انتهى «شهر» العسل بين محمد دحلان و«حماس». الخبر ليس مفاجئاً لمن حولهما، إذ كانت المصالحة بينهما قائمة على أساس المصلحة، لكن هل يعني هذا خاتمة للعلاقة التي تحسّنت بين الطرفين منذ نحو ثلاث سنوات؟
مرايا – لم تكن الحملة السعودية الواسعة أخيراً ضد حركة «حماس»، عبر قناتَي «العربية» و«الحدث» اللتين بات محظوراً عملهما في غزة، دخاناً بلا نار، بل هي حريق أُشعل في الإمارات أولاً، فقد كان المبادر إلى نشر تقارير بشأن إمساك جاسوس وهرب آخر من الكوادر الأمنيين والعسكريين في الحركة موقع «أمد»، التابع للقيادي المفصول من «فتح»، محمد دحلان، ثم جاء دور الإعلام السعودي الذي صبّ غضبه على «حماس» بعدما راسلت الأخيرة «أنصار الله» علناً لأول مرة منذ بدء العدوان السعودي ــ الإماراتي على اليمن. برغم أن الهجمة الإعلامية من «أمد» جاءت بعد أيام من مؤتمر جمع نائب رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، صالح العاروري، وأمين السر لـ«اللجنة المركزية لفتح»، جبريل الرجوب، فإن المتحدث باسم «التيار الإصلاحي» التابع لدحلان، عماد محسن، ينفي الرابط بين الحدثين (بالإشارة إلى أن دحلان رحّب علناً بالمؤتمر ونتائجه). يقول محسن لـ«الأخبار»، إن التيار «جاد في بناء شراكة وطنية مع القوى الوطنية بما فيها حماس، وقد سعى إلى إنهاء أكثر من 140 ملف قتل بالشراكة معها إلى جانب العمل الإغاثي عبر لجنة التكافل الوطني». لكن مصادر في التيار نفسه تؤكد أن الخلاف أخذ منحى أكثر حدة منذ مدة بسبب رفض إشراكهم في الحالة السياسية ضمن إطار القوى والفصائل، وكذلك في «الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة».