مرايا – أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال صعدت منذ بداية العام 2021 من عمليات الاعتقال والتنكيل بحق الفلسطينيين، حيث رصد المركز(415) حالة اعتقال بينهم 43 طفلاً، و 6 نساء، فيما ارتقى محرر مقدسي بعد اصابته بمرض السرطان خلال فترة اعتقاله .
وأوضح “مركز فلسطين” في تقريره الشهري حول الاعتقالات أن الشهر الماضي شهد تصعيد واضح من الاحتلال في عمليات الاعتقال، وخاصه من مدينة القدس التي شهدت 155 حالة اعتقال، تليها مدينة الخليل بواقع 70 حالة اعتقال، ومن مدينة جنين 50 حالة اعتقال ، ومن رام الله 65 حالة اعتقال.
بينما شهد قطاع غزة 8 حالات اعتقال، 7 منها لشبان اقتربوا من الحدود الشرقية وأطلق سراحهم بعد التحقيق معهم، بينما اعتقل الاحتلال الشاب “ولاء محمد الرفاعي”، 35 عاماً، من سكان بلدة المغازي، على معبر بيت حانون “ايرز”، خلال توجهه لمستشفى المقاصد بالقدس لإجراء عملية جراحية لزوجته التي تعاني من سرطان في الدماغ ، وتم تحويله إلى سجن عسقلان للتحقيق .
واشار المركز الى ان سلطات الاحتلال أعادت اعتقال النائب “محمد ماهر بدر” 62 عاماً من الخليل بعد مداهمة منزله، رغم انه يعانى من ضغط الدم المزمن و مشاكل في البروستات، و يحتاج الى أدوية خاصة ومتابعة طبية، مما رفع عدد نواب المجلس التشريعي المختطفين لدى الاحتلال الى (10) نواب.
اعتقال النساء والأطفال
ولفت الباحث رياض الأشقر” مدير المركز أن الاحتلال واصل الشهر الماضي استهداف النساء الفلسطينيات بالاعتقال، حيث رصد 6 حالات اعتقال لنساء بينهن المسنة “فاطمة خضر”، 65 عاماً من بلدة بيت حنينا، شمالي مدينة القدس ، حيث تم التحقيق معها في مركز شرطة القشلة لعدة ساعات، قبل اطلاق سراحها بشرط إبعادها عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع قابلة للتجديد والعودة للتحقيق.
كذلك اعتقلت السيدة ” شيرين الأعرج” ، وهى عمّة الشــهيد “باسـل الأعرج” من القدس المحتلة ، ولا تزال قيد التحقيق، واعتقلت “ختام مشاهرة” من القدس، فيما اعتقل زوجة ونجلة المواطن “وسيم عبيد” من العيسوية .
فيما تواصل استهدف القاصرين بالاعتقال والتنكيل، حيث رصد التقرير (43) حالة اعتقال لقاصرين ما دون الثامنة عشر من اعمارهم، غالبيتهم من مدينة القدس المحتلة، بينهم 3 أطفال في عمر 9 سنوات فقط وهم “معتصم احمد صبري” و ” ايسر موسى” و ” مجد رمضان كافيه” من بيت جزا شمال القدس المحتلة، وقامت باقتيادهم إلى مركز التحقيق في مستوطنة “عطروت”.
استشهاد محرر
وبين الاشقر ان شهر يناير الماضي شهد ارتقاء الاسير المحرر ” محمد صلاح الدين”20 عاما من بلدة حزما قضاء القدس نتيجة معاناته من مرض السرطان الذى أصيب به خلال اعتقاله لدى الاحتلال.
واضاف ان الشهيد “صلاح الدين” كان اعتقل في نيسان من العام 2019 وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة عامين، وبعد مرور عام وشهرين على اعتقاله تراجعت صحته بشكل كبير، واضطر الاحتلال لنقله الى مستشفى الرملة حيث تبين أنه مصاب بمرض السرطان في النخاع في مرحلة متقدمة نتيجة عدم رعايته او إجراء فحوصات عاجلة له .
واشار الاشقر الى ان الاحتلال أطلق سراحه بعد مرور 16 شهراً على اعتقاله بشكل استثنائي بعد تراجع وضعه الصحي بشكل كبير نتيجة تغلغل مرض السرطان في جسده، وفشلت كل محاولات علاجه الى ان استشهد بعد 4 شهور من اطلاق سراحه .
200 إصابة بكورونا
وكشف الاشقر ان الشهر الماضي شهد اصابة ما يزيد عن 200 أسير جديد بفيروس كورونا في سجن ريمون والنقب نتيجة استمرار الاحتلال بالاستهتار بحياة الأسرى وعدم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع انتشار جائحة كورونا بين الأسرى أو الحد منها، والتأخر في أخذ العينات من الأسرى المخالطين او الذين تظهر عليهم أعراض مشابهة، ليرتفع عدد الأسرى المصابين منذ بداية الجائحة الى 340 اسير.
وبيَّن الأشقر أن عدد من الاسرى تراجعت صحتهم الى حد الخطورة بسبب إصابتهم بـ(الكورونا)، ونقلوا الى المستشفيات في حاله الخطر وهم “أيمن سدر” 54 عامًا من القدس، و الاسير “خالد غيظان” 59 عاماً من رام الله، والاسير “باسل عجاج” 45 عاماً من طولكرم، والاسير “عبد المعز الجعبة” 48 عاماً من الخليل .
ورغم تلقى عدد كبير من الاسرى خلال يناير الماضي اللقاح المضاد لكورونا، الا أن الأسرى لا زالوا يعيشون حالة من القلق الشديد والتوتر مع الخطر المتزايد على حياتهم من هذا الفيروس الخطير والمعدي في ظل عدم توفر رعاية طبية او وسائل حماية او اهتمام من الاحتلال او علاج للأسرى المصابين .
الأوامر الإدارية
وبين “الأشقر” بأن محاكم الاحتلال واصلت خلال شهر يناير الماضي إصدار القرارات الادارية بحق الأسرى، حيث أصدرت محاكم الاحتلال الصورية (90) قرار إداري بين جديد وتجديد، تراوحت ما بين شهرين إلى ستة أشهر .
ومن بين من صدرت بحقهم قرارات إدارية خلال الشهر الماضي الأسير الطفل أمل معمر نخلة (17 عاما) من رام الله ،والذى يعاني من وضع صحي متدهور نتيجة اصابته بمرض نادر، وجددت الإداري للمرة الثانية بحق القيادي في حركة الجهاد الاسلامي، الشيخ الاسير “سعيد محمود نخله” 62 عاماً، من مخيم الجلزون قضاء رام الله لمدة 4 شهور.
كما جددت محكمة الاحتلال في عوفر الإداري للقيادي الشيخ “جمال الطويل” من البيرة، للمرة الثانية على التوالي لمدة ٦ أشهر ، كذلك جددت الإداري للمرة الثانية بحق الأسيرة ” شروق محمد موسى البدن” (26 عاماً) من بلدة تقوع في بيت لحم.
تشريع التعذيب
اعتبر الاشقر إصدار المستشار القانوني لحكومة الاحتلال خلال يناير الماضي قراراً يقضي بإغلاق ملف التحقيق في تعذيب الاسير “سامر عربيد” (44 عاما) من رام الله على يد ،محققي الشاباك هو إقرار صريح بتشريع التعذيب و وتوفير غطاء قانوني له .
وكان الأسير ” العربيد” قد تعرض لتعذيب قاسي فور اعتقاله في سبتمبر من العام 2019 في زنازين المسكوبية، الأمر الذى الى تدهور وضعه الصحي ، واضطر الاحتلال لنقله الى المستشفى بحالة خطرة ووضع في العناية المركزة وكاد ان يفقد حياته نتيجة التعذيب .
وبعد تقديم عدة شكاوى حقوقية اتهمت الشاباك بتعذيب الأسير العربيد والتنكيل به خارج إطار القانون وتعريضه للموت، برأت الجهات القضائية لدى الاحتلال ضباط التحقيق من اى شبهة ولم توجه اتهامات لهم مما يشير الى رعاية رسمية وتوفير غطاء من الاحتلال لتشَّرع التعذيب، بحق الأسرى الفلسطينيين.