت عليه الوثيقة وهو “الله غايتها، والرسول قدوتها، والقرآن دستورها، والجهاد سبيلها، والموت في سبيل الله أسمى أمانيها”.
ومن أبرز أهداف الحركة التي ذكرتها الوثيقة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتحرير الأرض وإقامة دولة الإسلام.
وعن ذلك جاء في نص الوثيقة “الهدف منازلة الباطل وقهره ودحره، ليسود الحق، وتعود الأوطان، وينطلق من فوق مساجدها الأذان معلنا قيام دولة الإسلام، ليعود الناس والأشياء كل إلى مكانه الصحيح، والله المستعان”.
واعتبر ميثاق حماس أرض فلسطين “أرض وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، لا يصح التفريط بها أو بجزء منها”، وأن تحرير فلسطين هو “فرض عين على كل مسلم حيثما كان”.
وفي عام 1992 أسست حركة حماس جناحها العسكري المسلّح عز الدين القسّام، حيث أعلن عن اسم الكتائب في أول بيان صدر في 1 يناير/ كانون ثاني من ذلك العام، حيث كان قبل تأسيس “القسّام” يعمل باسم “المجاهدون الفلسطينيون”، بقيادة الشيخ الشهيد صلاح شحادة.
ونفّذت الحركة عمليات مختلفة تحت عناوين مختلفة منذ ذلك الوقت وحتى عام 1992.
وبحسب مراجع تاريخية، تمكّن “المجاهدون الفلسطينيون” من اختطاف وقتل الرقيب الإسرائيلي “آفي ساسبورتس” في 3 فبراير/ شباط 1989، والجندي إيلان سعدون في 3 مايو/ أيار عام 1989.
وفي المقابل، شنّ الاحتلال في مايو/أيار 1989 حملة ضد “المجاهدون الفلسطينيون” ما أدى إلى تفككه، ودفع الحركة لاحقا لتشكيل كتائب “عز الدين القسّام” عام 1992.
المشاركة السياسية
انخرطت حركة حماس في العملية السياسية الفلسطينية للمرة الأولى عندما شاركت في الانتخابات التشريعية التي عقدت عام 2006.
وفازت الحركة آنذاك بغالبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني.
هذا النجاح لاقى رفضًا إسرائيليًا وأمريكيا وأوروبيا، كما رفضت حركة فتح وبقية الفصائل المشاركة في الحكومة التي شكلتها الحركة آنذاك برئاسة إسماعيل هنية، بدعوى “عدم الاتفاق على البرنامج السياسي”.
واتفقت حركتا فتح وحماس مؤخرًا، على عقد الانتخابات الفلسطينية العامة، التشريعية على أن تتبعها انتخابات رئاسية، في مدة أقصاها 3 شهور.
وأرسلت حماس، موافقة خطية بذلك للرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أن يصدر عقب هذه الموافقة، المرسوم الرئاسي من أجل البدء الفعلي بالتوافق على إجراء الانتخابات، فيما لم يصدر هذا المرسوم حتى اللحظة.
اغتيال قيادات الحركة
وتعرّضت قيادات حركة حماس وكتائب القسام منذ إعلان التأسيس، للملاحقة الإسرائيلية والتي وصلت إلى حد تنفيذ عمليات اغتيال بحقّهم، ومن أبرز القيادات التي تم اغتيالها:
اغتيال مؤسس الجهاز العسكري الأول للحركة الشيخ صلاح شحادة في 22 من يوليو/ تموز عام 2002، واغتيال القيادي البارز في الحركة إسماعيل أبو شنب في 21 أغسطس/ آب 2003، واغتيال مؤسس حماس أحمد ياسين في 22 مارس/ آذار 2004، واغتيال القيادي وزعيم الحركة خلفًا لياسين الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في 14 أبريل/ نيسان 2004، واغتيال أبرز قادة كتائب عز الدين القسّام أحمد الجعبري في 14 نوفمبر/ تشرين ثان 2012، والعديد من القادة الآخرين.