مرايا – بأقل الإمكانيات المادية، وأبسط المعدات، والقطع البالية المستخدمة، تمكن الشاب مؤمن أبو ريدة (29 عامًا) سكان بلدة بني سهيلا شرقي محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة من صناعة سيارتين كهربائيتين صغيرتين، تستخدمان للمرضى وذوي الإعاقة.
مؤمن بعد أن واصل نجاحه للعام الرابع في صنع ماكينات “لحام الحديد” بإمكانياتٍ بسيطة، زادت دافعيته لتطبيق ما يجول بخاطره من وسائل وأجهزة، كالسيارات الكهربائية، والدراجات الهوائية، وأقواس رُمح؛ “هذه بعض من الأشياء التي خاض فيها تحديًا مع نفسه وأصدقائه”. كما قال.
كل تلك الأشياء وغيرها، تمكن من صناعتها وابتكارها، في معملٍ لا تزيد مساحته عن مترين ونصف تقريبًا بمنزله الذي يحوي كافة معدات عمله اليدوية والكهربائية البسيطة.
فيما يتوج عمله بنشر مقاطع مصورة لما ينتجه، من خلال قناة “يوتيوب” دشنها د بجانب صفحته بـ”فيس بوك”؛ مقدمًا خلال كل مقطع ينشره شرحًا تفصيليًا.
ولاقت الأشياء التي يصنعها مؤمن إعجابًا ودعمًا من متابعيه، ما جعله يستغني عن جهاز “لاب توب” شخصي “وميكروفون” خاص به، لتسجيل صوته وهو يتلو القرآن الكريم، كي يشتري ويوفر الإمكانيات اللازمة للعمل، وصناعة ما يجول بخاطره، خاصة السيارات الكهربائية.
ويقول مؤمن لمراسل “صفا” “صنعت سيارتين كهربائيتين، واحدة للأطفال المرضى، وأخرى للكبار، من أصحاب الحاجة أو ذوي الإعاقة، الذين لا يستطيعون شراءها، نظرًا لارتفاع ثمنها لنحو 2500 دولار.
ويضيف “صنعتها بثمن زهيد ومعدات وإمكانيات بسيطة، لكن أدخلت عليها تطويرات وتحسينات”.
ويوضح أن العمل استغرق في كل واحدة قرابة أسبوعين، من أدوات مستخدمة من سوق (الخردة)، الذي حرص على التواجد فيه بشكل شبه يومي.
ويذكر مؤمن أنه في كل مرة يعثر على قطع لازمة للعمل من إطارات مطاطية صغيرة، ومقود دراجة، محركات سيارة كهربائية، قضبان حديدية، مصابيح سيارة نقل كبيرة، مقعد حديدي إسفنجي مستخدم.
ويتابع “بعد توفر معظم المعدات اللازمة، باشرت العمل في تصميم هيكل السيارة حتى انتهيت بعد أسبوعين من كل واحدة”.
وكتب عليها (صنع في غزة)، معبرا عن سعادته الكبيرة لأنها تسير وقريبة من أداء السيارات الحديثة المصنعة خارجيًا.
وينوه مؤمن “فقط الفرق في الشكل، لكن ينقصها لوحة تشغيل وتحكم في القيادة، ما دفعني للتواصل مع مهندسين مختصين لتوفيرها قريبًا، لتجنب الوقوف المفاجئ للسيارة”.
ويشير إلى أن تلك السيارات تعمل على بطايات تولد الطاقة لها، وضعت في صندوق حديدي أسفلها، كل واحدة مزودة ببطاريتين، بقدرة إنتاجية تبلغ 48 أمبيرًا للكبيرة، و 14 أمبير للصغيرة، ومولد 24 فولت لكل واحدة.
ويطمح مؤمن في صنع مزيد من السيارات الكهربائية بشكل أكبر وأكثر تطورًا، ولديه القدرة على ذلك، حسب تأكيده، في ظل زيادة الطلب والحاجة لها في غزة بشكل كبير لكبار السن، وذوي الإعاقة، وأصحاب الأمراض المُزمنة.
ويلفت لوجود أفكار كثيرة في ذهنه يرغب في تطبيقها، ولديه القدرة على ذلك، لكن لا تتوفر لديه الإمكانيات المادية أو مكان للعمل.
ويعرب عن أمله في توفرها، أو يجد من يدعمه ويوفرها له، أو يتبنى مشروعه الصغير.