مرايا – أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية في حكومة رام الله، أقوال ومواقف نتنياهو ومندوبه في الأمم المتحدة التي تعبر عن مدى تفشي العنصرية والفاشية “والبلطجة ” في عقلية المسؤولين الإسرائيليين، وعن الأزمة الحقيقية التي وجدت دولة الإحتلال نفسها وحليفتها الأكبر إدارة ترامب أثناء وبُعيد الخطاب الهام، الواقعي، والعقلاني الذي ألقاه رئيس سلطة المقاطعة محمود عباس أمام مجلس الأمن مساء الثلاثاء.
كما حذرت الوزارة في بيان لها، يوم الأربعاء، من مخاطر إقدام ترمب ونتنياهو على تصدير أزماتهم الناتجة عن فشل “صفقة القرن”، إلى الجانب الفلسطيني.
وأشارت الخارجية أن نتنياهو “جدد في تعقيبه على خطاب الرئيس عباس في مجلس الأمن، تكرار مواقفه المعادية للسلام والتي تتنكر لحقوق شعبنا، ليس فقط من خلال مضمون رده على الخطاب وإنما من خلال المفردات التي استخدمها، فأينما تحدث عن الجانب الإسرائيلي استخدم كلمة “إسرائيل” و “دولة إسرائيل” و “حقوق الشعب الإسرائيلي”، بينما استخدم كلمة الفلسطينيين فقط في الحديث عن الجانب الفلسطيني، في تأكيد جديد على أن نتنياهو لا يعترف من حيث المبدأ بالفلسطينيين كشعب ولا يعترف بحقوقهم الوطنية أسوة بالشعوب الأخرى، وينكر عليهم حقهم في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة القابلة للحياة وذات السيادة بعاصمتها القدس الشرقية.
وتابعت: “يعتبر نتنياهو أن خطة ترامب هي “أفضل خطة بالنسبة لإسرائيل والفلسطينيين” ليس لشيء إنما لأنها تنسجم تماماً مع مواقف وأفكار نتنياهو التي ذكرناها للتو بخصوص الفلسطينيين، ولأنها توفر له ولليمين الحاكم في إسرائيل الغطاء الكامل لتنفيذ مخططاتهم الإستعمارية التوسعية في الأرض الفلسطينية المحتلة وبآفاق أوسع حتى مما طرحته “صفقة القرن”، دون أن تتضمن خطة ترمب أية قيود لوضع حد لجشع نتنياهو في تكريس الاحتلال والاستيطان وابتلاع الضفة الغربية المحتلة بكاملها.
وقالت الخارجية: “يردد نتنياهو إسطوانته المشتركة مع ترامب وفريقه لتبرير “صفقة ترامب”، بحجة أن “هذه الخطة تعترف بالواقع”، بمعنى أنها تعطي الشرعية لجميع التغييرات التي أحدثها الاحتلال في الأرض الفلسطينية عامة وفي القدس الشرقية بشكل خاص، لا سيما التدابير التي نتجت عن عمليات تعميق الاستيطان وإحلال المستوطنين في أرض دولة فلسطين، بما رافقها من شبكة طرق ضخمة تلتهم مساحات واسعة من الأرض الفلسطينية المحتلة، وهو ما ينطبق أيضاً على الحرم الإبراهيمي الشريف والقدس والمسجد الأقصى المبارك ومحاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً.
ولفتت إلى أن نتنياهو يعترف أن “صفقة ترامب” تنسجم تماماً مع رؤيته ومواقفه، ولا تقدم شيئاً للشعب الفلسطيني ولا تمت بصلة لحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، وبالتالي فإن رد نتنياهو على الرفض الفلسطيني العلني لـ”صفقة القرن” لا يعدو كونه جزءاً لا يتجزأ من حملته الدعائية الهادفة إلى تضليل الشارع الإسرائيلي والرأي العام العالمي، وجزءاً من حملته الإنتخابية الهادفة لحشد أكبر عدد ممكن من الأصوات في السباق الانتخابي، وهو ما يؤكد من جديد عدم جدية نتنياهو في البحث عن أي شكل من أشكال السلام، وعدم حاجته للطرف الفلسطيني كشريك للسلام، ويؤكد بالأساس على غياب شريك السلام الإسرائيلي.