مرايا – قال خالد مشعل، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، إن استراتيجية الكيان الصهيوني كانت التوسع بالحروب، لكن الصمود الفلسطيني مع بعض اليقظة في الأمة، قادت إلى تغيّر استراتيجيته، وبدأ المفاوضات، حتى يُضعف الصف العربي.
وحيّا مشعل، في اللقاء السياسي حول “مستجدات القضية الفلسطينية في ظلّ الوضع العربي والدولي الراهن”، الذي عقدته شبيبة العدالة والتنمية في المغرب اليوم السبت 29/8/2020، أهل المغرب؛ قيادة وشعباً، مؤكداً أن الشعب المغربي الأصيل في القلب من مشهد القدس والأقصى.
وأكد مشعل على أن “إسرائيل” لم تَعُد الأكثر اقتداراً في المنطقة، هناك قوى كثيرة في المنطقة تثبت حضورها وقوتها على صعد عديدة. وشدد على أننا نعرف خطر العدو الصهيوني، ونعرف طبيعته الاحتلالية الاستعمارية، وسنفشله. وأشار إلى أن استراتيجية العدو الصهيوني الجديدة في السنوات الأخيرة جاءت استغلالاً للتغيير في الواقع الدولي.
وتحدث القيادي الفلسطيني عن التطورات التي حصلت على الصعيد الدولي وقادت إلى تعدد أقطاب العالم (روسيا، الصين، الهند…)، والإقليمي بعد بروز الدور الإيراني والتركي.
وبناء على التغيرات، أشار مشعل إلى أن الكيان الصهيوني أعاد بناء استراتيجيته، ووضع الأولويات التالية:
1. عمل على مسابقة الزمن في تكريس سياسة الأمر الواقع لتنفيذ مخططاته: حصار غزة، تهويد القدس، ضمّ الضفة، وكان يريد إعادة احتلال غزة.
2. سعى لانتزاع مشاريع جديدة يستعملها غطاءً أمريكياً لشرعنتها على الأرض. وجود ترامب كان فرصة لهم… لكن الحمد لله، هذا الكيان ليس قدراً.
وذكر مشعل أن هناك مبشرات بإعادة وحدة الصف الفلسطيني، فهناك قواسم مشتركة، وهذا الموقف موحد على رفض المشاريع الصهيونية الأمريكية، لافتاً النظر إلى أن الأمريكان والصهاينة فوجئوا بالإجماع الفلسطيني على رفض صفقة القرن، وخطة الضمّ، وأن هذا الموقف الفلسطيني صلّب الموقف العربي المتردد، وجمّد خطط المتآمر.
وأكد مشعل أن الاتفاق الإماراتي الصهيوني كان صادماً للجميع، وأن الموقف المؤيد للتطبيع يتراجع، والموقف الفلسطيني المُوحد لن يعطي غطاءً للمطبعيين. وذكّر أن هذا الكيان الصهيوني، يريد الأرض والقدس والمقدسات وأن ينتزع منا دورنا، وأن يزاحمنا على تاريخنا، وأن يأخذ منا موقع الريادة، ويستحضر من أجل ذلك كل الأبعاد السياسية والتاريخية والدينية والسياسية وغيرها، مشيراً إلى أن قادة العدو في جلهم علمانيون، ولكنهم يستخدمون الدين.
ودعا إلى دعم صمود غزة، وإلى دعم مقاومتها، وكسر الحصار عنها، والالتفات إلى ما تعانيه، بعدما زاد خطر تفشي فيروس كورونا المستجد من شدة الحصار المستمر منذ أربع عشرة سنة. وذكر مشعل أن غزة تحارَب بالحصار والتجويع بسبب صمودها وسلاحها ومقاومتها وبطولاتها التي أرهقت “إسرائيل”، تحارب بسبب استقلال قرارها السياسي، ولأن رأسها مرفوعة.
وفي ختام كلمته أكد مشعل على أن العدو يصارعنا على خمسة أشياء: إرادتنا، وسلاحنا ومقاومتنا، ورفضنا له كاحتلال، ووحدتنا كأمّة، وخامساً على هويتنا. وشدد على أن أهل فلسطين موضع الرهان، وأن الأمتين العربية والإسلامية هم شركاء في المقاومة والصمود، وأنه إذا صمدنا لن تنتصر علينا “إسرائيل”، وسنهزمها، ولن تأخذ الأرض والقدس والمقدسات.