مرايا – لم يتمكن المهندس علاء حميدان من نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، من مواصلة نشاطه في حملة “الفجر العظيم” التي كان أبرز المبادرين إليها في مساجد محافظته، ولاقت انتشارا في كافة مناطق الضفة.
وكان حميدان، الذي اعتاد اصطحاب ولديه خلال جولته على المساجد، أعلن على حسابه بفيسبوك أنه ينوي زيارة 60 مسجدا في نابلس، لصلاة الفجر فيها، لكن أجهزة أمن السلطة لم تسمح له بإكمال حملته وأودعته المعتقل قبل أيام.
والمعتقل حميدان هو أسير محرر من سجون الاحتلال، اعتقل عديد المرات، كما عرف بنشاطه الطلابي إبان دراسته الجامعية وتولى رئاسة مجلس اتحاد الطلبة في جامعة النجاح، وترك بصمة واضحة ونجاحات ما زالت تتحدث عنها مواكب الخريجين الذين عاصروه.
وبرغم تغييب الوالد في السجون السياسية، إلا أن نجليه أصرا على مواصلة دربه، وما زالا يزوران المساجد فجرا، وقد حظيا بتعاطف الكثير من رواد المساجد.
نجله الأكبر أسيد التقط لنفسه صورة “سيلفي” أثناء توجده فجرا في مسجد محمود محمد أبو عمشة في أحد أحياء المدينة وكتب على صفحته في فيس بوك:” أول ثمار مبادرة فرسان الفجر كانت الجرأة والشجاعة.. بفضل من الله ومِنته ومن أمام مسجد محمود محمد ابو عمشة صليت لوحدي من دون أبي الذي تم اعتقاله من قبل أجهزة السلطة”.
وزير التربية والتعليم سابقا في حكومة الوحدة ناصر الدين الشاعر، لفت انتباهه نشاط الطفل، فالتقط صورة معه نشرها على حسابه وعلق عليها بالقول: “حظيت بصورة رائعة معه في صلاة الفجر اليوم بالمسجد، وعندما تعرفت عليه وسألته عن أبيه قال إن السلطة اعتقلته منتصف الليلة الماضية، وأن الناس حكوا له عن محامي شاطر اسمه ناصر الشاعر يمكن يتابع موضوعه ويروح مباشرة لأنه ما عليه أي شيء. قلت له: إن شاء الله حبيبي يكون المحامي شاطر زي ما حكوا لك ويروح أبوكم اليوم قبل بكرة”.
وتابع الشاعر “أنا انقهرت على الناس المظلومة وشعرت بحجم المسؤولية والضعف تجاههم وتجاه أهاليهم.. والله قصص تبكي الحجر.. والله عيب، خلاص حلوا عن الغلابا يا عالم”.
وأضاف “الظلم ظلمات والقهر مقت، فأين صوت الشرفاء في البلد وفي فتح والسلطة والأجهزة، الناس مش عبيد ولا ملطة عند اللي خلفوكم، بعدين بيحكو لك عن المصالحة ومقاومة صفقة العار.. العار أشكاله متعددة، والقهر والظلم من ألعن أشكاله”.
واستطرد الشاعر “هذه ليست حالة نادرة، كل يوم في مثلها، يعني كل يوم في ظلم وقهر ولعنة والْدين. كفى. كفى. كفى. طفّ الصاع. طفّ الصاع. طفّ الصاع. وأرجو أن يصل الكلام لجميع المعنيين وللسيد الرئيس خاصةً”.
من جانبه، كتب فؤاد الخفش على حسابه بفيسبوك: “عام ١٩٩٦ وقف الطالب علاء حميدان في جامعة النجاح في ساحة (النافورة) بعد محاصرة الجامعة من قبل عناصر الأمن يطالبونه تسليم نفسه وحوله مجموعة من الشباب (كنت من بينهم) قائلا: أخي يا قوة عظمى تهز الكون صرختك… عجيب أن ترى وجلا وثوب الخوف يلبسك ..أأنت الموت تخشاه وأنت الموت جنتك؟”.
وتابع “تذكرت اليوم هذا الموقف بعد ربع قرن وبعد اعتقال علاء الذي أطلق لوحده مبادرة (الفجر) بصحبة أطفاله، ولا كلمات أقولها في مقامك سوى ما قلته عام ١٩٩٦ أأنت الموت تخشاه وأنت الموت جنتك؟ فرج الله كربك”.
وتواصل أجهزة السلطة الفلسطينية حملة اعتقالاتها واستدعاءاتها على خلفية سياسية بشكل شبه يومي، وأعربت جهات حقوقية في بيانات منفصلة عن قلقها للإفادات بتعرض عدد منهم للتعذيب والشبح والإهانة خلال التحقيق، كما طالبت فعاليات وفصائل ومؤسسات حقوقية بوقف سياسة الاعتقال السياسي.