مرايا – يُصادف الأحد، اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي عادة ما يوفر فرصة للتذكير بأن قضية فلسطين لم تُحل بعد، وأن الشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه غير القابلة للتصرف على الوجه الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة.
الحقوق التي حددتها الجمعية العامة، هي الحق في تقرير المصير دون تدخل خارجي، والحق في الاستقلال الوطني والسيادة، وحق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أُبعِدوا عنها، وفق وكالة وفا.
جلالة الملك عبدالله الثاني أكد في رسالة وجهها إلى رئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني شيخ نيانغ، بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، مؤكدا فيها على مركزية القضية الفلسطينية، وأهمية الاستمرار بالسعي نحو تحقيق السلام العادل والشامل الذي تقبله الشعوب والمرتكز على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعت عام 1977، للاحتفال في 29 تشرين الثاني/نوفمبر بهذا اليوم.
واعتُمد هذا اليوم الذي وفق القرار 32/40 ب، والذي يُصادف ذكرى قرار تقسيم فلسطين “القرار 181(II)” الذي اعتمدته الجمعية العامة عام 1947.
الجمعية قررت تقسيم فلسطين إلى دولتين، دولة عربية وأخرى يهودية، مع الاحتفاظ بمركز دولي خاص للقدس.
وبعد حرب سنة 1948، أنشأت الجمعية بموجب القرار 194 (د-3) لعام 1949، لجنة التوفيق الخاصة بفلسطين لمساعدة الطرفين على التوصل إلى تسوية نهائية، مع إعادة تأكيد حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وفي استرداد ممتلكاتهم.
وفي 8 كانون الأول/ديسمبر 1949 أُسست وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بموجب القرار رقم 302 (رابعا) الصادر عن الجمعية بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين. وبدأت الوكالة عملياتها في الأول من شهر أيار/مايو 1950.
فلسطينيان خلال اللجوء عام 1948. (أونروا)
ووفق التعريف العملياتي لأونروا، فإن “لاجئي فلسطين هم أولئك الأشخاص الذين كانت فلسطين هي مكان إقامتهم الطبيعي خلال الفترة الواقعة بين حزيران/يونيو 1946 وأيار/مايو 1948، والذين فقدوا منازلهم ومورد رزقهم نتيجة الصراع العربي الإسرائيلي عام 1948”.
وتحتفل الأمم المتحدة هذا العام باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 1 كانون الأول/ديسمبر 2020 بسلسلة من الاجتماعات الخاصة في مقرها في نيويورك.
وستجتمع اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وهي هيئة تابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة تعمل على تعزيز حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال.
وسيحضر الاجتماعات المعنية باليوم الدولي ممثلو الدول الأعضاء والأمين العام وممثلو المنظمات الحكومية الدولية والمجتمع المدني وغيرهم ممن سيدلي ببيانات حول قضية فلسطين ويشارك في الافتتاح الرسمي لمعرض افتراضي بخصوص الاحتفال.
وعادة ما يوفَّر هذا اليوم فرصة لأن يركز المجتمع الدولي اهتمامه على حقيقة أن قضية فلسطين لم تُحل بعد، وأن الشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه غير القابلة للتصرف على الوجه الذي حددته الجمعية العامة، وهي الحق في تقرير المصير دون تدخل خارجي، والحق في الاستقلال الوطني والسيادة، وحق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أُبعِدوا عنها، وفق وكالة وفا.
فلسطينيون قرب حاجز إيريز، 31 كانون الأول/ديسمبر 2009. (shutterstock)
“القدس كانت وستبقى محور اهتمامنا”
جلالة الملك عبدالله الثاني وجه رسالة إلى رئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني شيخ نيانغ، بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، مؤكدا فيها على مركزية القضية الفلسطينية، وأهمية الاستمرار بالسعي نحو تحقيق السلام العادل والشامل الذي تقبله الشعوب والمرتكز على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وقال الملك، في الرسالة، إن من واجبنا جميعا دعم جميع الجهود التي من شأنها كسر الجمود في العملية السلمية، والدفع باتجاه مفاوضات مباشرة وجادة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، ووفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ووقف الخطوات الإسرائيلية أحادية الجانب، التي تقوض فرص السلام وتؤجج الصراع، كالاستيطان ومحاولات ضم أي أراض فلسطينية، وفرض واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف.
وذكر الملك أن عملية السلام تقف اليوم أمام خيارين، فإما السلام العادل الذي يفضي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق حل الدولتين، أو استمرار الصراع الذي تعمقه الانتهاكات المتواصلة لحقوق الشعب الفلسطيني والخطوات غير الشرعية التي تقوض كل فرص تحقيق السلام.
وحذر جلالة الملك، في هذا الإطار، من عدم حصول أونروا على الدعم التي تحتاجه، وبالأخص في قطاعي الصحة والتعليم، في ظل جائحة كورونا.
“أبعد منالا”
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، رأى في رسالة بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أنه “من المؤلم أن قضية فلسطين ما زالت دون حل حتى وقتنا هذا الذي تحتفل فيه الأمم المتحدة بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشائها”.
وتابع “ما زلتُ ملتزماً بدعم الفلسطينيين والإسرائيليين لإيجاد حل للنزاع وإنهاء الاحتلال وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي والاتفاقات الثنائية في سبيل تحقيق الرؤية القائمة على وجود دولتين – إسرائيل وفلسطين المستقلة الديمقراطية المتواصلة جغرافيا وذات السيادة – تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن ضمن حدود آمنة ومعترف بها، على أساس حدود ما قبل عام 1967، وتكون القدس عاصمة لكلتا الدولتين”.
وعبر غوتيريش عن قلقه إزاء الحالة المالية التي تواجهها أونروا، قائلاً “الوكالة تقوم بدور أساسي بوصفها الجهة الرئيسية التي تقدم المساعدة المباشرة التي كثيرا ما تكون منقذة للحياة إلى العديد من اللاجئين الفلسطينيين البالغ عددهم 5.7 ملايين لاجئ”.
“لنعمل معا على تجديد التزامنا تجاه الشعب الفلسطيني في سعيه إلى الحصول على حقوقه غير القابلة للتصرف وبناء مستقبل يسود فيه السلام والكرامة والعدالة والأمن”، وفق المسؤول الأممي.
تسلسل زمني للقضية الفلسطينية
2 تشرين الثاني/نوفمبر 1917 أرسل وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور إلى اللورد روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية، وعدت بموجبه بريطانيا اليهود بتأسيس وطن قومي لهم في فلسطين.
في عام 1922، وضعت عصبة الأمم فلسطين والتي كانت من بين الأراضي العثمانية السابقة تحت إدارة المملكة المتحدة.
خلال فترة الانتداب من 1922 إلى 1947، حدثت هجرة يهودية واسعة النطاق معظمها قدمت من أوروبا الشرقية.
29 تشرين الثاني/نوفمبر 1947 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين، دولة عربية وأخرى يهودية، مع الاحتفاظ بمركز دولي خاص للقدس، بواقع 56% لليهود، و43% للعرب، و1% منطقة القدس.
15 أيار/مايو 1948 إعلان قيام دولة إسرائيل، والذي تبعه نشوب حرب 1948 بين جيوش عربية بينها الجيش الأردني، والإسرائيليين، لينتج عن الحرب سيطرة الإسرائيليين على 77% من أراضي فلسطين، بما في ذلك جزءا من القدس.
11 كانون الأول/ديسمبر 1948 تبنت الجمعية العامة القرار رقم 194 الذي تقرر فيه “وجوب السماح بالعودة، في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وكذلك عن كل فقدان أو خسارة أو ضرر للممتلكات بحيث يعود الشيء إلى أصله وفقاً لمبادئ القانون الدولي والعدالة، بحيث يعوّض عن ذلك الفقدان أو الخسارة أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة”.
29 تشرين الأول/أكتوبر 1956 شنت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل حرب “العدوان الثلاثي” على مصر في عام 1956م بعد قيام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس.
5 حزيران/يونيو 1967، اندلعت حرب حزيران التي احتلت فيها إسرائيل أراضي قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، حيث ضمتها إسرائيل لاحقا، وهضبة الجولان وسيناء.
وأسفرت الحرب عن هجرة ثانية للفلسطينيين تقدر بحوالي نصف مليون شخص.
22 تشرين الثاني/نوفمبر 1967 تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار 242 الذي نص على الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة.
6 تشرين الأول/أكتوبر 1973 اندلاع الحرب بين مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.
22 تشرين الأول/أكتوبر، 1973، تبنى مجلس الأمن الدولي القرار 338 الذي دعا جميع الأطراف المشتركة في القتال إلى وقف إطلاق النار بصورة كاملة، وإنهاء جميع الأعمال العسكرية، ودعوة جميع الأطراف المعنية إلى البدء فوراً بعد وقف إطلاق النار، بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242.
31 أيار/مايو 1974 انتهت الحرب رسميًا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا، وضفة قناة السويس الشرقية لمصر، مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة، وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.
6 حزيران/يونيو 1982 “غزو لبنان” قررت إسرائيل شن عملية عسكرية ضد منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان ووصل جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وانسحبت قوات منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت.
8 كانون الأول/ديسمبر 1987 اندلعت انتفاضة فلسطينية شعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة.
15 تشرين الأول/نوفمبر 1988 أعلن المجلس الوطني الفلسطيني خلال اجتماعه في الجزائر العاصمة إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
30 تشرين الأول/أكتوبر 1991، عُقد مؤتمر مدريد للسلام بهدف التوصل إلى تسوية سلمية من خلال المفاوضات المباشرة على مسارين: بين إسرائيل والدول العربية، وبين إسرائيل والفلسطينيين.
13 أيلول/سبتمبر 1993 توقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل التي تضمنت الاعتراف المتبادل بين حكومة إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، كممثل للشعب الفلسطيني، والتوقيع على إعلان المبادئ المتعلق بترتيبات الحكم الذاتي المؤقت.
28 أيلول/سبتمبر 2000 اندلعت الانتفاضة الثانية بعد دخول أرييل شارون حرم المسجد الأقصى، وبدأت إسرائيل ببناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية المحتلة الذي بني معظمه في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقضت محكمة العدل الدولية بعدم شرعيته.
28 آذار/مارس 2002 اعتمدت جامعة الدول العربية في قمة بيروت مبادرة السلام العربية.
30 نيسان /أريل 2003 أصدرت وزارة الخارجية الأميركية خريطة الطريق لسلام الشرق الأوسط برعاية المجموعة الرباعية الدولية.
11 أيلول/سبتمبر 2005 سحبت إسرائيل مستوطنيها وقواتها من قطاع غزة وحافظت على سيطرتها على الحدود والشاطئ البحري والمجال الجوي للقطاع.
27 كانون الأول/ديسمبر 2008 شنت إسرائيل حربا على قطاع غزة أسمتها عملية “الرصاص المصبوب” أسفرت عن 1410 شهداء من بينهم 355 طفلا
29 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 مُنحت فلسطين مركز دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة.
23 كانون الأول/ديسمبر 2016، أصدر مجلس الأمن الدولي وبتأييد 14 عضوا وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت القرار 2334 الذي كرر مطالبة إسرائيل بأن توقف فورا وعلى نحو كامل جميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
6 كانون الأول/ديسمبر 2017 أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إلى القدس.
28 كانون الثاني/يناير 2020 أعلن ترامب صفقة القرن من واشنطن بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي.