مرايا – معاناة مستمرة ومتجددة للأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي من ظروف اعتقالية غير انسانية وقاسية على مختلف المستويات الانسانية والصحية، خاصة مع ازدياد معدلات الرطوبة بسبب الشتاء، ووجود كاميرات المراقبة أثناء في الساحة.
وبحسب بيان لهيئة شؤون الأسرى والمحررين فإن 40 أسيرة، يقبعن في سجن (الدامون) الإسرائيلي، الأسيرات لا زلن يعانين من تواجد كاميرات في ساحة الفورة، وجميع الأسيرات يخرجن إلى الساحة، وهن باللباس الشرعي، كما اشتكين من ازدياد معدلات الرطوبة في الغرف، بسبب الشتاء، وعدم إجراء التصليحات اللازمة بالقسم، ومن التزحلق في الساحة، ومن عدم وجود أبواب للمراحيض، حيث تغطيها الأسيرات بالشراشف والأغطية، كما يعانين من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي داخل القسم، بشكل متعمد.
إضافة إلى ذلك تعاني الأسيرات من إهمال طبي متعمّد من قبل إدارة السجن، إذ لا تتلقى الأسيرات المريضات عضويًا ونفسيًا العلاج اللازم والضروري.
الأسيرة المحررة فاطمة الزق أكدت أن الأسيرات الفلسطينيات أطلقن عشرات المناشدات من أجل تحسين ظروف الاعتقال، وتلقي العلاج، لكن دون مجيب.
وأشارت الزق إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحرم الأسيرات الخصوصية والراحة بتركيبه للكاميرات في الساحة، مما يضيف معاناة جديدة إلى الظروف الصعبة داخل سجن “الدامون”.
وأوضحت أن الأسيرات يتعرض للإذلال خلال النقل المرحلي، حيث يتم وضعهن في زنازين عزل انفرادي، بظروف صعبة وسيئة للغاية، لفترة تصل للشهر، قبل نقلهن إلى سجن “الدامون”.
وشددت على أن الأسيرات ومنذ أكثر من 10 سنوات يطالبن بتوفير طبيبة لتقديم العلاج للأسيرات والأسيرات الجريحات في سجون الاحتلال، وحتى الآن لم يتم الاستجابة إلى طلبهن.
وقالت الزق: “الأسيرات الجريحات أوضاعهن الصحية صعبة جدًا، ومثال عليهن الأسيرة إسراء جعابيص التي تعرضت لحروق في كافة أنجاء جسدها، وتحتاج إلى رعاية خاصة، ضافة لعدة أسيرات بأوضاع صحية خاصة وصعبة”.
وتساءلت: “هل من الصعب على صناع القرار الضغط من أجل إدخال طبيبة إلى سجن الدامون، ليحتاج الأمر لأكثر من 10 سنوات؟”.
وأضافت: “في هذا الوقت شديد البرودة تقوم قوات الاحتلال بمنع وسائل التدفئة، مما يزيد من الأعباء الصحية على الأسيرات مثل آلام المفاصل بسبب الرطوبة العالية والبرد القارس”.
ونوّهت إلى تعمّد الإهمال الطبي للأسيرات من قبل الاحتلال، إضافة إلى التنكيل بالأهالي أثناء الزيارات، ومنع دخول الأغراض الخاصة بالأشغال اليدوية، ومنع الاتصال بالأهل.
وأكدت الزق أن الظروف التي تمر بها الأسيرات بحاجة إلى وقفة جادة ومسؤولة من الكل الفلسطيني، من أجل ردّ العزة والكرامة لهن، بعد أن ضحين بزهرة شبابهن من أجل فلسطين.
وتعاني الأسيرات كذلك، من النقل في سيارة البوسطة إلى المحاكم العسكرية الإسرائيلية، حيث إنّ الأسيرات، يخرجن إلى المحاكم في ساعات الفجر، ويرجعن بعد منتصف الليل، وأنّ السفر في البوسطة، متعب جدًا، وطويل، ويتم مضايقة الأسيرات من قبل السجناء الجنائيين المنقولين في نفس البوسطة، والتهجم على الأسيرات بالشتم والألفاظ النابية، إضافةً إلى استفزازات قوات وحدة (نحشون)، المسؤولة عن نقل الأسيرات.
وفي السياق أفادت وزارة الأسرى والمحررين، بأن الأسرى داخل سجون الاحتلال قد قرروا إغلاق كافة أقسام السجون وكافة مرافق الخدمات اليوم من الساعة الواحدة ظهراً حتى الساعة الثالثة عصرا، وذلك تضامنا مع الأسيرات والأشبال في سجون الاحتلال .
جاء ذلك في بيان صادر عن الحركة الأسيرة والتي أكدت فيه، بأنها ستبدأ اليوم بخطوات احتجاجية ردا على الانتهاكات التي تتعرض لها الأسيرات والأسرى الاطفال في سجن الدامون، والتي تمثلت بظروف احتجازهم التي لا تصلح للعيش الآدمي وتنعدم فيها كافة الشروط الصحية والانسانية، وسحب الكهربائيات ووسائل التدفئة في ظل البارد القارس التي تشهده البلاد وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية.
وأوضحت الحركة الاسيرة في بيانها، بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أو مسلوبة الإرادة أمام ما يمارس ضد الأسيرات والأشبال، وستستمر وستصعد من خطواتها إلى المستوى الذي يرفع القمع والإجرام عنهم، محذرة ادارة السجون بأن تلتقط الرسالة قبل أن تصل الأوضاع إلى نقطة اللا عودة.
وطالبت الحركة الأسيرة أبناء شعبنا وفصائل المقاومة بوقفة جادة توازي حجم الإجرام بحق الأسيرات والأشبال فى سجون الاحتلال
يذكر بأن حالة التوتر بدأت تتصاعد بين الأسيرات وادارة السجن يوم أمس بعد أن طلبت الأخيرة بإخراج الأسيرة جيهان حشيمة إلى غرفة الإدارة، بذريعة أنها لا تقف للعدد، لكن الأسيرات رفضن إخراجها بسبب وضعها الصحي، علماً أن حشيمة مُعتقلة منذ عام 2016 ومحكومة بالسّجن 4 سنوات.