مرايا – قررت سكرتارية اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية مقاطعة اجتماع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي سيعقد جلسة مساء الأحد بزعم مناقشة قضية مواجهة العنف والجريمة في الداخل الفلسطيني المحتل، المتورطة “إسرائيل” بدعمها في الخفاء وتقاعس مؤسساتها الأمنية عن لجمها.
وإضافة لموقف اللجنة، فإن هناك مطالب شعبية في الداخل الفلسطيني بمقاطعة لقاء نتنياهو “الاستعراضي”، والذي يأتي استمرارًا لجولة استعراضية شملت الطيرة وأم الفحم والناصرة مؤخرًا، وسط مقاطعة شعبية كاملة.
وشهدت أم الفحم والناصرة احتجاجات شعبية على جولة نتنياهو قبل يومين، واعتقلت شرطة الاحتلال خلال فض الاحتجاجات عددًا من المتظاهرين وحولتهم للحبس المنزلي.
واليوم يستكمل نتنياهو استعراضاته الانتخابية باجتماع عبر تطبيق “زوم” قائلًا إن الجلسة تهدف “لبحث تمويل خطة مكافحة العنف في المجتمع العربي، التي تنصّ على إقامة 8 محطات شرطية في البلدات الفلسطينية، وترحيل كافة القضايا الأخرى إلى ما بعد الانتخابات”.
التوقيت ورائحة المكر
ويتساءل فلسطينيو الداخل عن توقيت جلسات نتنياهو وتطرقه لبحث هذا الملف الذي تسبب بنزيف الدم وسطهم منذ سنوات وما زال، خاصة أنها لم تأت إلا بالتزامن مع حملته الانتخابية.
وأكد أعضاء في اللجنة القطرية لرؤساء المجالس العربية الذين يريد نتنياهو عقد الجلسة معهم، أن نتنياهو يستغل دماء الشباب بدعاية انتخابية تلبس الذئب فرو الحمل، مؤكدين مقاطعتهم للجلسة.
واعتبر رئيس المجلس المحلّي في كفر كنا ونائب رئيس اللجنة القطرية يوسف عواودة أن المقاطعة ضرورية لعدة أسباب، أهمها
أنه “في كل مكان في الدنيا مسؤولية استئصال الجريمة ومحاربة عصابات الإجرام تقع على الحكومة وأجهزتها الشرطية، ولقد شهدنا ذات الحكومة ونفس الشرطة تنجح بالقيام بهذه المسؤولية في المجتمع اليهودي قبل عدة سنوات؛ ثانيًا، إنّ فتى صغيرًا في بلداتنا الفلسطينية يعلم أن الشرطة تمتلك أسماء وهيكليات كل منظّمات الإجرام وبجميع أصنافه: سوق سوداء وخاوة وتجارة أسلحة وتجارة مخدرات وتجارة دعارة؛ وثالثًا، منذ العام 2000 والدم ينزف في البلدات دون أي حراك”.
وتسائل “لما جاءت الجلسة في هذا التوقيت”، مؤكدًا أنه لن يشارك في جلسة يتم فيها استغلال دم شبابنا من أجل دعاية انتخابية.
مقاطعة وتكليف
وعقدت اللجنة القطرية السبت اجتماعًا طارئًا بشأن جلسة نتنياهو المقررة مساء اليوم.
لكن رئيس اللجنة القطرية لرؤساء المجالس العربية مضر يونس قال لوكالة “صفا”: “إن سكرتارية اللجنة قررت تكليف لجنة مواجهة العنف والجريمة في المجتمع العربي، كهيئة تمثيلية وتخصُّصية مُنبثقة عن اللجنة القطرية، بالمشاركة في الاجتماع مع نتنياهو”.
وسيكون يونس أحد المشاركين في اللجنة المكلفة، في وقت أعلن معظم أعضاء اللجنة القطرية مقاطعة الجلسة بل دعوا إلى عدم المشاركة البتة فيها.
وقال رئيس مجلس بلدية عرابة عمر نصار: “يجب أن نقاطع هذا اللقاء لأن رائحة انتخابية قوية تفوح منه، فنتنياهو يسعى من خلاله إلى خلق منصة أخرى في مجتمعنا يروج من خلالها لسياسته، وهو الذي امتنع بشكل منهجي منذ 12 عاما عن مكافحة العنف والجريمة المستشرية في مجتمعنا”.
ورأى أن يتم توصيل رسالة الوسط بالداخل إلى حكومة الاحتلال عبر الجهات الرسمية ذات العلاقة وليس عبر الاجتماعات، خاصة فيما يتعلف بالخطة المقدمة لمواجهة الجريمة وضرورة تمويلها وتنفيذها، مع ضرورة الاعتراض على اقتصاص ما نسبته 25% من ميزانية المجالس من أجل دفعها في الخطة، التي هي في الأصل واجب الحكومة.
وقُتل ما يزيد عن 100 شخص خلال عام 2020 في جرائم قتل وعنف في الداخل الفلسطيني، جلهم من فئة الشباب وبينهم نساء، وسط إهمال للأجهزة الأمنية الإسرائيلية لتفشي الجريمة بالداخل، فيما تؤكد أقطاب فلسطينية أن “إسرائيل” متورطة بدعم عصابات القتل “المافيا” بالسلاح في هذه البلدات.