مرايا – توالت ردود الفعل الفلسطينية بذكرى مذبحة صبرا وشاتيلا التي هزت العالم في ثلاث أيام 16-أيلول، 38 عاماً مضت عليها ولكن المشاهد ما زالت تسكن في أعماق الذاكرة وسويداء القلب، ليجد جثثاً مذبوحة بلا رؤوس، ورؤوسًا بلا أعين، وأخرى محطمة.
قال ماهر مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إنه تطل علينا ذكرى الألم والفاجعة مذبحة صبرا وشاتيلا وملوك الغزي والعار تصافح يد القتلة والمجرمين من إسرائيل، الملطخة أياديهم بدماء الاطفال والشيوخ والنساء.
وأضاف مزهر: “نقول لهم جميعا لن تطول هذه الايام السوداء، وسيأتي يوم الحساب لتداس رقابكم من الاحرار والثوار من ابناء امتنا العربية المجيدة”.
وتابع: “في هذا اليوم العصيب نؤكد ان هذه الدماء الطاهرة التي نزفت ستنير لنا الدرب نحو الحرية، ومواصلة الكفاح بكافة أشكاله حتى كنس الاحتلال وأعوانه”.
وأكد أن لشعبنا وأمتنا إننا سنعود الى الديار التي شردنا منها آجلاً ام عاجلاً، وسيتحقق حلم الآباء والاجداد بالعودة الي اللد والجليل، والمثلث والقدس وكل ربوع الوطن.
بدوره، ذكر عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض، إن صبرا وشاتيلا ثلاث أيام هزت العالم، اليوم ١٦-أيلول 38 عاما تكون قد مضت على مجزرة صبرا وشاتيلا، مقدماتها ووقائعها احداثها، دبابات العدو الاسرائيلي وطائراته قذائفه وصواريخه، موتتك الصوت وبلطات المجرمين وسواطيرهم، زجاجات الخمر على طاولات القتلة الجنازير والحبال، صرخات الاطفال وانين الجرحى على حافة الموت، رؤوس الاطفال واطرافهم المقطوعة، الفتيات بعمر الورود المقتولات بوحشية وسادية العصر وأكوام الشهداء الذي قضوا، وأبطال لم يتجاوزوا العشرات استبسلوا حتى لا تكون المجزرة أفضع وأوسع.
وأضاف العوض: “كلها مشاهد ما زالت تسكن في اعماق الذاكرة وسويداء القلب، في هذه الذكرى لن نغفر ولن ننس، فهناك كنت شاباً وهناك رحل احبة واصدقاء شجعان، لن أنسى تلك اللحظات المحفورة في ذاكرتي ما حبيت انها ثلاث أيام قاسية صعبة مرة فيها شربت الارض الدماء حتى ارتوى، فكان الماء بالدم مخلوطاً”.
من جانبها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إن مجزرة صبرا وشاتيلا، التي يحيي الشعبان الفلسطيني واللبناني ذكراها الثامنة والثلاثين هذه الأيام، هي الصورة الحقيقية لسلام الثنائي ترامب – نتنياهو، الذي يحاولان فرضه على شعبنا وباقي شعوب المنطقة عبر الصفقة الثنائية المسماة زوراً وبهتاناً صفقة العصر، بما يؤدي إلى تصفية القضية الوطنية لشعبنا وحقوقه الوطنية المشروعة في الحرية والكرامة والاستقلال والعودة واستعادة كل شبر من أراضيه المحتلة بالحرب العدوانية في الخامس من حزيران (يونيو)67.
وأضافت الجبهة، إن جريمة صبرا وشاتيلا لا تسقط في التقادم، فهي جريمة حرب موصوفة، وجريمة ضد الانسانية أدانها الكون كله ما عدا أصحاب المشروع الإسرائيلي الدموي الذي يقام بحرب يومية ضد شعبنا، وعلى حساب مستقبله وحقه في تقرير مصيره.
وأكدت أنه سيبقى إسم إسرائيل عنواناً للجريمة المنظمة منذ ما قبل قيامها على حساب الكيانية السياسية لشعبنا ووحدة أرضه، وستبقى جرائمها وصمة عار في جبينها وجبين كل من يحاول أن يتستر على هذه الجرائم، في فلسطين ولبنان، وسوريا، ومصر، والعراق، وتونس، والسودان، وأوروبا، وفي كل مكان امتدت إليه يد الجريمة الإسرائيلية، بما في ذلك دولة الامارات حيث تعترف إسرائيل باغتيالها للمناضلين الفلسطينيين.
وتابعت: إن “الذين يتهافتون، ويهرولون أو يتهيأون للالتحاق بالثنائي ترامب- نتنياهو، وصفقة تصفية القضية الفلسطينية بذريعة بناء السلام في المنطقة، طبقاً لمعايير نتنياهو وشروطه وعقيدته “السلام مقابل السلام”، إنما يبرئون إسرائيل من كل جرائمها، وفي القلب منها جريمة اغتصاب أرض فلسطين وطرد شعبها وتشريده في بقاع الأرض”.
ودعت الجبهة، شعبنا الفلسطيني في كل مكان، إلى إحياء ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، وإعادة تقديم الصورة الحقيقية لدولة الاحتلال، والجريمة المنظمة إلى الرأي العام الدولي.
وطالبت شعوبنا العربية إلى تحمل مسؤولياتها القومية في خوض معركة مقاومة التطبيع والالتحاق باتفاقات الشراكة السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية مع دولة الاحتلال، والتزام صفقة ترامب – نتنياهو، حفاظاً على استقلال شعوبنا العربية لبلادها، وصوناً لثرواتها وحماية لها من مشاريع النهب المنظم الذي تخطط له الدوائر الإسرائيلية الصناعية، والتجارية والمصرفية والأمنية.
من جهتها، دعت جبهة النضال الشعبي بالذكرى38 لمجزرة صبرا وشاتيلا التي تصادف يوم الأربعاء لتقديم “جنرالات الاحتلال الاسرائيلي” لمحاكمة دولية وتفعيل القضايا ضدهم في كافة المحافل الدولية والانسانية.
واكدت الجبهة ان حكومة الاحتلال ما زالت ماضية في سياستها العنصرية الارهابية المتطرفة، واعتداءاتها المتصاعدة، وترتكب بشكل يومي أبشع الجرائم ضد شعبنا، في ظل صمت دولي، وهرولة عربية للتطبيع مع الاحتلال، وأن مهزلة توقيع اتفاق التطبيع بين دولة الاحتلال والامارات والبحرين برعاية امريكية أمس، تمثل تعبيرا عن حالة من الخذلان والخنوع من قبل نظامي البلدين لسطوة الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وتابعت الجبهة لم يكم وليد الصدفة هذا التوقيع بالتزامن مع ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، التي مازلت شاهدة على جرائم الاحتلال وعدوانه وفاشيته، لتذكر كافة المهرولين نحو التطبيع بأن هذا العدو يشكل خطرا على امن وسلم العالم أجمع.
وطالبت الجبهة في هذه الذكرى، بإعادة فتح ملف مجزرة صبرا وشاتيلا، سواء من خلال المحكمة الجنائية الدولية، أو من خلال مجلس الأمن الدولي، وإعادة الاعتبار لمصداقية القانون الدولي عبر محاكمة مرتكبي ومدبري هذه المجزرة.
وأشارت إلى أن ذكرى صبرا وشاتيلا، تتطلب منا العمل الدؤوب كي لا تضيع دماء شهدائنا هدراً، وكي لا ينسى العالم الجرائم البشعة التي ارتكبتها إسرائيل بحق أبناء شعبنا، مما يستدعي مواصلة العمل لدى الهيئات الحقوقية والقانونية والإنسانية الدولية من أجل معاقبة جنرالات الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت الجبهة، إنّ المستهدف من المجزرة، هو المخيم الفلسطيني، كعنوان وخندق متقدم في مقاومة الاحتلال، المخيّم الذي حضن الثّورة ودافع عنها، المخيّم بوصفه حاملاً لهوية وطنيّة، وقضيّة الحقّ الفلسطيني، الذي لا يسقط بالتّقادم أو بالتّنازل، وهو حقّ العودة.
وأشارت الجبهة الى إن الرد على كافة مجازر واجراءات الاحتلال لا يكون بغير وحدة وطنية، تضع المشروع الوطني فوق الاعتبارات الفئوية وأوهام السلطة، وان نمتلك إرادة حوار فلسطيني مسؤول وحريص لتصحيح الخطأ وإنهاء الانقسام واستعادة الدور, والمكانة، وأن تكون منظمة التحرير الوعاء الوطني، الذي يوحّد الجميع ويحمي الكيان المعنوي للفلسطينيين.
وفي ذات السياق، صرحت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.حنان عشراوي، يوم الاربعاء، “لقد آن الأوان لحماية الشعب الفلسطيني أينما كان ووقف استباحة حياته وأرضه وممتلكاته ومقدراته وحقوقه وحرياته المشروعة، كما آن الأوان لمحاسبة ومساءلة إسرائيل “القوة القائمة بالاحتلال” على جرائمها المتعاقبة والمتصاعدة ضد الإنسانية وحقوق الإنسان”.
جاءت تصريحاتها هذه لمناسبة الذكرى الـ38 لمجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبت بتواطؤ وحماية الجيش الإسرائيلي بقيادة “أريل شارون” آنذاك ضد آلاف المدنيين الأبرياء من اللاجئين الفلسطينيين العزّل في مخيمي اللجوء صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982 وأدت إلى استشهاد أكثر من 3000 لاجئ فلسطيني. وقالت: “إن اللاجئين الفلسطينيين هم ضحايا إقامة دولة إسرائيل على ارض فلسطين، كما أنهم ضحايا الظلم المضاعف والمركب الواقع عليهم كونهم بدون حماية ومستهدفين من قبل دولة الاحتلال وشركائها”.
وأضافت: “لا تزال هذه المجزرة وغيرها من المجازر شاهدا على طبيعة الفكر الصهيوني الأصولي العنصري والمتطرف، وفصلا مأساويا في التاريخ الفلسطيني يفضح إرهاب إسرائيل وهمجيتها تجاه الشعب الفلسطيني بأسره، فصبرا وشاتيلا كما غيرها من المجازر والجرائم يجب أن لا تمر دون عقاب فهي ليست حوادث عرضية وإنما تأتي ضمن نهج مستمر تقوم من خلاله دولة الاحتلال بتنفيذ مخططاتها القائمة على التطهير العرقي والتهجير القسري وسرقة فلسطين التاريخية”.
وأشارت إلى أن السلام والأمن والاستقرار في المنطقة لا يكون بإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل كونها مصدر التحريض والفوضى والعنصرية؛ وإنما من خلال إنهاء الاحتلال الجاثم على أرضنا واحترام حقوق الشعب الفلسطيني والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وشددت في ختام تصريحها على أن شعبنا لا ينسى شهداءه وضحاياه وسيبقى صامدا وثابتا على أرضه، والمجتمع الدولي بأسره مطالب اليوم وأكثر من أي وقت مضى بترسيخ مبادئه وحمايتها من النظم السلطوية والعنصرية عبر تنفيذ العدالة الأممية التي نص عليها القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة في هذا الصدد، ولا سيما قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194 (1948)، واتفاقية جنيف لعام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الحقوق المدنية والسياسية (1966) والإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948).